- والصلاة والسلام على أشرف المرسلين أما بعد :
- يا أعضاء و عضوات منتدى مسومس هاأنا أكتب الموضوع الذي هو بين أيديكم و أرجو أن يحوذ اعجابكم و أن تستفيدوا منه و من السيرة النبويه الشريفة و أسأل الله لي و لكم الجنه.
- العنـــــــــوان -
- تعريــــف السيدة عائشة رضي الله عنها :
عائشة بنت أبي بكر الصديق ( عبد الله بن عثمان بن قحافة ) رضي الله تعالى عنهم . و أمها أم رومان بنت عامر بن عويمر الكنانية . ولدت بعد المبعث بأربع أو خمس سنين تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم وهي بنت ست سنين و بنى بها وهي بنت تسع وقبض وهي بنت ثمان عشرة سنة.
تكنى أم عبد الله كناها النبي بابن أختها عبد الله بن الزبير . الصادقة بنت الصديق حبيبة حبيب الله وكانت أفقه الناس و أعلمهم و أحسنهم رأيا في العامة و لم ينكح النبي بكرا غيرها و لا امرأة أبواها مهاجران غيرها و أنزل الله براءتها من فوق سبع سموات و سيأتي ذكر ذلك.
ماتت سنة ثمان و خمسين في ليلة الثلاثاء لسبع عشرة خلت من رمضان عند الأكثر و دفنت ليلا بالبقيع.
حادثــــــــــة الافـــــــــــكـ
شأن الافكـ : كان في غزوة المريسيع سنة خمس من الهجرة و عمرها رضي الله تعالى عنها يومئذ اثنتا عشرة سنة
عن عروة عن عائشة قالت :ان النبي صلى الله عليه و سلم كان اذا أراد سفرا أقرع بين نسائه , فأقرع بيننا في غزوة المريسيع فخرج سهمي و سهم أم سلمة أم المؤمنين ,فخرجت معه بعد ماأنزل الحجاب , و أنا أحمل في هودج و أنزل فيه , فسرنا , حتى اذا فرغ رسول الله من غزوته تلك , وقفل , و دنونا من المدينة , آذن ليلة بالرحيل , فقمت حينئذ , فمشيت حتى جاوزت الجيش , فلما قضيت حاجتي , أقبلت الى رحلي , فاذا عقد لي من جزع ظفار قد انقطع , فالتمسته , و حبني التماسه. و أقبل الرهط الذين كانوا يرحلون بي , فاحتملوا هودجي , فرحلوه على بعيري , وهم يحسبون أني فيه , و كان النساء اذ ذاك خفافا لم يثقلهن اللحم , انما يأكلن العلقة من الطعام , فلم يستنكروا خفة المحمل حين رفعوه , وكنت جارية حديثة السن ,فبعثوا الجمل , وساروا, فوجدت عقدي بعد ما استمر الجيش. فجئت منازلهم و ليس بها داع و لا مجيب, فأممت منزلي الذي كنت فيه, وظننت أنهمسيفقدوني , فيرجعون الي. فبينما أنا جالسة غلبتني عيني, فنمت, و كان صفوان بن المعطل السلمي , ثم الذكواني من وراء الجيش, فأدلج, فأصبح عند منزلي, فرأى سواد انسان نائم,فأتاني, فعرفنيحين رآني-و كان يراني قبل الحجاب - فاسترجع. فاستيقظت باسترجاعه حين عرفت, فخمرت وجهي بجلبابي, و الله ماكلمني كلمة , و لا سمعت منه كلمة غير استرجاعه, فأناخ راحلته, فوطىء على يديها, فركبتها, فانطلق يقود بي الراحلة, حتى أتينا الجيش بعد ما نزلوا موغرين في نحر الظهيرة , فهلك من هلك في, وكان الذي تولى كبر الافكـ : عبد الله بن أبي ابن سلول.
