وختامًا....
أخي المقاطع في سبيل الله..
لا شك أنك ستتألم من مقاطعتك.. لا شك في ذلك.. بل هو ألمٌ كبير.. وليس هذا بمستغرب.. فالدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر..
اعلم أنك إن كنت تألم، فألمك بأجر.. أما هم فيألمون، وعليهم الوزر.. [إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون، وترجون من الله ما لا يرجون] {النساء: 104}
تذكر إخوانك المحاصرين في فلسطين والعراقِ وأفغانستان.. تذكر أنهم حرموا دون أرادتهم، من أشياء قاطعتها أنت بإرادتك..
تذكر آباءك وأجدادك، عاشوا طويلاً دون أشياءٍ، ادخل الناس في روعك أن الحياة بغيرها لا تستقيم، وكذبوا..
تذكر عدوا يقتل بيد ويبيع بالأخرى.. كيف تشتري منه؟!..
تذكر يومًا عصيبًا طويلاً نحاسب فيه.. مقاطعتك حسناتٌ في رصيدك.. لا تضيعها..
تذكر أن حرمانك من أشياءٍ بسيطةٍ في الدنيا، قد يورث جنةً لا حرمان فيها..
تذكر إلهاً ناظرًا إليك، مراقبًا لأعمالك، فرحًا بطاعتك، مؤيدًا لخطواتك.. تذكر أنه يحب الصابرين، ويحب المجاهدين، ويحب المتقين، فكن منهم..
[فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ]
إلى هنا ينتهي ما كتبه الدكتور راغب السرجاني، نأتي إلى ردي:
قولك:
ليست هذه هي المساندة الحقيقية المساندة الحقيقية هي بإعلان الحرب على اسرائيل لا الخروج في مظاهرات ومقاطعة منتجاتهم فعلناها مراراً وتكراراً أكثر من الف مظاهرة و كل المنتجات قاطعناها وماذا حدث ؟ لا شيء!!
أرد:
أفهم من كلامك ما يلي : إما أن نجاهد وإما أن لا نفعل شيئاً... والمقاطعة لا تفيد.
لا أفهم كيف تتقبل فكرة الجهاد ثم ترفض المقاطعة ، كيف تتقبل أن تقتل يهودياً ولا تتقبل التوقف عن الشراء منه؟
المقاطعة لا شك في فائدتها ، والقول بعكس ذلك كلام عمومي يفتقر إلى الدليل.
أعطيك مثالاً واحداً على ذلك ، عندما بدأت فكرة المقاطعة بالتبلور وبدأت الدعوة إليها منذ سنوات عديدة ، هب الكثيرون في مدينتي للالتزام بها ( لا حظ هنا أنني أقول في مدينتي وليس في لبنان ، كما أنني لا أسكن في العاصمة بيروت) ، وعلى الفور، ظهرت النتائج ، تكلمت القنوات الإخبارية عن المقاطعة في المدينة ، وبدا حجم الخسارة واضحاً .
هذا في مدينة لا يزيد عدد سكانها عن 400 ألف نسمة ، فما بالك لو طبقنا الأمر على امتداد الوطن الإسلامي؟
ثم إنني آتيك بالدليل من كلامك:
سأضرب لك مثالاً أخي الكريم اذا كان الدنماركيين قد خسرووا المليارات هل هم مجانين لكي يعاودا الفعلة القذرة الي فعلوها طبعا لا وبالذات ان الكفار يحبون المال اكثر من انفسهم فهل سيخسرون كل هذا المال و لن يستفيدوا شيء فهم لن يستفيدوا من الكلام على رسولنا الكريم - صلى الله عليه وسلم - فهذا يدل ان مايخسرونه من مقاطعتنا شيء بسيط جدا من ارباحهم ولا يتاثرون به
هذا أولاً ، إليك قولك الثاني:
أنت تقول ان المقاطعة فيها فوائد انا لا انكر ان فيها فوائد
هل تستطيع تفسير هذا التناقض رجاءً؟
قولك : راذا كان بعض العلماء قد أفتوا بوجوب مقاطعة اليهود فيجب ان نقاطع اكثر من ثلاثة أرباع الكرة الأرضية الغير مسلمين لأن الجميع ضد الإسلام ويقتل في المسلمين ويرصدون المكائد للمسلمين
ثلاثة أرباع الكرة الأرضية من الكفار الحاقدين الذين لا هم لهم إلا التآمر على الإسلام! أيُعقل هذا؟
فأين ذهبت بالدول العربية ؟ وأين تصنف باكستان وتركمانستان وطاجكستان وتايلند وتايوان وماليزيا وبنغلادش ومسلمي الصين والهند وكرغستان وأوزباكستان ومالي ؟ وأين تذهب بالمسلمين المنتشرين في غيرها من أصقاع الأرض؟
واليابان؟ هل تدخل في الدول الكافرة المتآمرة على الإسلام؟
العشوائية والشمولية مرض خطير ينبغي أن نحذره إذا أردنا إيجاد حلول فعلية.
