الموضوعـ السابعـ : الثبات على المبادئ ..
يقول الشيخـ :::: كلما كانت شخصية الشخصـ أقوى .. وثباته على مبادئه أشد .. كان أهمَّـ فيـ الحياة ..
أحيانآ يكون من مبادئكـ عدمُـ أخذ الرشوة .. مهما ملَّحوا أسمائها .. بخشيشـ .. هدية .. عمولة .. فأثبت على مبدئكـ ..
زوجة يكون من مبادئها .. عدمُـ الكذب على زوجها .. مهما زيّنوه لها .. تمشية حال .. كذب أبيضـ .. فلتثبت على مبادئها ..
من المبادئ ..
عدمـ تكوين علاقات محرمة معـ الجنسـ الآخر ..
عدمـ شرب الخمر ..
شخصـ لايدخن .. جلسـ معـ أصحابه .. ليثبُتْ على مبادئه ..
الشخصـ الثابت على مبادئه وإن انتقدهُ أصحابه أحيانآ .. واتهموه بعدمـ المرونة .. إلا أن مشاعرهمـ الداخلية تؤمن أنها أمامـ بطل ..
فتجد أن أكثرهمـ يلجأ إليه عند الشدائد .. أو ليستشيره فيـ مشاكله الشخصية .. ويشعر بأهميته أكثر من غيره ..
وليسـ هذا خاصآ بأحد الجنسين دون الآخر .. بل الرجال والنساء فيـ ذلكـ سواء .. فاثبت على مبادئكـ ولا تقدمـ تنازلات .. عندها سيرضخـ الناسـ لها ..
لما ظهر الإسلامـ فيـ الناسـ جعلت لقبائل تَفِدُ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلمـ ..
فجاء وفد قبيلة ثقيف وكانوا بضعة عشر رجلآ .. فلما قدموا أنزلهمـ رسول اللهصلى الله عليه وسلمـ المسجد ليسمعوا القرآن ..
فسألوه :: عن الربا والزنا والخمر ؟
فأخبرهمـ أن ذلكـ كله حرامـ ..
وكان لهمـ صنمـ ورثوا عبادته وتعظيمه عن آبائهمـ .. اسمه "الرّبّة" .. ويصفونه بـ "الطاغية" ..
وينسجون حوله القصصـ والحكايات للدلالة على قوته .. فسألوه عن "الربة" ماهو صانعـ بها ؟
فقال صلى الله عليه وسلمـ دون تردد :: اهدموها ..
ففزعوا .. وقالوا :: هيهات .. لو تعلمـ الربة أنكـ تريد أن تهدمها .. قتلت أهلها !!
وكان عمر رضيـ الله عنه حاضرآ .. فعجب من خوفهمـ من هدمـ صنمـ .. فقال :: ويحكمـ يامعشر ثقيف !! ماأجهلكمـ !! إنما الربة حجر !! لايضر ولاينفعـ ..
فغضبوا .. وقالوا :: إنا لمـ نأتكـ ياابن الخطاب ..
فسكت عمر ..
فقالوا :: نشترط أن تدعـ لنا الطاغية ثلاث سنين .. ثمـ تهدمه بعدها إن شئت ..
فرأى النبيـ صلى الله عليه وسلمـ أنهمـ يساومونه على أمر فيـ العقيدة !! وهيـ أعظمـ مبدأ فيـ حياة المسلمـ .. والتوحيد هو أصل الإسلامـ .. فما دامـ أنهمـ سيسلمون .. فما الداعيـ للتعلقـ بالصنمـ ..!!
فقال صلى الله عليه وسلمـ :: لا ..
قالوا :: فدعه سنتين .. ثمـ اهدمه ..
قال :: لا ..
قالوا :: فدعه سنة واحدة ..
قال :: لا ..
قالوا :: فدعه شهرآ واحدآ !!
قال :: لا ..
فلما رأوا أنه لمـ يستجب لهمـ فيـ ذلكـ .. علموا أن المسألة مسألة شركـ وإيمان .. لا مجال فيها للمفاوضة !!
قالوا :: يارسول الله .. فتولَّ أنت هدمها .. أما نحن فإنا لن نهدمها أبدآ ..
فقال صلى الله عليه وسلمـ :: سأبعث إليكمـ من يكفيكمـ هدمها ..
فقالوا :: والصلاة .. لانريد أن نصليـ .. فإننا نأنف أن تعلوا إست الرجل رأسة !!
يعنيـ :: لايرضون لشدة تكبرهمـ أن تكون مؤخرة أحدهمـ وقت السجود أعلى من رأسه !!
فقال صلى الله عليه وسلمـ :: أما كسر أصنامكمـ بأيديكمـ فسنعفيكمـ من ذلكـ ..
وأما الصلاة .. فلا خير فيـ دين لاصلاة فيه ..!!
فقالوا :: سنؤتيكها .. وإن كانت دناءة .. فكاتبوه على ذلكـ ..
وذهبوا إلى قومهمـ .. ودعوهمـ إلى الإسلامـ .. فأسلموا على مضضـ ..
ثمـ قدمـ عليهمـ رجال من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلمـ لهدمـ الصنمـ .. فيهمـ خالد بن الوليد .. والمغيرة بن شعبة الثقفيـ ..
فتوجه الصحابة إلى الصنمـ ..
ففزعت ثقيف .. وخرجـ الرجال والنساء والصبيان .. وجعلوا يرقبون الصنمـ .. وقد وقعـ فيـ قلوبهمـ أنه لن ينهدمـ .. وأن الصنمـ سيمنعـ نفسه ..
فقامـ المغيرة بن شعبة .. فأخذ الفأسـ .. والتفت إلى الصحابة الذين معه وقال :: والله لأضحكنّكمـ من ثقيف !!
ثمـ أقبل المغيرة بن شعبة إلى الصنمـ .. فضرب الصنمـ بالفأسـ .. ثمـ سقط على الأرضـ وجعل يرفسـ برجله ..
فصاحت ثقيف .. وارتجوا .. وفرحوا .. وقالوا :: أبعد الله المغيرة .. قتلته الربة .. ثمـ التفتوا إلى بقية الصحابة وقالوا :: من شاء منكمـ فليقترب ..
عندها قامـ المغيرة ضاحكآ .. وقال :: ويحكمـ يامعشر ثقيف .. إنما هيـ لُكاعـ (أيـ مزحة) .. وهذا صنمـ .. حجارة ومدر .. فاقبلوا عافية الله واعبدوه ..
ثمـ أقبل يهدمـ الصنمـ .. والناسـ معه .. فما زالوا يهدمونها حجرآ حجرآ .. حتى سوّوها بالأرضـ ..
^^
انتهى كلامه فيـ موضوعه هذا ..
:: وحيـ ::
"من طلب رضا الناسـ بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناسـ ,
ومن طلب رضا الله بسخط الناسـ رضيـ الله عنه وأسخط عنه الناسـ"
صدقـ رسول الله صلى الله عليه وسلمـ ..
المفضلات