كنت أتمنى لو كان درس اليوم خارجاً عن كونه مجرد مقدمة , لكني مع الأسف لم أعثر على كتب متخصصة .. يُمكنني أن أعتمد عليها !
درس اليوم ليس فيه أي ترابط , سـ أتحدث عن بعض الإختراعات والإكتشافات والعلوم التي أسهها المُسلمون أو طوروها .. وهي معلومات قمت بـ جمع أغلبها من كتاب " شمس العرب تُشرق على الغرب " , ولأني لا أملك الكتاب الآن .. وما نقتله كان قبل عامين أو ثلاثة , فـ المعلومات نوعاً ما مُتفرقة .. وبلا ترتيب >.>
لذا كل من لديه إضافة .. لا يتردد في وضعها ^ ^
![]()
يذكر الدكتور ( سفر الحوالي ) أن الدول التي ( فصلت الدين عن الحياة ) , قُسمَت مادة التاريخ فيها لـ ثلاثة أقسام :
القسم الأول : التاريخ القديم .. ويشتمل على الحضارات الجاهلية , التي توصف بـ العظمة والإبداع .
القسم الثاني : تاريخ العصور الوسطى .. ويشتمل على فترة ما قبل الإسلام ثم يتدرج حتى يشمل التاريخ الإسلامي كله .
القسم الثالث : التاريخ الحديث .. ويبدأ بـ حملة نابليون على مصر التي سُميت بـ ( فجر النهضة الحديثة ) , وينتهي بـ التاريخ المُعاصر .
.
.
هذا التقسيم بـ إمكانه فتح باب هام للبحث ..
ننتقل الآن لـ المستشرقة الألمانية زيغريد هونكة التي تقول عن المسلمين :
" شعب قد أثر بـ قوة على مجرى الأحداث العالمية , ويدين له الغرب كما تدين له الإنسانية كافة بـ الشيء الكثير ، وعلى الرغم من ذلك فـ إن من يتصفح مئة كتاب تاريخي .. لا يجد إسماً لـ ذلك الشعب في ثمانية وتسعين منها " !
" إن العرب لم يُنقذوا الحضارة الإغريقية من الزوال , ونظموها ورتبوها ثم أهدوها إلى الغرب فحسب ، إنهم مُؤسسوا الطرق التجريبية في الكيمياء والطبيعة والحساب والجبر والجيولوجيا وحساب المثلثات وعلم الإجتماع .. بـ الإضافة إلى عدد لا يُحصى من الإكتشافات والإختراعات الفردية , في مختلف فروع العلوم ، والتي سُرق أغلبها ونُسب لآخرين "
" إن هذه القفزة المدهشة في سلم الحضارة التي قفزها أبناء الصحراء ، والتي بدأت من اللاشيء .. لهي ظاهرة جديرة بـ الإعتبار في تاريخ الفكر الإنساني ، وإن إنتصاراتهم العلمية المتلاحقة , والتي جعلت منهم سادة الشعوب المتحضرة في هذا العصر .. لفريدة في نوعها لـ درجة تجعلها أعظم من أن تُقارن بـ غيرها "
وتنقل عن كتب التاريخ التي تُدرس لـ تلميذ المدرسة في أوروبا عن فتح المسلمين للأندلس هذا الوصف المشوه :
" وتدفقت جموع العرب المتوحشين بـ وجوههم السوداء وخيلهم الكئيبة , فوق أرض إسبانيا التي تركها أهلها فزعاً , وإنثنت الأرض ألماً تحت وقع سنابك خيولهم .. التي خربت الحقول وهدمت المنازل , ولم تترك نبتاً ولا زرعاً " .
و تعتب على الغرب الذي يتجاهل الحضارة الإسلامية بـ قولها :
" وأما أن يكون العرب في جوار قريب لها , وأن يكون هذا الشعب رائداً لـ غيره من الشعوب في أنحاء الدنيا في غضون سبعمائة وخمسين عاماً .. حاملاً مشعل الثقافة ردحاً جاوز عصر الإغريق الذهبي بـ ضعفيه , أكثر من أي شعب آخر ، فهذا أمر من يعلم به .. ومن يتحدث عنه " ؟!
