**التكملة**
لمحتها على أول الطريق وهي تحاول
أن تلملم ملابسها حولها لتتقي المطر بها .. أسرعت نحوها
فأحاطتني بذراعيها في إشفاق وقالت: أخرجت في هذا
المطر يا ولدي
أدنيت منها المظلة وأسندت يدها على كتفي قائلا:
راحتك هي راحتي يا أمي فقد كنت
قلقا لتأخرك اليوم فأجابتني وهي مازالت
تلتقط أنفاسها:
معذرة يا بني فقد كان العمل كثيرا اليوم.
تمتمت في حزن:
منذ وفاة والدي رحمة الله وخروجك للعمل وأنت ترهقين
نفسك كثيرا. ربتت على كتفي وعلى وجهها بسمة حانية
وقالت: لا عليك يا صغيري فابتسامتك لي حين عودتي تزيل
عني كل تعبي هيا بنا نسرع إلى البيت
عندما وصلنا وجدت أمي الطعام معدا على
الطاولة الصغيرة
سرت أمي وقالت:
أجهدت نفسك يا ولدي كنت سأعده عند عودتي
قبلت يدها قائلا:
إن هذا لا يساوي شيئا أمام تعبك من أجلي.
انتهينا من تناول العشاء فقامت أمي وهي تتحامل
على نفسها والنوم يراود عينيها المجهدتين قائلة لي:
هيا يا صغيري اذهب إلى فراشك لتنام .
فقلت حاضر يا أمي وأنت ألن تذهبي لترتاحي
فقالت: نعم يا بني لكن الصلاة أولا
نمت في فراشي وأنا أتأمل أمي وهي تصلي ثم
جلست تدعو ربها
قلت في نفسي:
حفظك الله يا أمي كما تحفظين صلاتك رغم عنائك
يتـــــبع..~
المفضلات