الحمد لله ، فبعد مجهود مضني تمكنا من الحصول على كل الأدلة التي تؤكد بشكل قاطع وبالإجماع تحريم الإستماع للأغاني والموسيقى من : القرآن الكريم - السنة النبوية الشريفة الصحيحة - أقوال كبار العلماء عبر تاريخ الإسلام كأصحاب المذاهب الأربعة وشيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم ، ناهيك عن أقوال أفضل جيل في العالم ألا وهم الصحابة .
وللأسف الشديد توجد هناك فئة تسمي نفسها القرآنيون ( الذين يدعون أنهم لايأخذون دينهم إلا من القرآن ) ويقولون بأن السنة لا يمكن الوثوق فيها ، لماذا ؟ لأنه اعتراها الدس والتحريف !!! ولأن الصحابة بشر يصيبون ويخطئون (وأنا أقول : لايكذبون ) ، فهؤلاء أوجه لهم سؤال واحد فقط كمثال :
س : كيف عرفت صفة الصلاة ؟ ( مع العلم أنها لم تذكر في القرآن ).
أدلة التحريم من القرآن الكريم
1- قوله تعالى: (ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين ) (سورة لقمان: 6)
قال حبر الأمة ابن عباس رضي الله عنهما: هو الغناء.
وقال مجاهد رحمه الله : اللهو: الطبل . (تفسير الطبري).
وقال الحسن البصري رحمه الله: "نزلت هذه الآية في الغناء والمزامير" (تفسير ابن كثير).
قال ابن القيم رحمه الله: ويكفي تفسير الصحابة والتابعين للهو الحديث بأنه الغناء فقد صح ذلك عن ابن عباس وابن مسعود.
قال أبو الصهباء: سألت ابن مسعود عن قوله تعالى: ( ومن الناس من يشتري لهو الحديث ) ، فقال: والله الذي لا إله غيره هو الغناء - يرددها ثلاث مرات -.
وصح عن ابن عمر رضي الله عنهما أيضا أنه الغناء.." (من كتاب إغاثة اللهفان لابن القيم).
وكذلك قال جابر وعكرمة وسعيد بن جبير ومكحول وميمون بن مهران وعمرو بن شعيب وعلي بن بديمة و غيرهم في تفسير هذه الآية الكريمة. قال الواحدي رحمه الله: وهذه الآية على هذا التفسير تدل على تحريم الغناء (من كتاب إغاثة اللهفان لابن القيم).
ولقد قال الحاكم في مستدركه عن تفسير الصحابي: " ليعلم طالب هذا العلم أن تفسير الصحابي الذي شهد الوحي و التنزيل عند الشيخين حديث مسند".
وقال الإمام ابن القيم رحمه الله في كتابه إغاثة اللهفان معلقا على كلام الحاكم: "وهذا وإن كان فيه نظر فلا ريب أنه أولى بالقبول من تفسير من بعدهم، فهم أعلم الأمة بمراد الله من كتابه، فعليهم نزل وهم أول من خوطب به من الأمة، وقد شاهدوا تفسيره من الرسول علما وعملا، وهم العرب الفصحاء على الحقيقة فلا يعدل عن تفسيرهم ما وجد إليه سبيل".
2- وقال تعالى: (واستفزز من استطعت منهم بصوتك واجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا) (سورة الإسراء:64)
جاء في تفسير الجلالين: (واستفزز): استخف، (صوتك): بدعائك بالغناء والمزامير وكل داع إلى المعصية وهذا أيضا ما ذكره ابن كثير والطبري عن مجاهد.
وقال القرطبي في تفسيره: "في الآية ما يدل على تحريم المزامير والغناء واللهو..وما كان من صوت الشيطان أو فعله وما يستحسنه فواجب التنزه عنه".
3- وقال الله عز وجل: (والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراما ) (الفرقان: 72).
وقد ذكر ابن كثير في تفسيره ما جاء عن محمد بن الحنفية أنه قال: الزور هنا الغناء.
وجاء عند القرطبي والطبري عن مجاهد في قوله تعالى: ( والذين لا يشهدون الزور ) قال: لا يسمعون الغناء.
وجاء عن الطبري في تفسيره: "قال أبو جعفر: وأصل الزور تحسين الشيء، ووصفه بخلاف صفته، حتى يخيل إلى من يسمعه أو يراه، أنه خلاف ما هو به، والشرك قد يدخل في ذلك لأنه محسن لأهله، حتى قد ظنوا أنه حق وهو باطل، ويدخل فيه الغناء لأنه أيضا مما يحسنه ترجيع الصوت حتى يستحلي سامعه سماعه" (تفسير الطبري).
وفي قوله عز وجل: ( و إذا مروا باللغو مروا كراما ) قال الإمام الطبري في تفسيره: (وإذا مروا بالباطل فسمعوه أو رأوه، مروا كراما. مرورهم كراما في بعض ذلك بأن لا يسمعوه، وذلك كالغناء ).
يتبع
:yes2:
المفضلات