" حتى اليوم فـ إن تاريخ العالم , يبدأ بـ النسبة إلى الإنسان الغربي وتلميذ المدرسة .. بـ مصر القديمة وبابل بدأً خاطفاً سريعاً ، ثم يتوسع ويتشعب بـ بلاد الإغريق وروما , ماراً مروراً عابراً بـ بيزنطة ، ومنتقلاً إلى القرون الوسطى المسيحية .. لـ ينتهي منها آخر الأمر بـ العصور الحديثة " !
طبعاً مع إغفال كامل لأي دور للحضارة الإسلامية في التاريخ الإنساني !
وأخيراً عن هذا الدور تقول :
" الواقع أن ( روجر باكون ) أو( باكوفون فارولام ) أو( ليوناردو دافنشي ) أو( جالليليو ) .. ليسوا هم اللذين أسسوا البحث العلمي ، وإنما السابقون في هذا المضمار .. كانوا العرب "
الورق
صحيح أن صناعة الورق بدأت في الصين , لكنها لم تكن لـ تأخذ شكلها ولونها الأبيض أو حتى تنتشر في العالم لولا المُسلمون ..
بدأ الأمر حين سيق بعض الأسرى الصينيين إلى سمر قند ، وكان بعضهم على علم بـ فن صناعة الورق , فـ أقيمت في سمر قند صناعة للورق .. وهناك تم تطويرها حتى باتت تُصنع من الكتان والقطن , وأخذ شكلها اللون الأبيض ..
ومن سمر قند مروراً بـ بغداد ودمشق والقاهرة وتونس إلى أسبانيا .. إنتقل الورق إلى أوروبا !
كـ تجربة بـسيطة , قم بـ كتابة كلمة ( ورق ) في أي محرك بحث , وادخل على صفحة ويكيبيديا ، لـ تجد أن تاريخ صناعة الورق يبدأ بـ الصين .. ثم يقفز من الصين إلى العصر الحديث مع إغفال أي دور للمسلمين !!
البارود
كان علماء المسلمين هم أول من وضع نظرية لـ تركيب البارود المندفع ( المدافع ) في القرن الثاني عشر ..
ثم إنتقلت تلك المعلومات إلى أوروبا , بعد أن تُرجمت إلى اللاتينية ، إلى أن وصلت إلى برتولد شفارس في مدينة فرايبورغ .. لـ يدعي بعدها أنه من إخترعه !!
أما مُسلمي الأندلس , فـ كانوا أول من إستعمل القذائف النارية في أوروبا خلال الحروب ، وقد حسمت هذه القذائف معارك كثيرة اشهرها معركتي بازا وأليكانت .
البوصلة
" اخترعت البوصلة في الصين في القرن الرابع الميلادي "
هذا الإختراع الذي يُنسب للصين , كان كل ما يعرفونه عنه .. أن الإبرة المغناطيسية تُشير دوماً إلى الشمال ، لكنهم لم يستدلوا بها على شيء , ولم يستعملوا البوصلة .. إلا بعد أن نقلها إليهم المُسلمون !
وفي العام 1269 نقل ( بطرس فون ماريكور ) عن المسلمين كيفية إستعمال البوصلة ، وضمن تلك المعلومات رسالته ( epistole de magnete ) , وبهذا إنتقلت إلى أوروبا ..
وفي العام 1320 , إدعى إيطالي من أمالفي .. بأنه قد إكتشف البوصلة , ونقلها عن الصينيين !!
![]()
الرياضيات .. الجبر .. حساب المثلثات .. اللوغاريتمات .. الصفر
كان الخوارزمي أول من طور فن الحساب , وجعل منه علماً صالحاً للإستعمال اليومي ومفيداً لـ بقية العلوم .. بعد أن وسع فيه ونظمه ..
