بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
كيف الحال يا كل من هنا؟^_^
قرأت موضوع جميل ومفيد فقلت أضعه هنا لعلي أفيد وأستفيد منه كلما أعدت قراءته : )
وإلى المستعجلين دائمًا أقول لهم:اقرأوا -على الأقل- الإضافة الأخيرة
..
لا أطيل فلتبدأوا بالقراءة:
إنها لحظات تكون فيها لوحدك وأمامك جهاز الكمبيوتر ثم تبدأ الخواطر لتفتح بعض الصفحات التي تحتوي صوراً متنوعة ولكنها "لفتيات" أفلام، لحظات حب.. وإذا بالصفحة تفتح لك لتؤدي لك الطلب.
ثم تبدأ تنظر بعينك وإذا بك ترى الأجساد شبه العارية، ثم تحاول الخروج من هذه الصفحة ولكن الهوى والنفس الأمارة والشيطان الذي يجري فيك مجرى الدم يرغمونك على البقاء فترة أطول....
ومن حسن حظك أن تجد روابط في نفس الصفحة لصور أجمل ولحظات أمتع..
ثم لا تشعر بنفسك إلا وأنت مستجيب لها.. وهكذا تمر الدقائق بل والساعات وأنت تتقلب من صورة إلى أخرى.
أخي.. أختي! إن هذا المشهد يتكرر دائماً عند بعض الإخوة والأخوات، ولهم أهمس بهذه الهمسات:
1- إن صحت الخلوة بهذه الصور والمشاهد فلتعلموا أن الله معكم (( أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى ))[العلق:14] ((وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ ))[الحديد:4].
2- إن العين تشهد يوم القيامة بما رأت (( حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ))[فصلت:20] فما هو شعورك حينها؟!.
3- أما تخشى من لحظة الموت أن ترد عليك وأنت تتمتع بهذه الصور (( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ))[آل عمران:185] وإنها لكارثة حينما يكون أجلك في مشاهدة تلك الصور.
4- إن العين تحفظ الصورة في قلبك، وهذا القلب الذي محط نظر الرب يحرم عليك أن تملأه بالصور بل املأه بحب الرب والشوق إليه.
5- أنسيت أن لك قبراً ستدخل فيه لوحدك، عفواً بل مع عملك، فيا ترى هل تحب أن ترافقك تلك الصور إلى قبرك، وحينها كيف سيكون الحال؟!.
6- إن هذه الصور طريق لإثارة الشهوة لديك، والإسلام حمى تلك الشهوة من الإثارة لتبقى في ديوان "العفاف" ولا تنحرف إلى "الفواحش" ورب شهوة ساعة أورثت حزناً طويلاً.
7- وهذه الصور إنما هي لحظات ابتلاء لك هل تصرف بصرك عنها أم أنك تبحث عن غيرها وعن أجمل منها لكي تسبح في بحر الحب والجمال والتفكير الدائم فيها.
8- وهذه الصور تجعل قلبك أسيراً لها عاشقاً لها، وهذا الأسر حقيقي ووراءه من الويلات والأسى ما لا يعلمه إلا من جربه.
وكنت متى أرسلت طرفك رائداً لقلبك يوماً أتعبتك المناظر
رأيت الذي لا كله أنت قادر عليه ولا عن بعضه أنت صابر
9- وهذه النظرات تعرضك لعقوبة الرب الجبار، وما يدريك لعل نظرة أسقطتك من عين الله تعالى ((وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ ))[النور:15] وأمامك نار تلظى (( فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى ))[الليل:14] فلا تتعرض للعذاب فلن تصبر على سموم النار فضلاً عن عذابها وزقومها..
والحديث ذو شجون والإنترنت والمقاهي تجمع الكثير، ولكن الرب بصير، والموت يأتي فجأة والقبر صندوق العمل.
فاختر عملاً تحب أن يرافقك...
إضافة من إحدى الأخوات أسأل الله أن يجعله في موازين حسناتها:
هناك موضوع اسمه ( ضعف مراقبة الله في الخلوات)
إن ذنوب الخلوات لا تدل إلا على ضعف إحساسنا بمراقبة الله عز وجل لنا في السر والعلانية ، فإن كنا نوقن فعلياً أنه يرانا فكيف نتجرأ على معصيته ، وكيف نجعله أهون الناظرين إلينا ، " يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم " لا حول ولا قوة إلا بالله ، فأين نحن من درجة الإحسان التي عرّفها لنا نبينا الحبيب صلى الله عليه وسلم ( الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك )وذلك من الحديث المشهور الذي رواه البخاري وغيره من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه. وأين نحن من نصيحته صلى الله عليه وسلم لابن عباس" اتق الله حيثما كنت " والمعنى بقوله (حيثما كنت) السر والعلانية، مع الناس أو في خلوة.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لأعلمن أقواماً من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضاً فيجعلها الله عز وجل هباء منثوراً)) قال ثوبان: يا رسول الله صفهم لنا، جلهم لنا أن لا نكون منهم ونحن لا نعلم. قال: ((أما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم ويأخذون من الليل ما تأخذون ولكنهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها))
وقال أبو الدرداء لسالم بن أبي الجعد : ليحذر امرؤ أن تبغضه قلوب المؤمنين من حيث لا يشعر! قال: أتدري ما هذا؟! قلت: لا، قال: العبد يخلو بمعاصي الله عزوجل فيلقي الله بغضه في قلوب المؤمنين من حيث لا يشعر!!
ان القاعدة الأساسية لعلاج ذنوب الخلوات وأول الطريق إلى الدواء هو أن نرفع جانب الخوف عندنا على جانب الرجاء ، نعم نتلو قوله تعالى ( و َرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ) ولكن نتم الآية ( فسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَـاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ) ، نتلو قوله تعالى ( نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) ونتبعها بما يليها ( وَ أَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الأَلِيمَ) ، فلا يكفي أن نتفكر في كرم الله ومغفرته ورحمته وننسى عذابه ، فهذه القاعدة هي عمل قلبي عظيم كي نستشعر عظمة الله فتزيد هيبته في قلوبنا فنمتنع عن فعل المعصية فتعمل بقول القائل "لا تنظر إلى صغر المعصية ولكن أنظر إلى عظمة من عصيت"
الله راقبي، الله ناظري، الله شهيد عليّ
اللهُمَّ لا تجعلنا ممن يدل عليك ثُمَّ يعرض عنك ، ويدعو إليك ثمَّ يفر منك ...
و اسأل الله أن يرزقنا الدعوة إليه عز و جل و لا يحرمنا شرف هذه الدعوة بمعاصينا ..
و ..اللهم إنى أعوذ بك ان أكون جسرا تعبرون عليه إلى الجنة ثم يلقى به إلى النار ..اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه.. لَا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ و الحمد لله رب العالمين .. و الصلاة والسلام على خاتم المرسلين.
أتمنى أن تستفيدوا وتتعلموا وتعلموا أسأل الله أن تكون أعمالنا خالصة لوجهه الكريم ونعوذ بك اللهم من علم لا ينفع.
سلامي ومودتي لكم
=)
المفضلات