وأضيف فائدة هنا لتتضح المسألة عند قرائنا الكرام لأن الحق يعلم شيئا فشيئا
فقد قال ابن ابي العز في شرح الطحاوية رحمة الله عليه : فالحاصل أن نوع الحوادث هل يمكن دوامه في المستقبل والماضي أم لا؟ أو في المستقبل فقط ؟ او الماضي فقط ؟
فيه ثلاث أقوال معروفة لأهل النظر من المسلمين وغيرهم :
أضعفها : قول من يقول لايمكن دوامها لا في الماضي ولافي المستقبل . كقول جهم بن صفوان وأبي الهديل العلاف .
وثانميها قول من يقول : يمكن دوامها في المستقبل دون الماضي , كقول كثير من أهل الكلام ومن وافقهم من الفقهاء وغيرهم .
والثالث : قول من يقول يمكن دوامها في الماضي والمستقبل , كما يقول أئمة الحديث . وهي من المسائل الكبار .ولم يقل أحد يمكن دوامها في الماضي دون المستقبل
ولاشك ان جمهور العالم من جميع الطوائف يقولون : ان كل ماسوى الله تعالى كائن بعد أن لم يكن , وهذا قول الرسل وأتباع الرسل من المسلمين واليهود والنصارى وغيرهم .
ومن المعلوم بالفطرة ان كون المفعول مقارنا لفاعله لم يزل ولايزال معه - ممتنع أي محال - , ولما كان تسلسل الحوادث في المستقبل لايمنع أن يكون سبحانه وتعالى هو الاخر الذي ليس بعده شيء , فكذالك تسلسل الحوادث في الماضي لايمنع أن يكون سبحانه وتعالى هو الأول الذي ليس قبله شيء , فإن الرب سبحانه وتعالى لم يزل ولايزال يفعل مايشاء ويتكلم إذا شاء انتهى كلامه رحمة الله عليه صفحة 129طبعة المكتب الاسلامي بتحقيق الالباني
فبهذه الزبدة الذهبية التي حق ان تكتب بماء العين يقرب فهم الحق وإصابة الرشد
والتوفيق من الله
.

رد مع اقتباس

المفضلات