كما أنه مؤسس علم الجبر , وهو الذي قسم طريقة كتابة الأرقام إلى أحاد وعشرات ومئات ، كما نشر الخوارزمي أول الجداول العربية عن المثلثات للجيوب والظلال ، وصاحب أول حل للمعادلة من الدرجة الثانية لـ حساب المربعات المجهولة ..
ومن ويكيبيديا :
" أبتكر الخوارزمي مفهوم ( الخوارزمية) في الرياضيات و(علم الحاسوب( .. مما أعطاه لقب أبو علم الحاسوب عند البعض , حتى ان كلمة خوارزمية في العديد من اللغات ومنها بالانجليزية ( algorithm) .. أشتقت من أسمه، بالإضافة لذلك، قام الخوارزمي بأعمال هامة في حقول الجبر والمثلثات والفلك والجغرافية ورسم الخرائط "
وعن طريق كتابي ( حساب الجبر والمقابلة ) عرفت أوروبا طريقة كتابة الأعداد وتقسيم الأرقام إلى خانات وطرقة حل المشاكل الرياضية، إضافة إلى الأرقام العربية التسعة يتقدمها الصفر ..
وحتى اليوم في ألمانيا يقرءون الأرقام من اليمين إلى اليسار ..
.
.
أما الحسن بن موسى ( سنتحدث عن أخويه في الفقرات القادمة ) فقد برع في الرياضيات ، وألف كتاباً في قطع المستديرات .. بقى مرجعا لعلماء أوروبا في الأشكال الأهليليجية !
.
.
وكان الفلكي الشهير الكاشي , أول من أوجد الحساب العشري بعد الفاصلة ، حيث حول لأول مرة في التاريخ الكسور 8 / 100 2 إلى 2.08 :
![]()
وبهذا أوجد علم اللوغاريتمات ..
.
.
بينما كان عمر الخيام أول من إخترع علم حساب المثلثات , والمعادلات الجبرية من الدرجة الثالثة ، كما أنه أول من إستخدم المجهول ( شيء ) .. والذي تُرجم في الإسبانية إلى ( xay ) حيث أن ( x ) في الإسبانية تُعادل صوتياً الحرف شين ، ثم إختُصرت فيما بعد إلى ( x ) لـ تدل على أي مجهول ..
أما علماء المُسلمين من بعده , فقد طوروا علم المثلثات , ووضعوا مبدأ الجيب والتماس .. والأشكال الأساسية لـ علم المثلثات ، ومن ثم أصبح لـ علم المثلثات أهمية كبرى في .. علم الفلك والإبحار ومسح الأراضي ..
وبعد ترجمة كتاب ( التباني ) , دخلت كلمة الجيب sin إلى رياضيات كل الشعوب !
الفلك
يقول الفرنسي ( سيديو ) :
" لقد توصل فلكيو بغداد فينهاية القرن العاشر .. إلى أقصى ما يُمكن أن يتوصل إليه إنسان , في رصد السماء وما دار فيها من كواكب ونجوم .. بـ العين المجردة , دون اللجوء إلى عدسات مكبرة أو منظار " !
إبتكر محمد بن موسى وأخواه أدق طريقة في عصرة لـ قياس مُحيط الأرض .. إعتماداً على ميل زاوية أشعة الشمس ، وكانت طريقتهم تقتضي بـ أن ينطلق فريقان من جهة ما .. فيذهب فريق إلى ناحية الشمال وآخر إلى الجنوب ، بحيث يرى الأول منهم صعود ( القيس الفتي ) , والثاني هبوطه ، ثم تُحسب درجة الطول .. بـ واسطة قياس المسافة بين الفريقين المراقبين ، ووصلوا بـ هذا إلى نتائج أثبت الزمن دقتها !
وضع الثلاثة ما توصلوا إليه في كتاب ترجمه إلى اللاتينية جيراد الكريموني تحت اسم ( كتاب الأخوة الثلاثة ) ..
