حسن القول : وهو تهذيب كل طرف كلامه مع الآخر وتجنبه الألفاظ الجارحة وعبارات السخرية والازدراء .قال تعالى : " قل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم إن الشيطان كان للانسان عدوا مبينا ". سورة الإسراءالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كيف الحال جميعا إن شاء الله في أتم صحة وعافية.
أحب أن أقدم لكم هذا الموضوع والذي يرتبط بالموضوع السابق الذي عنوانه التواصل البناء.
التواصل البناء
موضوعنا اليوم يتحدث عن أساليب الحوار في القرآن الكريم والسنة النبوية
وما آمله أن ينال إعجابكم.
يعرض القرآن الكريم حوار الله مع خلقه بواسطة الرسل , وحواره مع الملائكة وإبليس , مع أنه لله تعالى الأمر من قبل ومن بعد ,وعلى خلقه الطاعة , في حين يلاحظ أن حال الناس ينأى عن الحوار في علاقاتهم الفردية والجماعية مما يعوق التواصل , ويعطل فريضة التعارف ; ويحول دون تحقيق التفاهم , فيلجأ الناس إلى التصادم والتخاصم.
إلى أي حد يمكن اعتبار أساليب الحوار في القرآن منهجا إنسانيا مؤسسا لقيم السلم , والتواصل , والتعارف , والتعايش الإنساني؟ كيف يمكننا أن نستثمر أساليب الحوار في القرآن والسنة ونوظفها في تطوير مهارات الحوار والتواصل؟
أولا: مفهوم الحوار وضوابط-مفهوم الحوار -
الحوار شكل من أشكال الحديث بين طرفين يتم فيه تداول الكلام بينهما في أمر ما في أجواء هادئة بعيدة عن الخصومة والتعصب.
الفرق بين الحوار والجدل :
يتسم الجدل بغلبة الشدة في الكلام , وطغيان أسلوب المنازعة والمعارضة والتعصب للرأي , وهو مذموم في القرآن الكريم على خلاف الحوار المرغَّب فيه.
- ضوابط الحوار-
شرع القرآن الكريم للحوار جملة من الضوابط تحقق غايات تواصلية كبرى تُبلِغ المتحاورين إلى الحق , ومنها:
تقبل الآخر (المخالف) : أي الاعتراف باختلاف الآخر واحترام حقه في التعبير عن قناعاته . يقول الله تعالى :" وإن احد من المشركين استاجرك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مامنه ذلك بأنهم قوم لا يعلمون ".سورة التوبة الآية 6
الآية 53
العلم وصحة الأدلة : أي اعتماد العلم والبرهان في الدفاع عن الرأي الشخصي أو تفنيد الرأي المخالف . قال تعالى : " قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا إن تتبعون إلا الظن وإن انتم إلا تخرصون ". سورة الأنعام من الآية 148
الإنصاف والموضوعية : وهي إقرار المحاور بصحة رأي محاوره وإذعانه للحق إذا تبين صدق حججه
ثانيا : من أساليب الحوار في القرآن الكريم
- الأسلوب الوصفي التصويري -
وهو أسلوب يعرض به القرآن الكريم مشاهد حوارية واقعية تمت بالفعل بشكل حي يأخذ بلب المستمع مثل حوار الله تعالى للملائكة وحوار الأنبياء لأقوامهم
- الأسلوب الحجاجي البرهاني -
وهو أسلوب يحاج المنكرين للتوحيد وللبعث بالبراهين العقلية لدحض ادعاءاتهم الباطلة وبيان فساد معتقداتهم ومن ذلك :
البرهنة على وحدانية الله : ويقصد بها مواجهة العقل الإنساني بأسئلة تتوخى زعزعة تقاليد وأوهام يعتبرها مسلمات
وقيمة هذا الأسلوب تكمن في تحرير العقول من قيود الهوى والأوهام والظنون وتوجيهها للنظر والتفكير والتدبر في الآيات الكونية المحيطة بالإنسان .
البرهنة على البعث بالآيات الكونية : وهو دعوة للعقل الإنساني إلى التفكير والتدبر وبناء القناعات على أساس العلم والبرهان
ثالثا : من أساليب الحوار في السنة
- أسلوب الحوار الوصفي التصويري -
وهو أسلوب اعتمده رسول الله صلى الله عليه وسلم لتثبيت المفاهيم في أذهان المستمعين وتقريب المعاني إلى أفهامهم بالقصة وضرب الأمثلة . قال صلى الله عليه وسلم :" أرأيتم لو أن نهرا بباب أحدكم يغتسل فيه كل يوم خمسا , ما تقول ذلك يبقي من درنه؟ قالوا لا يبقي من درنه شيء قال : فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله به الخطايا ". صحيح البخاري
- أسلوب الحوار الاستدلالي الاستقرائي -
وهو أسلوب يعتمد فيه الرسول صلى الله عليه وسلم استجواب المحاور والتدرج معه فينطلق في محاورته من المسلمات ليبني معه حقيقة كلية ترفع الالتباس وتجلي الفهم .
- أسلوب الحوار التشخيصي الاستنتاجي -
وهو أسلوب يعرض فيه الرسول صلى الله عليه وسلم المشكلة لإثارة الانتباه وتحفيز التفكير ويترك للمحاور فرصة استنتاج الحل بنفسه.
رابعا : كيف نستفيد من القرآن والسنة في تطوير مهارات الحوار؟
لتطوير مهارات الحوار وجب على المسلم أن يهتدي بمنهج القرآن والسنة في الحوار باتباع ما يلي :
- تدبير الحوارات القرآنية وتحليلها ودراستها وتدارسها.
- تأمل حوارات الرسول صلى الله عليه وسلم ودراسة أساليبه وطرائقه في الحوار والتواصل
- دراسة مصادر ومراجع مفصلة لقواعد الحوار وآدابه في القرآن والسنة
- استخراج قواعد كبرى للحوار والتزام العمل بها
آمل أن يكون الموضوع قد نال إعاجبكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المفضلات