وحتى أهل غزة نفسهم هم ليسوا على قلب واحد أضاعوا الدين فضاعوا اضاعوا القرآن و سنة الرسول - صلى الله عليه وسلم - فهلكوا, أهل غزة متفرقين .. !!!
!!!!
أرجو من كل من قرأ ردي ان يدعو بأن ترجع الأمة الإسلامية قوية لا تضعف امام اعدائها ابداً
آمين
الرسول - صلى الله عليه وسلم - استعار درعا من اليهود للحرب فاذا الرسول كان يستعمل أغراضهم ويستعير منهم فهل سنأتي نحن وسنقول حرام , اليهود في السابق كانوا يحاربون المسلمين مثلما يحاربوننا الآن
هناك أمر مهم لا بد من أنك تعلمه : الرسول صلى الله عليه وسلم حينما قدم المدينة ، أقام حلفاً وميثاقاً مع اليهود، وقبائل اليهود لم تنقض مواثيقها دفعة واحدة.
يمكنك فهم الأمر على ضوء ذلك.
ما المشكلة إن قام أحد المسلمين بالتعامل تجارياً مع كافر لا يحاربك ولا يدعم من حاربك؟
النقطة المهمة : هل تستطيع القول أن اليهود والأمريكان ومن لفّ لفّهم ، لا يدعمون اليهود الغاصبين في فلسطين المحتلة أو الأمريكان في العراق وأفغانستان؟
لا ريب أن إجابتك ستكون بالنفي ، وإذا كانت غير ذلك فلدي من الدلائل ما سوف يقنعك بإذن الله.
اقتباس:I
يا أخي هل سمعت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو أحد من الصحابة ذهب الى قوم هو معهم في حالة حرب فاشترى منهم وباع لهم؟
رددت بالقول:
لم اسمع لكن هذا ليس دليلا على حرمة هذا الشيء
دعني أغير السؤال قليلاً:
هل سمعت بأن أحداً من خلق الله في ما عد العرب الأذكياء ذهب إلى قوم هو معهم في حالة حرب فاشترى منهم وباع لهم؟
قد يكون كلامك صحيح لو كنا نستطيع الإعتماد على أنفسنا لكن نحن كل اعتمادنا في المنتجات على الغرب والكفار اكثر من ثلاثة ارباع المنتجاب والأشياء الضرورية في حياتنا من الغرب
عدنا لل "ثلاثة أرباع" ، دعنا نرَ ما يبقى منها بعد التفنيد :
1-المنتجات الغذائية : هل تقول بأن جميع ما تشتريه من مواد غذائية هي سبق صحفي أو سر من أسرار الدولة لا يستطيع أحد في العالم الإتيان ببديل له؟
جئني بمنتج لم تجد له بديلاً.
2-الأثاث : هذه تصنع في بلادنا ولله الحمد والمنة.
3-الأدوات الكهربائية: اليابان وكوريا موجودتان ، وإذا أردت الأرخص فالصين في الخدمة ( وإخواننا المصريون ثبتهم الله يخطون على طريق التصنيع خطوات ثابتة).
4-الإلكترونيات : كوريا واليابان متألقتان في هذا المجال ، وألمانيا موجودة أيضاً.
5-أدوات المدارس : هذه تصنع في بلادنا أو ما جاورها ، والصين أغرقتنا بها.
6-أدوات الهندسة : إذا شئت الجيد منها عليك بالمنتجات الألمانية ، وفي ما عدا ذلك هناك المحلي والصيني والفرنسي.
7-الملابس: تصنع محلياً ، وأزيدك من الشعر بيتاً فأقول:
الملابس التركية والمغربية تُصدر إلى الدول الأوروبية والأميركية ، ثم تعود إلينا ثياباً مستعملة ، ماذا تريد أكثر من ذلك؟
ماذا بقي من ثلاثة أرباعك الآن؟
أنت تقول ان المقاطعة فيها فوائد انا لا انكر ان فيها فوائد لكن مااقصده هو هل نستطيع ان نعتمد على انفسنا لصنع منتجاتنا الخاص الضرورية في الحياة ؟؟ : الجواب طبعاً لا!!
أجبنا عن هذه النقطة سابقاً ، نستطيع بكل تأكيد ، ماذا ينقصنا لفعل ذلك ؟
أخي بالله عليك ، لا تريد الاقتناع بمسألة المقاطعة ، هذا شأنك ، لكن لا تؤلب المقتنعين بها وتشككهم، هناك الكثير مما يتوجب فعله ، وكثير منا مشغولون طوال اليوم ، وقل أن نجد الوقت للرد عليك. رجاءً فكر بعقلك وقلبك ، واعلم أن كلماتك محسوبة عليك ، وستسأل عنها يوم القيامة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
رد مع اقتباس




المفضلات