اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Coby Ninja مشاهدة المشاركة
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته


بارك الله فيك أخي الكريم على هالموضوع الطيب و أحسن الله إليك


حبيت أضيف إضافه بسيطه
********************************************

قال الإمام الحافظ الحجة عثمان بن سعيد الدارمي في كتابه الرد على الجهمية رقم 44


حدثنا محمد بن كثير أنبأنا سفيان وهو (الثوري ) حدثنا أبو هاشم عن مجاهد عن ابن عباس قال : إن الله كان على عرشه قبل أن يخلق شيئا فكان أول ما خلق الله القلم فأمره وكتب ما هو كائن وإنما يجرى الناس على أمر قد فرغ منه 0

************************************

اخوك

Coby Ninja
وفيكم بارك الله وحفظكم الله أخي كوبي
سعدت بمرورك وبطرحك, إعلم أخي أني بحثت في هذه المسألة و
لايعني بحث شاك بل بحث مستزيد من كلام اهل السنة لأنه ليس كل قاعدة من قواعد أهل السنة معرضة للبحث بما يفهمه بعض الطلبة - وإعلم علم اليقين أني لا اعنيك يا أخي كوبي بل هي فرصة لتنبيه على هذا الخطأ الذي يقع فيه بعض طلبة العلم فيجعلون المسلمات وما أُجمع عليه محل للبحث وللنقاش -
بغض النظر عن الصحة وعدم الصحة للأثر المذكور وهو في حكم المرفوع لأنه لا مدخل للعقل ونظر فيه اي المثن
أقول الحديث حجة على ماقرره شيخ الاسلام أولا وهو حجة كذالك لمن قال أن أول مخلوق من هذا العالم هو العرش
فبنسبة للأولى فظاهر فقال:
قبل أن يخلق شيئا وقبل هذا ذكرأنه عزوجل إن الله كان على عرشه فكان على العرش قبل أن يخلق شيئا من السموات والارض كان العرش مخلوقا وأنه عزوجل عال عليه فهذا يدلنا أن الأولية المذكورة منسوبة لهذا العالم المشهود. ويبين هذا حديث عمران بن حصين رضي الله عنه وهو في صحيح البخاري من حديث عمران ابن حصين رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : يابني تميم اقبلوا البشرى
قالوا:قد بشرتنا فأعطنا .فأقبل على أهل اليمن فقال :يا أهل اليمن اقبلوا البشرى اذ لم يقبلها بنوا تميم . فقالوا قبلنا يارسول الله قالوا جئناك نتفقه في الدين ولنسألك عن أول هذا الأمر؟
فقال كان الله ولم يكن شيء قبله وكان عرشه على الماء وكتب في الذكر كل شيء وخلق السموات والارض .
والناس في هذا الحديث على قولين :
- الاول: منهم من قال إن مقصود الحديث إخباره أن الله كان موجودا وحده ثم إنه ابتدأ احداث جميع الحوادث ....وأن الله صار فاعلا بعد أن لم يكن يفعل شيئا من الازل الى حين ابتداء الفعل : ولا كان الفعل ممكنا له - تعال الله عما يقولون - ثم هؤلاء تفرقوا لقون والى أقوال
وهذه الاقوال ترجع الى الجهمية والمعتزلة والاشاعرة والماتوريدة وغيرهم من أهل الأهواء وهذه المسألة لها تعلق بباب الاسماء والصفات* فتنبه* وهؤلاء لايجعلون الله متكلم وخالق في الأزل بل يجعلونه معطلا من الخلق والكلام قبل أن يخلق هذا العالم

- القول الثاني : إنه ليس مراد الرسول هذا بل الحديث يناقض هذا ومراده صلى الله عليه وسلم عن خلق هذا العالم المشهود الذي خلقه الله في ستة أيام ثم استوى على العرش كما أخبر عزوجل في القرآن .......والدليل على القول الثاني وجوه
** * **
ــ أحدها :أن قول أهل اليمن جئناك لنسألك عن أول هذا الامر إما انيكون الامر المشار إليه هذا العالم أو جنس المخلوقات .فإن كان المراد الاول كان النبي صلى الله عليه وسلم قد أجابهم لأنه أخبرهم عن أول خلق هذا العالم
وإن كان المراد الثاني لم يكن قد أجابهم لأنه لم يذكر أول الخلق مطلقا بل قال
كان الله ولم يكن شيء قبله وكان عرشه على الماء وكتب في الذكر كل شيء وخلق السموات والارض .فلم يذكر الا خلق السموات والارض ولم يذكر خلق العرش مع أن العرش مخلوق أيضا ......وإذا كان قد أجابهم بهذا علم أنهم إنما سألوه عن هذا ولم يسألوه عن الاول الخلق مطلقا....والنبي منزه عن هذا.....والمقصود أن النبي صلى الله عليه وسلم أجابهم عما سألوه عنه ولم يذكر إلا ابتداء خلق السموات والارض فدل على أن قولهم لنسألك عن أول هذاالامر؟ كان مرادهم : خلق هذا العالم والله أعلم .
** * **
ــ الوجه الثاني : قولهم : عن هذا الامر إشارة الى حاضر موجود ....وهو المأمور الذي كونه الله بأمره وهذا هو مرادهم ......ولو سألوه عن أول الخلق مطلقا لم يشيروا إليه بهذا .....فعلم أن سؤالهم كان عن أول هذا العالم المشهود .
** * **
ــ الوجه الثالث :...فالذي ثبت عنه صلى الله عليه وسلم في الحديث لفظ قبل فقد ثبت في صحيخ مسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يقول في دعائه أنت الأول فليس قبلك شيء وأنت الاخر فليس بعدك شيء وأنت الظاهر فليس فوقك شيء وأنت الباطن فليس دونك شيء وهذا موافق ومفسر لقوله تعالى هو الاول والاخر والظهر والباطن .
..فلفظ قبل هو الثابت عنه صلى الله عليه وسلم واللفظان الاخران روي بالمعنى لأن الواقع واحدة أي حديث عمران ابن حصين ....وهذا ماعليه أكثر أهل الحديث مثل الحميدي والبغوي وابن كثير وغيرهم إذا كان إنما قال كان الله ولم يكن شيء قبله لم يكن في هذا اللفظ تعرض لابتداء الحوادث اي المخلوقات ولا لأول المخلوقات .
* وهذا مايوافق مانصره أهل السنة والجماعة كما قرر سابقا مثل قول عثمان بن سعيد الدارمي رحمة الله عليه
قال عثمان بن سعيد رحمة الله عليه :كل حي فعَّال , ولم يكن ربنا تعالى قط في وقت من الأوقات معطلا عن الكماله , من الكلام والارادة والفعل *

** * **
قلت هذا ماتم لي نقله هذه الصبيحة من كلام شيخ الاسلام في شرحه لحديث عمران بن حصين رضي الله عنه بشيء من الاختصار والتصرف ليظهر المراد ومابقي أجعله في المداخلات القادمة إن شاء الله
وأرجوا ان تكون المسألة اتضحت لك اخي كوبي وإن بقي أي إشكال فاتمنى طرحه
لأن كلام شيخ الاسلام في المسألة كثير فإذا كان هناك سؤال أو أي إشكال إكتفينا بنقل الشاهد من كلام الشيخ رحمه الله واكرمه بجوار الله العلي العظيم
والله ولي التوفيق
.