أما المرصد الذي أسسوه في سامراء فـ يصفه الطبيب إبن ربان قائلاً :
" في مرصد سامراء رأيت آلة بناها الأخوان أحمد ومحمد بن موسى ، وهي ذات شكل دائري تحمل صور النجوم ورموز الحيوانات في وسطها ، وتُديرها قوة مائية , وكان كلما غاب نجم في قبة السماء .. إختفت صورته في اللحظة ذاتها في الآلة ، وإذا ما ظهر نجم في قبة السماء .. ظهرت صورته في الخط الأفقي من الآلة " !
أما الإسطرلاب فقد إستطاعوا تطويره .. حتى تمكنوا من أن يستعملوه لـ ألف غرض ، في حين كان من قبلهم يستخدمه لـ ثلاث أو أربعة أغراض !
ومن أهم إستخدماته التي طوروها .. قياس زوايا إرتفاع الأجرام السماوية بـ النسبة للأفق في أي مكان , لـ حساب الوقت والبعد عن خط الإسواء ..
.
.
كما إكتشف إبن الهيثم أن كل الأجسام السماوية بما فيها النجوم , لها أشعة خاصة تُرسلها .. ما عدا القمر الذي يأخذ نوره من نور الشمس ..
وناقش أيضاً الخطوط التي تُرى في وجه القمر ، وتوصل إلى أن القمر يتكون من عدة عناصر .. يختلف كل منها في امتصاص وعكس الضوء الساقط عليه من الشمس ، ومن ثم يظهر هذا الأثر ..
إضافة إلى أنه فسر علمياً علة ظهور الهلال والغسق وقوس قزح , وهو ما لم يستطع أرسطو أن يُفسره ..
.
.
ومن إختراعات المسلمين الأخرى ( المحلقة ذات الحمس حلقات والدوائر من النحاس ) ، وكانت الحلقة الأولى تمثل خط الطول الذي كان في الأسفل ، والثانية خط الإستواء , والثالثة الخط الإهليليجي , والرابعة دائرة خط العرض , والخامسة دائرة الإنقلاب الصيفي الشتوي ..
و( دائرة السمت ) .. التي يُمكن بـ واسطتها تحديد الزاوية الناتجة عن خط أفقي ثابت , وخط أفقي آخر صادر عن كوكب في السماء ..
ثم تطورت ( المحلقة ذات الحمس حلقات ) إلى ( المحلقة الفلكية ) وأصبحت التقسيمات فيها أكثر تفصيلاًوتجزيئاً .. والقياسات أدق ، وقد بلغ قطر حلقاتها المحاسية ثلاثة أمطار ونصف !
.
.
وأكثر ما برع المسلمون فيه , كان الساعات الشمسية ، وإستخدموها في تحديد موقع الشمس في أي وقت , وتحديد الوقت ووضع التقاويم الزمنية ..
ثم تطورت إلى الساعات النقالة الإسطوانية .. أكثر الختراعات في ذلك العصر تطوراً !
ومنها صنعوا الساعات التي تسير على الماء وعلى الزئبق وعلى الشمع المشتعل , والتي تعمل بـ واسطة الأثقال المختلفة ..
أما المؤرخ ( إيثارد ) الذي كان يُقيم في قصر الملك ( شارلمان ) , فقد وصف الساعة التي أهداها ( هارون الرشيد ) لـ ملكه بـ قوله :
" كانت ساعة من النحاس الأصفر مصنوعة بـ مهارة فنية مدهشة ، وكانت تقيس مدة إثنتي عشر ساعة , وفي حين إنتهائها لـ ذلك .. كانت تُسقط إلى الأسفل إثنتي عشرة كرة صغيرة , مُحدثة لدى إصطدامها بـ رقاص معدني مُثبت دوياً إيقاعياً جميلاً ، بـ الإضافة إلى عدد مماثل من الأفراس الصغيرة .. التي كلما دارت الساعة دورتها الكاملة , قفزت من فتحة إثنتي عشرة بوابة , وأغلقتها بـ قفزاتها هذه ، وهناك أشياء أخرى تستدعي الإنتباه في هذه الساعة .. التي تدعوا إلى العجب والدهشة وليس ثمة مجال لـ عدها ، إذ أن ذلك قد يقودنا إلى تفاصيل كثيرة " !
