*بسم الله الرحمن الرحيم*
المسلم يؤمن برسالة النبي صلى الله عليه وسلم وبأنه خاتم الأنبياء والمرسلين أرسله الله إلى
الناس أجمعين فبلغ الرسالة ,وأدى الأمانة ,وجاهد في سبيل الله حتى توفاه الله والمسلم يحب
رسول الله صلى الله عليه وسلم وينفذ أوامره ولا يخالفه كما يتخذ من حياة الرسول صلى الله
عليه وسلم وسيرته الأسوة والقدوة فيتخلق بأخلاقه ويتأدب بآدابه يقول تعالى {لقد كان لكم في
رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا}(الأحزاب :21)
وهنا بعض القصص التي توضح كيف يكون المسلم متأدبا مع الرسول صلى الله عليه
وسلم حتى نحظى بشفاعته وننال رضاه فنكون معه في الجنة يقول صلى الله عليه وسلم:))كل أمتي يدخلون
الجنة إلا من أبى (رفض وامتنع)قيل:ومن يأبى يارسول الله؟ قال صلى الله عليه وسلم :من أطاعني دخل
الجنة ومن عصاني فقد أبى ))
صدق رسول الله
في إحدى الليالي المباركة أسري بالرسول صلى الله عليه وسلم ليلا من المسجد الحرام
إلى المسجد الأقصى ثم عرج به إلى السماوات العلا.
وفي الصباح حدَث النبي صلى الله عليه وسلم الناس بما رآه في هذه الليلة فكذبوه.
وذهب بعض المشركين إلى أبي بكر يقولون له :هل لك في صاحبك يزعم أنه أسري
به الليلة إلى بيت المقدس؟
فقال:أو قال ذلك؟ قالوا :نعم .
قال:لئن كان قال ذلك لقد صدق .
قالوا: فتصدقه أنه ذهب الليلة إلى بيت المقدس وجاء قبل أن يصبح ؟
قال:نعم إني لأصدقه فيما هو أبعد من ذلك أصدقه في خبر السماء في غدوة أو
روحة . فسمي أبو بكر ((الصديق)).
[[الأدب مع الرسول يتطلب منا أن نلتزم بأقواله وأفعاله فلا نترك شيئا حثنا
عليه النبي صلى الله عليه وسلم وندع الأشياء التي نهانا عنها ]]
حب الرسول
يروى أن رجلا جاء إلى الرسول صلى الله عليه سلم فقال له: يارسول الله !
إنك لأحب إلي من نفسي وإنك لأحب إلي من ولدى وإني لأكون في البيت
فأذكرك فما أصبر حتى آتي فأنظر إليك وإذا ذكرت موتى وموتك عرفت
انك إذا دخلت الجنة رفعت مع النبيين واني إذا دخلت الجنة خشيت أن
لا أراك .
فلم يرد عليه النبي بشئ فنزل جبريل _ عليه السلام_ بقول الله تعالى :{ ومن يطع
الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء و
الصالحين وحسن أولئك رفيقا } (النساء :069)
فدعا الرسول صلى الله عليه وسلم الرجل وتلا عليه الآية .
[[يقال بعد الآذان :اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدا
الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته ]].
طاعة الرسول
ذات يوم أكل رجل عند رسول الله عليه الصلاة والسلام بيده ا ليسرى فقال له النبي :
((كل بيمينك )) فتكبر الرجل وقال : لا أستطيع .
وكان الرجل يستطيع الأكل بيمينه لكنه لم ينفِذ أمر رسول الله فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((لا استطعت )).
فأصيب الرجل بالشلل في يده ولم يستطع رفعها إلى فمه عقوبة له على مخالفة
أوامر الرسول صلى الله عليه وسلم .
فالمسلم يطيع الرسول صلى الله عليه وسلم ويرى في طاعته الفلاح والنجاح
قال صلى الله عليه وسلم : ((دعوني ما تركتم إنما أهلك من كان قبلكم كثرة
سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم فإذا نهيتكم عن شئ فاجتنبوه وإذا أمرتكم بأمر
فأتوا منه مااستطعتم)) .
[[يحذر الله سبحانه من مخالفة الرسول صلى الله عليه وسلم فيقول تعالى :{ فليحذر
الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم} ]].(النور:63)
أصحاب الرسول
وقع الصحابي الجليل زيد بن الدَثنة في أسر المشركين ولما هموا بقتله قال له أبو سفيان :
أنشدك (أستحلفك ) بالله يازيد! أتحب أن محمدا الآن عندنا مكانك نضرب عنقه وأنت في أهلك ؟
فقال زيد : والله! ماأحب أن محمدا الآن في مكانه الذي هو فيه تصيبه شوكة تؤذيه
وأنى جالس أهلي .
فقال أبو سفيان: ما رأيت من الناس أحدا يحب أحدا كحب أصحاب محمد محمدا .
