صحيح مسلم بشرح النووي


‏قوله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله يقول يوم القيامة : أين المتحابون بجلالي ؟ اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي ) ‏
‏فيه دليل لجواز قول الإنسان . الله يقول , وهو الصواب الذي عليه العلماء كافة إلا ما قدمناه في كتاب الإيمان عن بعض السلف من كراهة ذلك , وأنه لا يقال : يقول الله , بل يقال : قال الله , وقدمنا أنه جاء بجوازه القرآن في قوله تعالى : { والله يقول الحق } وأحاديث صحيحة كثيرة . قوله تعالى : ( المتحابون بجلالي ) أي بعظمتي وطاعتي لا للدنيا . وقوله تعالى : ( يوم لا ظل إلا ظلي ) أي أنه لا يكون من له ظل مجازا كما في الدنيا . وجاء في غير مسلم : ظل عرشي قال القاضي : ظاهره أنه في ظله من الحر والشمس , ووهج الموقف وأنفاس الخلق . قال : وهذا قول الأكثرين . وقال عيسى بن دينار : ومعناه كفه عن المكاره , وإكرامه , وجعله في كنفه وستره , ومنه قولهم : السلطان ظل الله في الأرض . وقيل : يحتمل أن الظل هنا عبارة عن الراحة والنعيم , يقال : هو في عيش ظليل أي طيب . ‏