.
.
وأخيراً , فـ القياسات التي توصل إليها المسلمون , لـ مسافات الكواكب وحجمها .. كان هي نفسها التي استخدمها كوبرنيق دون تغيير !
كما إستخدم نظرية العالم الأندلسي البطروجي .. التي نقد فيها نظرية بطليموس الشهيرة في إنحراف الكواكب ودورانها الدائري !!
إضافة إلى أن كوبرنيق لم يستطع في كتابه الشهير ( de revolutionibus orbium eoelestium ) أن يتجاهل العالم الزرقالي في طليطلة , والذي قام بـ أكثر من أربعمائة بحث ، وتوصل بعدها إلى أن أوج الشمس لدى طلوع النهار , يُعادل أوج الشمس لدى هبوط الليل .. ثم قام بـ حساب قيمة هذا الأوج !!!
بل إن زيغريد هونكة تقول :
" أما إكتشاف كوبرنيق نفسه , فقد كان يعلمه قبله الكلداني بـ مئة عام ، ومن قبلهما كان العلامة البيروني يعلمه .. بـ خمسمائة عام " !!
والمعلوم أن البيروني كان أول من قال بـ دوران لأرض حول محورها ، كما وضع نظرية لـ معرفة مُحيط الأرض ..
الفيزياء
يُعتبر إبن الهيثم , مؤسس علم الفيزياء بلا منازع , كما أنه يُعتبر أحد رواد المنهج التجريبي القائم على المشاهدة والتجربة والاستقصاء ، كما كان من أكبر علماء عصره في الطبيعيات والرياضيات والطب والفلسفة والفلك ..
قبل إبن الهيثم , كانت أفكار إقليدس وبطليموس .. بـ أن الرؤية تتم عن الطريق العين المجردة التي تُرسل أشعة إلى الأشياء التي تُريد رؤيتتها , هي الأكثر شيوعاً ، إلا أن إبن الهيثم أُثبت غير ذلك بـ قوله :
" ليس هناك من أشعة تنطلق من العين لـ تُحقق النظر , بل إن شكل الأشياء المرئية .. هي التي تعكس الأشعة على العين , فـ تُبصرها هذه الأخيرة بواسطة عدستها "
وكان أول من اجرى تجاؤب بـ واسطة الآلة الثقب ( القمرة ) , والتي تُعتبرأول أول تصوير .. ومنها جاءت كلمة ( كاميرا ) !
ومن هذه الآلة .. أثبت أن الضوء يتمدد فيخط مستقيم ..
وقد لجأ إلى نفس ترتيب التجارب ( التي سيلجأ إليها فيما بعد ليوناردو دافنشي ) ، وقد وضع إبن الهيثم تعليلاً لـ كثافة مختلف الطبقات كـ الماء والهواء .. بـ إختلاف مدى إنكشار الضوء في كلٍ منها ..
ثم حسب بـ الإستناد إلى ما سبق , علو الطبقة الهوائية المحيطة بـ الأرض , أثبت الزمن فيما بعد دقتها ..
كما شملت أبحاثه الآلات البصرية , فـ درس وحسب درجة الإنعكاس في المرايا المستديرة والمحرقة بـ الدوائر والمحرقة بـ القطوع ، وتوصل إلى معرفة قانون تأثير العاكسات الضوئية ، ثم حقق في تأثير إلتقاء الأشعة وتكبير الأحجام .. ليس بواسطة المرآة المحرقة فقط بل الزجاجية المكبرة ، كما إخترع أول نظارة للقراءة ..