وهنا تتجلى محبة النبي صلى الله عليه وسلم ومكانته السامية في قلوب أصحابه وتابعيه
وتتضح قمة التأدب مع النبي في إيثاره وتفضيله على النفس .
ولكي نتأدب مع النبي صلى الله عليه وسلم فلابد أن نبذل قصارى جهدنا
حتى ولو تطلب منا ذلك بذل الروح.
[[من علامات الإيمان القوى: أن يضحي المسلم بنفسه وأهله وماله طاعة
لله وحبا لرسول الله صلى الله عليه وسلم]].
الأعراب والرسول صلى الله عليه وسلم
جاءت جماعة من الأعراب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ووقفوا أمام حجرته وظلوا ينادونه
بصوت عال ليخرج إليهم : يا محمد ..يا محمد .
فأنزل الله سبحانه وتعالى قوله:{إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون .
ولو أنهم صبروا حتى تخرج إليهم لكان خيرا لهم والله غفور رحيم}.(الحجرات:4-5).
وذلك ليعلم المسلمون كيف ينادون الرسول صلى الله عليه وسلم مراعاة لمكانته فهو
نبي الله_عز وجل_وليس مجرد بشر عادي.
ونحن إذا تكلمنا عن النبي صلى الله عليه وسلم فعلينا أن نتكلم بصوت خفيض
متأدبين بأدب الصحابة في تعاملهم مع النبي صلى الله عليه وسلم .
[[أمرنا الله سبحانه وتعالى أن نتأدب مع النبي صلى الله عليه وسلم ونعامله
معاملة فيها تنزيه لشخصه تختلف عن معاملة أي فرد عادى.]]
الحب النافع
جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله عن وقت يوم القيامة وقال له:
متى الساعة ؟
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ((وما أعددت لها؟)).
فقال الرجل :لاشئ إلا أني أحب الله ورسوله .
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : (أنت مع من أحببت )).
ففرح الصحابة بهذا ا لحديث فرحا عظيما لحبهم الشديد لرسول الله عليه الصلاة والسلام
ورغبتهم في أن يكونوا معه في الجنة.
ويجب على المسلم أن يترجم حبه للرسول صلى الله عليه وسلم إلى واقع عملي فيحول
أقواله وأفعاله إلى سلوك طيب يمشي به بين الناس.
[[من علامات حب النبي صلى الله عليه وسلم الاقتداء بأقواله وأفعاله
قال تعالى :{قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم }(آل عمران :31).]]
الخوف على الرسول صلى الله عليه وسلم
كان طلحة بن البراء – رضي الله عنه – يحب النبي صلى الله عليه وسلم حبا شديدا ويخاف عليه
من كل سوء وذات يوم من أيام الشتاء زار النبي صلى الله عليه وسلم طلحة وكان مريضا وعند
انصرافه قال لأهل طلحة :لا أرى طلحة إلا قد حدث فيه الموت فآذنونى به حتى أشهده و
أصلِى عليه وعجلِوه).
فلما جاء الليل أحس طلحة –رضي الله عنه- باقتراب أجله فقال لأهله: ادفنوني وألحقوني بربي
عز وجل ولا تدعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فإني أخاف عليه اليهود.
وكان طلحة يخاف على النبي صلى الله عليه وسلم أن يصيبه اليهود بأذى أثناء الليل.
وبالفعل مات طلحة فدفنه أهله وفي الصباح أخبروا الرسول صلى الله عليه وسلم
بوفاته فذهب صلى الله عليه وسلم إلى قبر طلحة ووقف ومعه الناس ثم رفع يديه يدعو
لطلحة ويقول: (اللهم الق طلحة تضحك إليه ويضحك إليك ).
[[كان الصحابة _رضي الله عنهم _ يخافون على النبي صلى الله عليه وسلم خوفا
شديدا ويضحون من أجله ولو بأنفسهم وذلك دليل على شدة الأدب معه r.]].
إتباع الرسول
ذات يوم كان الرسول صلى الله عليه وسلم يخطب على المنبر وجاء عبد الله بن رواحه
ليدخل المسجد وقبل أن يدخل سمع الرسول صلى الله عليه وسلم يقول ((اجلسوا )).
فجلس في مكانه خارج المسجد حتى فرغ النبي صلى الله عليه وسلم من خطبته.
ولما علم النبي صلى الله عليه وسلم بما فعل عبد الله بن رواحه دعا له بخير وقال
له: زادك الله حرصا على طواعية الله وطواعية رسوله)
فقد كان الصحابة يلتزمون بأوامر النبي صلى الله عليه وسلم ولا يتعدون ذلك بقول أو فعل
قال تعالى :{ وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة
من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا }(الأحزاب :36).
[[يقول الله _سبحانه وتعالى _:{لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله و
اليوم الآخر وذكر الله كثيرا }(الأحزاب:21)
المفضلات