
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ساتو ميواكو
السلامُ عليكم~
غاليتي سحابة كم هو مُعتادٌ ومألوفٌ من رائعةٍ مثلكِ.. مواضيعُكِ تُبلسمُ الجراح وتُبسمُ الحزين وتبعثُ البهجةَ على الجميع..بلا مُبالغة..
التأمُل ومن منا لا يعيشُ بلا تأمُل فنحنُ لم نُخلق عبثاً فكُلُ ما حولنا يدعو للتأمُل..
السماء ..الأرض..الجبال..بل وحتى سحابتي نفسها تدعو للتأمُل في مدى إبداعها ماشاء الله..^^"
فلنبدأ تأمُلنا..
كنتُ بنُزهةٍ بالأمس مع عائلتي نجلس على شاطيء البحر لا يحول البحر عنا سوى بعضُ الرمال المُزينة بتناثُرِ الأصدافِ والأحجارِ المُلونة..منظرٌ بديع سبحان من خلقه..
ورغم أننا كُنا ليلاً فقد كان منظرُ البحرِ وأمواجهِ مُفعمةِ السواد يدعو للرغبةِ بحُبِ الحياة..
كان منظراً ساحراً دعاني للجلوسِ على بُعدِ سنتيميترات عن أمواجِ البحر وإمساكُ كُراستي ومرسامي والبدءُ بالرسم ومُبادلةُ الإبتسامة لتلك الطفلةِ البريئة التي تقفُ واضعةً قدميها في الماء مُبتسمةً لي بمرح..
كان كُلُ شيءٍ على مايُرام حتى سرنا بسيارتنا وعلى الطريقِ السريع الذي يفصلُ جدة عن مكة وبينما الجميعُ مُنشغل وأنا مُستغرقة بنومٍ عميق إذا بصوتِ يصًمُ الأذان يصدُرُ من السيارة وهي تنحرفُ عن المسار الصحيح لقد كان ذلك صوتُ صرير عجلاتِ سيارتنا بدأ الجميعُ بالهتاف وذكرِ الله..
كان الخوفُ يعتصرُ قلبي لكني حقاً كنتُ فرحة لقد كان أولَ ما جاء على ألسنتنا عند رؤيةِ الموت ذكرُ الله..
فهذا هو الإنسانُ التقي حين تلمُ به المُصيبة يذكرُ الله فكُلُ ذلك حدث حين بدأ والدي بذكرِ الله رددنا نحنُ أيضاً..
جلستُ أُقارنُ بين ماحدثَ بالأمسِ وما حدثَ مُنذُ سبعِ سنين فحينها انحرفتِ السيارة عن مسارها الصحيح وأخذت تنقلب ذكر والديِ الله لكن عمتاي أخذتا تصرخان وتنوحان على حياتهما المُنتهية..!!
وياللعجب فقد حمى الله من ذكره فلم يُصبني وشقيقي سوء وحتى والديِ سوى بعضُ الإصاباتِ الطفيفة وعمتاي فقد كادت إحداهُما تُصابُ بالعمى لولا لُطفُ الله..؟!
هذهِ حال المؤمن إذا ذكرَ الله نجا وإذا إستعان بغيرهِ لم يسلم من السوء ففي كُلِ مرة تحدثُ فيها لنا حادثةُ سير لايكون الموتُ نصيبُنا فالله لم يكتُب لنا مثلاً الموتُ بحادثِ سير..بإذن الله..فلا مجالَ للمُقارنةِ بين حال المؤمن بقضاءِ اللهِ وقدرهِ وبين غيره..
فإن لم يكُن موتي بحادثِ سير فكيف سيكون..؟
أيا هادمَ اللذاتِ أخبر قوماً متى رحيلٌ لدارٍ محبوبةٍ..؟!
قد كانت نُزهةً جميلةً لكن لها نهاية غير محبوبة فذلكَ حالُ الدُنيا تُسعدُ قليلاً ثم ما تفتأُ أن تتراجع عن رأيها..؟!
وليـ عودة بإذن اللهِ للتأمُلِ ثانيةً..
فيـ أمانِ الله..
المفضلات