ومن مؤلفاته :
كتاب المناظر
اختلاف منظر القمر
رؤية الكواكب
التنبيه على ما في الرصد من الغلط
أصول المساحة
أعمدة المثلثات
المرايا المحرقة بالقطوع
المرايا المحرقة بالدوائر
كيفيات الإظلال
رسالة في الشفق
شرح أصول إقليدس
مقالة في صورة الكسوف
رسالة في مساحة المسجم المكافي
مقالة في تربيع الدائرة
مقالة مستقصاة في الأشكال الهلالية
خواص المثلث من جهة العمود
القول المعروف بالغريب في حساب المعاملات
قول في مساحة الكرة
وعلى أساس كتابه المناظير نشأ كل ما يتعلق بـ علم البصريات ..
وتقول عنه زيغريد هونكة :
" لا تزال حتى أيامنا هذه , المسألة الفيزيائية الرياضية الصعبة .. التي حلها إبن الهيثم بـ واسطة معادلة من الدرجة الرابعة , برهان على تمكنه البالغ من علم الجبر ، ولاتزال المسألة القائمة على حساب موقع نقطة إلتقاء الصورة التي تعكسها المرآة المحرقة بـ الدوائر على مسافة منها .. تُسمى بـ المسألة الهيثمية , نسبة إلى إبن الهيثم .. " !
.
.
أما الكندي , فقد قام بـ قياس الثقل النوعي في السوائل وأجرى التجارب حول قوانين الإنجذاب والسقوط ، وله كتاب بـ عنوان ( في الأجسام الساقطة من أعلى ) ..
.
.
وللبيروني أبحاث أخرى في الفيزياء منها , إكتشاف طريقة لـ تعيين الوزن النوعي ، كما شرح كيفية صعود مياه الفوارات والينابيع من تحت إلى فوق , وكيفية إرتفاع السوائل في الأوعية المتصلة إلى مستوى واحد ..
الميكانيكا
عندما تحدثنا عن الفلك , شاهدنا نموذجاً من الآلات الميكانيكية التي كان يصنعها ( محمد بن موسى ) وأخواه أحمد والحسن ..
وكان أحمد بن موسى هو من تخصص في الميكانيكا .. حيث صنع بعضا الآلات المتحركة مثل الروافع المبنية على فكرة الفائدة الميكانيكية ..
كما ابتكر مع أخيه محمد ساعة نحاسية كبيرة الحجم .. استفاد منها معاصروه ، واخترع تركيبا ميكانيكيا يسمح للأوعية أن تمتلئ تلقائيا كلما فرغت ..
.
.
ولـ إبن سينا إنجازات عديدة في مجال الميكانيكا , منها أنه بيّن أنواع القوى , وعناصر الحركة ومُقاومتها للوسط الذي تنفز خلاله .. ووضح أثر تلك المقاومة على توقف الحركة !
الطب
يقول أغريبا فون نيتسهايم :
" استُقبلت كتب إبن سينا والرازي وإبن رشد , بـ الثقة نفسها التي أُستقبلت بها كتب أبوقراط وجالينوس ، ونالت حظوى قصوى عند الناس إلى درجة .. أنه إذا ما حاول إمرؤ ما ممارسة الطب دون الإستناد إليها , إتُهم على أهون سبيل .. بـ العمل على إضرار المصلحة العامة " !
.
.
في العام 1924 , قدّم الطالب المصري محي الدين النطاوي , أطروحة بـ اللغة الألمانية إلى كلية الطب بـ جامعة فرايبورغ .. أحدثت دوياً في كل العالم ، إذ جاء فيها أن أول من إكتشف أخطاء جالينوس ونقدها , ثم جاء بـ نظرية الدورة الدموية .. لم يكن سارفيتوس الاسباني ولا هارفي الإنجليزي ، بل كان رجلاً من القرن الثلث عشر الميلادي هو إبن النفيس ، الذي سبق سارفيتوس بـ أربعمائة عام !!
