وعليكم السلام ورحمة الله ..
بالنسبة للقصة ...
فأين ذاك المتلبس إذن ...هذا ليس نكاحاً ..
فما أراه سوى تبريراً لا طائل له ..
وكيف عرفت أنه جني أصلاً
لنعد إلى موضوعنا
وجدت بعض الكلمات تثبت هذا التلبس ..نقلته على عجل ..
الدليل الأول
حديث عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه
روى ابن ماجه في سننه:
حدثنا محمد بن بشار , ثنا محمد بن عبدالله الأنصاري , حدثني عيينه بن عبدالرحمن , حدثني أبي عثمان بن العاص قال : ( لما استعملني رسول الله صلى الله عليه وسلم على الطائف ، جعل يعرض لي شيء في صلاتي ، حتى ما أدري ما أصلي فلما رأيت ذلك ، رحلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( ابن أبي العاص ؟ ) قلت : نعم ! يا رسول الله ! قال : ( ما جاء بك ؟ ) قلت : يا رسول الله ! عرض لي شيء في صلواتي ، حتى ما أدري ما أصلي قال : ( ذاك الشيطان ادنه ) فدنوت منه فجلست على صدور قدمي قال ، فضرب صدري بيده ، وتفل في فمي، وقال : ( أخرج عدو الله ! ) ففعل ذلك ثلاث مرات ثم قال : ( الحق بعملك ) ( أخرجه ابن ماجة في سننه - كتاب الطب ( 46 ) – برقم ( 3548 ) ، وقال الألباني حديث صحيح ، أنظر صحيح ابن ماجة 2858 – وصححه البصيري في " مصباح الزجاجة – 4 / 36 - السنن )
قال محققه في الزوائد: إسناده صحيح , رجاله ثقات , ورواه الحاكم وقال: هذا حديث صحيح الإسناد (سنن ابن ماجه ) وقد صححه الشيخ الألباني في صحيح ابن ماجه.
وقال د عبدالحميد هنداوي هذا الحديث صحيح في غاية الصحة وهو من نوع الصحيح لذاته فرواته كلهم ثقات نص على توثيقهم أئمة هذا الشأن فأمن فيه الإنقطاع وسائر العلل وبذلك ينطبق عليه تعريف أهل الأثر للحديث الصحيح: وهو ما اتصل إسناده برواية الثقة عن مثله من أوله إلى منتهاه بغير شذوذ ولا علّة
وهذه الشروط منطبقة كلها على هذا الحديث
وقد أسهب الدكتور في بيان صحة سند الحديث في كتابه (علاج السحر والمس والعين والجان والرد على الدجالين والمشعوذين)
الدليل الثاني
وهو ما رواه الإمام مسلم في صحيحه بطرقه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا تثاءب أحدكم فليمسك بيده على فيه , فإن الشيطان يدخل"
وفي رواية ثانية له:
"إذا تثاءب أحدكم في الصلاة فليكظم ما استطاع فإن الشيطان يدخل"
وفي رواية ثالثة لمسلم:
"إذا تثاءب أحدكم فليمسك بيده فإن الشيطان يدخل"
وهذا الحديث صحيح بدون ذكر الإسناد والرواة في صحيح مسلم لأنهم ثقة
وهذا الحديث أخرجه الإمام مسلم في صحيحه وأبوداود في كتاب الصلاة والإمام أحمد في مسنده والدارمي في باب التثاؤب في الصلاة
وصححه الشيخ الألباني في صحيح الجامع
وهذا الحديث واضح في أثبات دخول الشيطان جوف الإنسان بل هو نصّ فيه
الدليل الثالث:
وعن صفية بنت حيي رضي الله عنه قالت:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم معتكفا فأتيته أزوره ليلا فحدثته ثم قمت فانقلبت فقام معي ليقلبني وكان مسكنها في دار أسامة بن زيد فمر رجلان من الأنصار فلما رأيا النبي صلى الله عليه وسلم أسرعا فقال النبي صلى الله عليه وسلم على رسلكما إنها صفية بنت حيي قالا سبحان الله يا رسول الله قال إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم فخشيت أن يقذف في قلوبكما سوءا أو قال : شيئا"
والحديث صحيح رواه البخاري في صحيحه
واحتج به الإمام ابن تيمية وغيره من العلماء على دخول الجني في بدن الإنسي
فقال رحمه الله : "وجود الجن ثابت بكتاب الله وسنة رسوله واتفاق سلف الأمة وأئمتها وكذلك دخول الجني في بدن الإنسان ثابت باتفاق أئمة أهل السنة والجماعة" قال الله تعالى : (الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس)
الدليل الرابع:
روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه : " إذا استيقظ _ أراه أحدكم _ من منامه فتوضأ فليستنثر ثلاثاً فإن الشيطان يبيت على خيشومه"
في الأدلة الأربع السابقة .. قد يرد من أحدكم احتمال أن يكون الدخول هو تمكن الشيطان منه بالوسوسة وليس دخولا حقيقيا وهو يعتبر مجازاً
