وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
وأنت من أهل الجزاء وبارك الله فيك.
جزاك الله خيرا على الإضافة ، حقا فإن سيرة الشيخ لا يملها الشخص ، لا إله إلا الله منعوا عنه حتى الورق والقلم، فكتب بالفحم بدل القلم، لا إله إلا الله ، والله متم نوره ولو كره الكافرون، أين أعدائه اليوم ، إنهم في المقابر ، أما شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فسيبقى علمه حيا بين الأحياء.
يقول ابن القيم رحمه الله و هوأحد تلامذة شيخ الإسلام ابن تيمية: وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه يقول: " إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لا يدخل جنة الآخرة. وقال لي مرة: ما يصنع أعدائي بي؟ أنا جنتي وبستاني في صدري، إن رحت فهي معي لا تفارقني. إن حبسي خلوة ، وقتلي شهادة، وإخراجي من بلدي سياحة. وكان يقول في محبسه في القلعة: لو بذلت لهم ماء هذه القلعة ذهبا ما عدل عندي شكر هذه النعمة. أو قال: ما جزيتهم على ما تسببوا لي فيه من الخير، ونحو هذا، وكان يقول في سجوده وهو محبوس، اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ما شاء الله، وقال لي مرة: المحبوس من حبس قلبه عن ربه تعالى. والمأسور من أسره هواه. ولما دخل إلى القلعة وصار داخل سورها نظر إليه وقال: { فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب} سورة الزمر.
يقول ابن القيم: وعلم الله ما رأيت أحدا أطيب عيشا منه قط مع ما كان فيه من ضيق العيش وخلاف الرفاهية والنعيم بل ضدها، ومع ما كان فيه من الحبس والتهديد والإرهاق ، وهو مع ذلك من أطيب الناس عيشا وأشرحهم صدرا، وأقواهم قلبا. وأسرهم نفسا ، تلوح نظرة النعيم على وجهه. وكنا إذا اشتد بنا الخوف وساءت منا الظنون وضاقت بنا الأرض أتيناه ، فما هو إلا أن أراه ونسمع كلامه فيذهب ذلك كله وينقلب انشراحا وقوة ويقينا وطمأنينة.
فسبحان من أشهد عباده جنته قبل لقائه ، وفتح لهم أبوابها في دار العمل، فآتاهم من روحها ونسيمها وطيبها ما اسفرغ قواهم لطلبها والمسابقة إليها.
لا إله إلا الله ، رحمك الله يا شيخ الإسلام ابن تيمية
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
أخوكم في الله: عثمان


رد مع اقتباس


المفضلات