في البداية لم يستمع إليه إلا قلة قليلة من الأساتذة ، فأخرجوا من مكتبة الدولة كل المخطوطات القديمة وأشبعوها بحثاً وتنقيباًُ ومُقارنة ، إلى أن وصلوا إلى صدق أطروحة النطاوي ..
أما إبن النفيس فقد إعتمد في أبحاثه على التشريح فتوصل إلى :
- تغذية القلب يحدث بـ واسطة الدم الذي يجري في العروق الموزعة في أنحاء القلب كله ، وبهذا يكون إبن النفيس .. أول من إكتشف الدورة الدموية في الشرايين الإكليلية .
-يجري الدم إلى الرئتين لـ يتشبع هناك بـ الهواء , وليس لـ مدهما بالغذاء .
-هناك إتصال بين أوردة الرئتين وشرايينهما يتمم الدورة الدموية ضد الرئة ( وهو الإكتشاف المنسوب لـ كولومبو ) .
-ليس في شرايين الرئتين أي هواء أو رواسب ( كما إدعى جالينوس ) , بل دم فقط .
-جدار أوردة الرئتين أسمك بـ كثير من جدران شرايينهما , وهي مؤلفة من طبقتين ( إكتشاف منسوب لـ سارفيتوس ).
-ليس في جدار القلب الفاصل بين شطرين أي صمام , بل إن الدم يجري في دورة مُتكاملة .
وقد وصلت مخطوطات إبن النفيس إلى أوروبا وتُرجمت إلى اللاتينية , عن طريق طبيب إيطالي يُدعى الباغو .. الذي زار دمشق ورجع منها بـ عدة مخطوطات !
.
.
كان إبن سينا أول من وضع تشخيصاً دقيقاً عن إلتهاب الأضلاع وإلتهاب الرئة وخراج الكبد ، وفرق بين الإلتهاب الرئوي وبين إلتهاب السحايا الحاد والثانوي ، وبين عوارض المغص المعوي والمغص الكلوي ، كما تعرض أيضاً إلى شلل الوجه وأسبابه .. ففرق بين الشلل الناتج عن سبب مركزي في الدماغ , والناتج عن سبب محلي ، ووصب تشعب الأعصاب في القفص الصدري ..
كما قدم أول وصف وتشخيص للجمرة الخبيثة , وما ينتج عنها من حمى .. سماها الحمى الفارسية .
وكان أول من إكتشف أن سرطاناً موضعياً يُعطي عوارض السرطان العام في الجسم ، وأكد إمكانية عدوى داء السل .. وخطر الأشعة الشمسية على المُصابين به ..
وكان أول من إستعمل اللزوقات الساخنة مع الخمرة المعتقة القوية لـ شفاء الجروحات المزمنة خلال لحظات , بعد أن كانت تستغرق الأسابيع والأشهر قبل أن تُشفى ، وهو كشف علمي نُسب فيما بعد إلى ماسكولية عام 1959 !
ومن أشهر مؤلفاته كتاب القانون في الطب , الذي ترجم وطبع عدّة مرات والذي ظل يُدرس في جامعات أوروبا .. حتى أواخر القرن التاسع عشر ..
( للعلم فـ الرجل كان متفلسف يؤمن بـ قدمية العالم , وأن الله يعلم الكليات لا الجزيئات ، وقد كفره الغزالي ، وقال عنه شيخ الإسلام إبن تيمية بـ أنه كان من الإسماعيلية الباطنية )
.
.
أما إبن رشد , فقد كان من أهم إكتشافاته .. هو إكتشاف المناعة التي يتركها داء الجدري الأسود لدى إصابته الأولى ..
وتقول زيغريد هونكة :
" إن مُحاولة إدخال مبدأ التطعيم ضد الجدري في أوروبا , في أواخر القرن الثامن عشر ، حققها العرب في العصور الإسلامية الأولى .. مُتبعين فيها نفس التفكير والإسلوب المُتبَعين في عصرنا اليوم , بـ التلقيح بـ واسطة جراثيم ضعيفة .. وخلق مناعة بـ طرق إصطناعية ، وكانت طريقة العرب في التلقيح .. هي جرح راحة اليد , ما بين المعصم والإبهام .. ووضع قليل من بثور غير ملتهية فوق الجرح يحفونه بها جيداً " !