فقدمنا المدينة, فاشتكيت شهرا, و الناس يفيضون في قول أهل الافكـ, و لاأشعر بشيء من ذلك, و يريبني في وجعي أني لا أعرف من رسول الله اللطف الذي كنت أرى منه حين أشتكي, انما يدخل علي فيسلم , ثم يقول :كيف تيكم, ثم ينصرف. فذلك الذي يريبني, و لاأشعر بالشرحتى بعدما نقهت. فخرجت مع أم مسطح قبل المناصع, وهو متبرزنا, و كنا لا نخرج الا ليلا الى ليل , وذلك قبل أن تتخذ الكنف قريبا من بيوتنا, و أمرنا أمر العرب الأول من التبرز قبل الغائط, و كنا نتأذىبالكنف أن نتخذها عند بيوتنا, فانطلقت أنا و أم مسطح بنت أبي رهم بن عبد مناف, وأمها: ابنة صخربن عامر خالة أبي بكر الصديق, فأقبلت أنا و هي قبل بيتي, قذ فرغنا من شأننا, فعثرت أم مسطح في مرطها,فقالت: تعس مسطح.فقلت: بئس ماقلت, أتسبين رجلا شهد بدرا؟ قالت:أي هنتاه, أولم تسمعي مافال ؟قلت : وماذاك ؟فأخبرتني الخبر, فازددت مرضا على مرض.
فلما رجعت الى بيتي, ودخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلم, ثم قال:كيف تيكم؟ فقلت: أتأذن لي أن آتي أبوي, وأنا حينئذ أريد أن أستيقن الخبرمن قبلهما, فأذن لي, فجئت أبوي.فقلت: يا أمتاه! مايتحدث الناس؟ قالت :يابنية! هوني عليك, فوالله لقلما كانت امرأة وضيئة عند رجل يحبها, لها ضرائر الا كثرن عليها.فقلت :سبحان الله, و قد تحدث الناس بهذا؟! فبكيت الليلة حتى لا يرقأ لي دمع, و لا أكتحل بنوم, ثم أصبحت أبكي, فدعا النبي صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب, و أسامة بن زيد حين استلبث الوحي يستأمرهما في فراق أهله.
فأما أسامة: فأشار على رسول الله بالذي يعلم من براءة أهله, و بالذي يعلم لهم في نفسه من الود,فقال : يارسول الله ! أهلك و لا نعلم الا خيرا.
وأما علي فقال: لم يضيق الله عليك, و النساء سواها كثير, واسأل الجارية تصدقك. فدعا رسول الله بريرة, فقال: أي بريرة, هل رأيت من شيء يريبكـ ؟.قالت: لا, و الذي بعثك بالحق, ان رأيت عليها أمرا أغمصه عليها أكثر من أنها جارية حديثة السن, تنام عن عجين أهلها, فيأتي الداجن فيأكله.
فقام رسول الله صلى الله عليه و سلم فاستعذر من عبد الله بن أبي ابن سلول, فقال وهو على المنبر: يامعشر المسلمين! من يعذرني من رجل قد بلغني أذاه في أهل بيتي, فوالله ما علمت على أهلي الا خيرا, و لقد ذكروا رجلا ماعلمت عليه الا خيرا, وما كان يدخل في أهلي الا معي. فقام سعد بن معاذ, فقال: يارسول الله! أنا أعذرك منه, ان كان من الأوس ضربت عنقه, و ان كان من اخواننا من الخزرج أمرتنا ففعلنا أمرك.فقام سعد بن عبادة - و هو سيد الخزرج -, و كان من قبل رجلا صالحا, و لكن احتملته الحمية - فقال سعد: كذبت - لعمر الله - لا تقتله, و لا تقدر على قتله.
فقام أسيد بن حضير - و هو ابن عم سعد بن معاذ - فقال : كذبت - لعمر الله - لنقتلنه, فانك منافق تجادل عن المنافقين.
فتثاور الحيان الأوس و الخزرج, حتى هموا أن يقتتلوا, و رسول الله قائم على المنبر, فلم يزل يخفضهم حتى سكتوا, و سكت.
قالت عائشة : فبكيت يومي ذلك و ليلتي, لا يرقأ لي دمع, و لا أكتحل بنوم, فأصبح أبواي عندي, وقد بكيت ليلتين و يوما, لا أكتحل بنوم, و لا يرقأ لي دمع, حتى ظننت أن البكاء فالق كبدي.