لكن معلوم كما هو مقرر عند أهل الأصول أن الأصل في الكلام الحقيقة
فإذا احتمل اللفظ الحقيقة والمجاز .. لم يجز حمله على المجاز إلا بقرينة دالة على إرادة المجاز مانعة من إرادة الحقيقة
أي أن كل ما أمكن حمله على الحقيقة لا يجوز صرفه عن هذه الحقيقة إلا بقرينة: تأمل معي هاتين الجملتين عندما أقول:
الجملة الأولى : قابلت أسداً
الجملة الثانية: رأيت أسداً يصافح الناس،
رأيت أسداً في الجملة الأولى قولاً واحداً هوالأسد الحيوان السبع إذن من هو الأسد في الجملة الثانية؟ هل هو الأسد الحيوان السبعي يعني هل ممكن مثلاً أن نذهب إلى حديقة الحيوان في الجيزة ونصافح الأسد؟ هل يمكن؟ لا يمكن. إذن هذه قرينة جملة يصافح الناس هذه جملة حالية بينت حال هذا الأسد فصرفت المعنى المتبادر الذي قد يتبادر إلى المعنى الآخر إذن هذه القرينة بها تم صرف اللفظ إلى المعنى الآخر وهو معنى صحيح، بل إن المجاز في هذا الوقت يكون حقيقة،كما قال بعض العلماء ويسمى ذلك من سنن العربية من سنن أي من طرائق العرب في الكلام من عادات العرب في الكلام، إذن هذه القاعدة: كل ما أمكن حمله على الحقيقة لايجوز حمله على المجاز إلا بقرينة.
طيب السؤال .. لماذا لا نستطيع أن نحيل معاني القرآن على المجاز إلا بقرينة؟؟
لأن حمل معاني القرآن على المجاز بغير قرينة. يجعل معاني القرآن غير مفهومة وأن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يتكلم كلاما مفهوما وأن الصحابة لم يفهموا شيئا فكيف إذا نوفق بينه وبين قوله تعالى : "وهذا لسان عربي مبين" .. كيف يكون مبين ومعانيه مجازية ليست حقيقية؟؟؟
وقوله : "ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء"
كيف تؤمنون بوقوع المجاز بغير قرينة والقرآن جاء تبيانا لكل شيء .. هل يعقل أن يكون تبيانا لكل شيء والمعاني فيه لاتحمل على الحقيقة !!!!!!!!!!!!!
المهم :
ومن ثم نقول إنه لا يجوز حمل لفظ الدخول هنا على التمكن إلا بقرينة تدل على أن المعنى الحقيقي وهو الدخول غير مراد وليست هناك قرينة تمنع من ذلك بل الأدلة السابقة ذكرها وما استدل به أئمة أهل السنة والجماعة على دخول الجني في بدن الإنسي دالة حتما على صحة ما قرروه ومن ثم فالأصل في هذا الحديث هو أن يحمل على حقيقته وهي إثبات دخول الجن بدن الإنسي
مقالات أئمة أهل السنة والجماعة من القدماء والمعاصرين القائلين بدخول الجان بدن الإنسان
قول الإمام أحمد بن حنبل
قال عبدالله بن أحمد بن حنبل : قلت لأبي: إن قوما يقولون : إن الجن لا تدخل في بدن الإنس. قال: يا بني يكذبون هو ذا يتكلم على لسانه"
قول شيخ الإسلام ابن تيمية
"وجود الجن ثابت بكتاب الله وسنة رسوله واتفاق سلف الأمة وأئمتها وكذلك دخول الجني في بدن الإنسان ثابت باتفاق أئمة أهل السنة والجماعة" قال الله تعالى : (الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس)
وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم : "إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم" ثم ذكر كلام الإمام أحمد . ثم قال تعقيبا عليه : وهذا الذي قاله أمر مشهور فإن يصرع الرجل فيتكلم بلسان لا يعرف معناه ويضرب على بدنه ضربا عظيما لو ضُرِب به جمل لأثر به أثرا عظيما والمصروع مع هذا لا يحس بالضرب ولا بالكلام الذي يقوله وقد يجر المصروع غير المصروع ويجر البساط عليه ويحول آلات, وينقل من مكان إلى مكان ويجري غير ذلك من الأمور من شاهدها أفادته علما ضروريا بأن الناطق على لسان الإنسي والمحرك لهذه الأجسام جنس آخر غير الإنسان
وليس في أئمة المسلمين من ينكر دخول الجن في بدن المصروع وغيره , ومن أنكر ذلك وادعى أن الشرع يكذِّب ذلك فقد كذب على الشرع وليس في الأدلة الشرعية ما ينفي ذلك
ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أيضا:
"فمن كذّب بما هو موجود من الجن والشياطين والسحر وما يأتون به على اختلاف أنواعه .. وأنكروا دخول الجن في أبدان الإنس وحضورها بما يستحضرون به من العزائم والأقسام وأمثال ذلك كما هو موجود فقد كذّب بما لم يحط به علما" __________________


المفضلات