جلست يوماً والحزن يعصر قلبي..
احسست برغبة في البكاء ..
حاولت ان انسى حزني .. ان اخرج من جو الكآبة ..
فقلت لنفسي لاقرأ كتاباً علّه ان يخفف حزني..
فأخذت كتاباً لشكسبير وبدأت اقرأ..
فأذا بملك له ثلاث بنات واذا بحياتهم احزان وآلام ..
وفي النهاية مات الملك وبناته الثلاث ..ثم اخذت رواية لفكتور هوكو
بعنوان احدب نوتردام واخرى تعرف بالبؤساء .. ثم تنقلت بين الادب الانكليزي والفرنسي ..
لكن حزني زاد وانقبضت نفسي .. فقلت لاقرأ غيرها ..
فأخذت كتاباً في التاريخ وعدت للقراءة ..
وكأن يداي لا تذهبان الا لما هو حزين ..
وعيناي لا تقرءان الا ما هو مؤلم ..
وتنقلت بين المآسي التي حدثت .. والفتن التي جرت ..
فهنا قتل الحسين رضي الله عنه .. وهنا قتل عبد الله بن الزبير رضي الله عنه..
وهنا اتى التتار .. وهنا ضاعت الخلافة العباسية ..
وهنا اتت جمعية تركيا الفتاة .. وهنا اجبر السلطان عبد الحميد الثاني على الاستقالة ..
وهنا انهيت الخلافة الاسلامية .. وهنا اعلنت العلمانية مذهباً جديداً لبلد حمل الخلافة لقرون ..
وهنا وهنا وهنا .. فالحزن لا يأتي الا بالحزن ..
والعين التي آنسها الدمع .. لاتقرأ الا المآسي ..
فازددت حزناً فوق حزني ..
وانهمرت من عيني دموع حزينة ..
احرقت مقلتيّ .. ما بالك يا قلبي .. قد ادماك الالم ..
فأتى الليل وزاد من احزاني ..
فكان طويلا ثقيلا .. وددت لو انه انقضى ..
لكن مالجديد .. فسيكون نهاري كليلي ..
ماذا افعل .. كيف اخرج من تلك الاحزان ..
وكيف السبيل الى ذلك .. عند ذلك تذكرت حديثاً .. رواه ابو داوود رحمه الله ......
عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال
" إن الغضب من الشيطان وإن الشيطان خلق من النار،
وإنما تطفأ النار بالماء، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ "
فقلت لنفسي لربما اطفأ الوضوء حزني ..
فتوضأت واخذت كتاباً .. وهذه المرة كان كتاب ربي عز وجل ..
ففتحته وإذا بي بقوله تعالى " الا بذكر الله تطمئن القلوب "
فقرأتها وانشرح صدري .. فإذا الحزن قد ابدل سعادة ..
واذا بضيق صدري انقلب انشراحاً .. وانقباض قلبي اضحى اطمئناناً..
فإلى الحزانى من ابناء امتي .. وإلى الحيارى..
عليكم بكتاب الله .. فبه تنشرح الصدور ..
عليكم بكتاب الله .. فبقراءته تطمئن القلوب ..
عليكم بكتاب الله .. فهو دواء لكل داء ..
اقرأؤه فانه يأتي يوم القيامة شفيعاً لاصحابه ..
هذه نصيحتي اليكم اقدمها عن تجربة ..
المفضلات