.
إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادى له ، و
نشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أن محمداً عبده و رسوله إمام المرسلين و سيد ولد آدم عليه و على آله و صحبه أفضل الصلاة و التسليم أما بعد،
فنحمد الله سبحانه و تعالى على أن وفقنا لعمل هذه السلسلة التي نرجو من الله أن يعمّ بها النفع علينا و عليكم بإذن الله ، سلسلة لكِ أختنا المسلمة ، يا درة الإسلام و جوهرته و يا مربية الأجيال على ما يُرضى رب العزة بإذن الله . هيا بنا معاً لنثبت أننا مسلمات بحق متمسكات بكتاب الله عز و جل و متبعات لسنة حبيبه صلى الله عليه و سلم ، بضع سويعات نتعلم فيها شيئاً قد يفيدنا فى وحشة و ظلمة القبر و يوم الوقوف أمام ملك الملوك سبحانه و تعالى ، أفنبخل ببضع دقائق نطبّق فيها أمراً لم نكن نعلمه قد يكون سبباً في دخولنا الجنة مع العلم إننا لن ندخل الجنة إلا برحمة ربنا فهلم أخواتنا المسلمات لنثبت إن المرأة المسلمة الآن لا تتبع كل ما هب و دبّ طالما أنه يخالف ما أُمرت به و إنها ثابتة قوية بتوفيق من ربها أمام شتى الفتن التي ملأت هذا العصر.
.
الحياء ، و ما أدراكِ ما الحياء ، إنه زينة لا مثيل لها ، تجمّل أقوالك و أفعالك ، فهو من أجمل الصفات التي ينبغي للفتاة المسلمة التحلي بها و الحرص عليها ، و هو رادع لك من كل ما يخدش أنوثتِك و فطرتِك ، فتكفي لمسة منه على تصرفاتك لترتقي بأخلاقك إلى درجات سامية عالية و لذلك يجب عليكِ الحفاظ عليه و صونه لأنه من أغلى ما تملكين.
قال تعالى:
( فجاءته إحداهما تمشى على استحياء )
انظري أختنا المسلمة كيف أثنى الله على حياء هذه المرأة مما يدل على كرم عنصرها و خلقها الحسن فإن الحياء من الأخلاق الفاضلة خصوصاً فى النساء.
و انظروا إلى حيائه عليه الصلاة و السلام كيف منعه من أن يطلب من أصحابه رضوان الله عليهم أن يخرجوا مع أن ذلك كان يضايقه و يؤذيه .
قال تعالى
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ )
إِنَّ ذَلِكُمْ }أي: انتظاركم الزائد على الحاجة، { كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ }أي: يتكلف منه ويشق عليه حبسكم إياه عن شئون بيته، واشتغاله فيه{ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ } أن يقول لكم: " اخرجوا " كما هو جاري العادة، أن الناس -وخصوصًا أهل الكرم منهم- يستحيون أن يخرجوا الناس من مساكنهم، { و } لكن{ اللَّهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ
فالأمر الشرعي، ولو كان يتوهم أن في تركه أدبا وحياء، فإن الحزم كل الحزم، إتباع الأمر الشرعي، وأن يجزم أن ما خالفه، ليس من الأدب في شيء. واللّه تعالى لا يستحي أن يأمركم، بما فيه الخير لكم، والرفق لرسوله كائنًا ما كان.
بأبي هو و أمي عليه الصلاة و السلام فقد كان كما جاء في البخاري عن أبى سعيد الخدرى رضي الله عنه
"أشد حياء من العذراء في خدرها".
فما بالِك أيتها الفتاة المسلمة العذراء لا نرى حيائك يشع منكِ على من حولِك بل نرى للأسف إلا من رحم الله جرأتك و تقليدِك و كأن الناظر إليكِ يظنكِ فتىً من الفتيان ؟!
قال عليه الصلاة و السلام ( إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فاصنع ما شئت ).
و معناه إن لم يستح صنع ما شاء من القبائح فإن الذي يمنعه هو الحياء فإن لم يكن هناك حياء انشغل بفعل المنكر و كل ما نهى الله عنه.
فيا أخيتي ، لا يغرنك الغرب و شذوذه ، و تأسي بالرسول و نسائه ، و حافظي على هذه الميزة الفريدة التي لم يكن لغير الاسلام سبق في تبيان
أهميتها و الدعوة اليه ، قال عليه الصلاة و السلام ( و الحياء شعبة من الإيمان )
و لكِ في أمكِ عائشة رضي الله عنها قدوة أختنا المسلمة فعن عائشة رضي الله عنها قالت :( كنت أدخل بيتي الذي فيه رسول الله صلى الله عليه
وسلم وأبي فأضع ثوبي وأقول إنما هو زوجي وأبي فلما دفن عمر معهم فوالله ما دخلته إلا وأنا مشدودة علي ثيابي حياء من عمر رضي الله عنه )
حتى بعد موته تستحي منه ، رضي الله عنها و أرضاها و جمعنا بها إنه ولى ذلك و القادر عليه.
و قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في عثمان رضى الله عنه
"ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة"
رواه مسلم و أحمد عن عائشة رضي الله عنها
. وهذا يدل على مكانة عثمان عند
الله لأن الملائكة ما استحيت منه إلا لذلك. ولعل ذلك
يرجع إلى حيائه رضي الله عنه لأنه أحيا هذه الأمة فقد
قال النبي صلى الله عليه وسلم "إن عثمان رجل حيي" رواه
مسلم عن عائشة رضي الله عنها،
وروى عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "إن عثمان
حيي ستير تستحي منه الملائكة" صححه الألباني في
صحيح الجامع، فكان الجزاء من جنس العمل.
و لا ينبغى ان يمنعنا الحياء أختنا المسلمة عن السؤال عن ما نجهل من أمور الدين فعن عائشة رضي الله عنها قالت :
نعم النساء نساء الأنصار ,لم يمنعهن الحياء أن يسألن عن أمر دينهن..
فالحياء لا ينبغي أن يكون عائقا عن السؤال في أمر الدين أو عن طلب شيء مباح أو عن قول الحق أو عن فعل الخير في أي اتجاه.. وفيما عدا ذلك, فالحياء يزين المرء ويصونه.. وقلة الحياء تشينه وتمحقه.
و الأخت الحييّة هى من تستحى أن ترتدى الملابس الضيقة فهى تلتزم بالحجاب كما أمرها الله و رسوله و تطبق مواصفاته كاملة ،
تستحى إن ارتفع صوت ضحكاتها ، تستحى أن تمر وسط الشباب
و تتفاداهم على قدر ما تستطيع.
و أعظم من هذا كله تستحي أن يراها الله عز و جل على معصية فإن كانت وحيدة استشعرت مراقبة الله عز و جل فاستحيت ان يراها تعصيه سبحانه و تعالى.
أخواتكن
راجية الفردوس
و
ايمان علي
ملاحظة : ما كُتب باللون الأحمر من شروح و تفسير فتم الاستعانة به من بعض المواقع
ملحوظة أخرى : يرجى عدم مشاركة الاخوة مع فائق الاحترام
يتبع في المشاركة رقم 12
المفضلات