فبينما هما جالسان عندي و أنا أبكي, استأذنت علي امرأة من الأنصار, فأذنت لها, فجلست تبكي معي, فبينا نحن على ذلك, دخل علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم فسلم, ثم جلس, و لم يجل عندي منذ قيل لي ما قيل, و لقد لبث شهرا لا يوحى اليه في شأني شيء. قالت: فتشهد, ثم قال: أما بعد يا عائشة, فانه قد بلغني عنكـ كذا و كذا, فان كنت بريئة فسيبرئك الله, و ان كنت ألممت بذنب فاستغفري الله, و توبي اليه, فان العبد اذا اعترف بذنبه ثو تاب , تاب الله عليه. فلما قضى مقالته, قلص دمعي, حتى ما أحس منه قطرة. فقلت لأبي : أجب رسول الله فيما قال, قال :و الله ما أدري ما أقول لرسول الله. فقلت لأمي : أجيبي رسول الله. قالت: ما أدري ما أقول لرسول الله. قلت - و أنا يومئذ حديثة السن,لا أقرأ كثيرا من القرآن - : أني - و الله - لقد علمت, لقد سمعتم هذا الحديث حتى أستقر في أنفسكم, و صدقتم به, فلئن قلت لكم أني بريئة - و الله يعلم أني بريئه - لا تصدقوني بذلك, و لئن اعترفت لكم بأمر - و الله يعلم أني بريئة - لتصدقني, و الله ما أجد لي و لكم مثلا الا قول أبي يوسف : فصبر جميل و الله المستعان على ماتصفون. ثم تحولت, فاضطجعت عل فراشي, و اني أعلم أني بريئة, و أن الله تعالى يبرئني ببراءتي, و لكن - و الله - ما ظننت أن الله ينزل في شأني و حيا يتلى, و لشأني كان في نفسي أحقر من أن يتكلم الله في بأمر يتلى, و لكن كنت أرجو أن يرى رسول الله في النوم رؤيا يبرءني الله بها. قالت : فوالله ماقام رسول الله و لاخرج أحد من أهل البيت, حتى نزل عليه الوحي. فأخذه ما كان يأخذه من البرحاء, حتى انه ليتحدر فلما سري عنه و هو يضحك, كان أول كلمة تكلم بها : ياعائشة أما - و الله - لقد برأك الله. فقالت أمي : قومي اليه. فقلت : و الله لا أقوم اليه, ولا أحمد الا الله. و أنزل الله تعالى: ان الذين جاءوا بالافكـ عصبة منكم. سورة النور , العشر الآيات كلها.
فلما أزل الله هذا في براءتي, قال أبو بكر: و كان ينفق على مسطح لقرابته و فقره - و الله لا أنفق على مسطح شيئا أبدا بعد الذي قال لعائشة - فأنزلت : و لا يأتل أولوا الفضل منكم و السعة أن يؤتوا أولي القربى و المساكين و المهاجرين في سبيل الله و ليعفوا و ليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم.
فقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: بلى - و الله - اني أحب أن يغفر الله لي .
قالت عائشة: و كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يسأل زينب بنت جحش عن أمري, فقالت: احمي سمعي و بصري, ما علمت الا خيرا, وهي التي كانت تساميني من أزواج النبي صلى الله عليه و سلم فعصمها الله بالورع, و طفقت أختها حمنة تحارب لها, فهلكت فيمن هلك من أصحاب الافكـ
فهذا شرف عظيم لأم المؤمنين زينب بنت جحش رضي الله عنها بأنها كانت تسامي عائشة عند رسول الله .
قالت عائشة: لما تلا رسول الله القصة التي نزل بها عذري على الناس نزل , فأمر برجلين و امرأة ممن كان تكلم بالفاحشة في عائشة, فجلدوا الحد.
و هكذا مرت حادثة الافكـ حتى برأ الله أم المؤمنين الصديقة
الى مصممة هذه الفواصل العضوة : عازفة الدماء
المفضلات