.
.
كان الطبيب الأندلسي إبن زهر قد وضع أول وصف لـ داء الأهاب ( الجلد الخام ) الوسطى ، والإلتهابات الناشفة والإنسكابية لـ كيس القلب ، كما إكتشف الحقنة الشرجية المغذية والغذاء الإصطناعي لـ مختلف حالات شلل المعدة , كما وصف سرطان المعدة وصفاً كاملاً ..
.
.
أما أبا القاسم العربي , فقد كات له إسهامات كثيرة في الجراحة منها , كيفية تخييط الجروح بشكل داخلي لا يترك شيئاً مرئياً منها ، والتدريز المثمن في جراحات البطن , وكيفية التخييط بـ إبرتين وخيط واحد مثبت بهما ، وإستعمال الخيوط المستمدة من أمعاء القطط في جراحات الأمعاء ..
وقد أوصى في كل العمليات الجراحية في النصف السفلي من الجسم .. أن يُرفع الحوض والأرجل قبل كل شيء ، وهي طريقة إقتبسها الغرب مباشرةً .. وإستُعملت حتى القرن العشرين , وعُرفت بـ إسم الجراح الألماني .. فريدريك ترندلنبورغ !
.
.
وكان الجراح أبو القاسم الزهراوي طبيب البلاط عند الحكم الثاني ( تاسع الخلفاء الأمويين في الأندلس ) ، فقد كان كتابه ( التصريف لـ من عجز عن التأليف ) .. هو أساس الجراحة الحديثة في أوروبا ، إذ جمع فيه كا ما كان يُعرف عن الجراحة في عصره ، كما وضع فيه أراءه الجديدة في الجراحة أبرزها ( كي الجراحات , سحق الحصاة في المثامة , تشريح الأجسام الحية والميتة ) ، وقد نقله إلى اللاتينية جرارد الكريموني ..
.
.
و إبن الهيثم كان أول من شرح العين تشريحاً كاملاً , ثم بين وظيفة كل جزء !
التخدير
كان التخدير عند المُسلمين يعتمد على الإسفنجة المُخدرة , التي كانت توضع في عصير من الحشيش والأفيون والزؤان وست الحسن ، ثم تُجفف في الشمس .. ولدى الإستعمال تٌرطب مرة أخرى , وتوضع على أنف المريض ..
![]()
قامت العمارة القوطية في أوروبا على أساس من العمارة الإسلامية , إذ أصبحت الأقواس المُدببة التي نُقلت عن المُسلمين , في بيزا وكلوني ومونت كامينو , فكرة أساسية في البناء .. وأصبحت هي أساس الفن القوطي ، فـ أُنشئت الكاتدرائيات ذات الأقواس العالية المُدببة ..
ومن القاهرة إلى إيطاليا .. إنتقلت الشرفات الصغيرة لـ تستقر فوق سطوح الأبنية القوطية ..
كما أخذت العمارة القوطية عن المسلمين شكل المآذن بـ قاعدتها المربعة , يعلوها جزء مثمن من الأضلاع يعلوه جزء مستدير ، وعلى هذا بنوا أغلب أبراج الكنائس ..
.
.
Do – re – me – fa – sol – la – si
التي يُقال إن الموسيقي الإيطالي جيد فون أرنيز قد أخذها عام 1026 عن نشيد يوحنا ، الإحتمال الأكبر أنه قد أخذها عن الأحرق العربية :
دال – راء – ميم – فاء – صاد – لام – سين
.
.
الصفر
تطور في أوربا من :
Ziffer
إلى
Zefro
إلى
zero
الدرس القادم :
الدرس الأخير ..




رد مع اقتباس
>>حماسية من الحماس ولا بأس بها 

المفضلات