و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
غالبًا أعتذر ، و إن أخطأت في حق أحدهم فإني أستخدم الأسلوب الذي به لا يوّلد الكراهية أو الهجر بيننا ، أستخدم الأسلوب المناسب لذلك الموقف ، بالطبع قد يكون أسلوبي هذا الذي استخدمته إعتذار بطريقة غير مباشرة ، فإن استخدمت أسلوب مميز أو أسلوب يتوافق و يتراكب مع ذلك الموقف الذي أخطأت به ، قد يهوّن من المشكلة و من الكراهية و الحقد و الزعل و يجعل الشخص الآخر غير متوتر الأعصاب ، أي أني يجب أن أعتذر إن تبين أني مخطأ ، و لكن ليس شرطًا أن يكون الإعتذار بكلمات فقط ! كـ [ آسف ، أرجو المعذرة ، أخطأت بحقك فسامحني ، أرجوووك آسف ، الخ ... ] فأنت تصيغ اعتذارك و تدمجه بأسلوبك و بأفعالك ، و بعد أن تُقدم إعتذارك بالطريقة الصائبة ، تعوّض المُخْطَأ بِحَقِّه بطريقة مباشرة أو غير مباشرة ، بحيث تزيد من المحبة ، و تبتعد عن العنآد و كل صفةٍ ذميمة ، بالطبع هذا يعتمد في أسلوب و طريقة إعتذارك ، و قد لا يخطأ المرأ بحق الآخر و لكنه قد يفعل أمرًا ما و يعتذر عليه تواضعًا أو تقديرًا و احترمًا لغيره ، هذا في ما يتعلق بالمخطأ و للبقية كلام .
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
و أما من ناحية المُخْطَأ عَلَيْه ، فما هي الخسارة التي خسرها ؟ ، [ خسر آنية غاليةً مُهداةً من صديقه أو أخاه أو أمه أو أبيه أو شخص غالي ، أم خسر آنيةً غاليةً الثمن و متقنة الصنع ؟ ، أم أنه خسر ثقته بشخص تعرف عليه ثم خانه ذلك الشخص أو خدعه أو مكر به ؟ ، أم خسر نفسه أو جزءًا منها ؟ أم خسر سيارته إذ أن شخصًا يعرفه حطمها له دون قصد منه ؟ أم خسر خسارةً قويةً غيّرت حاله و جعلت حالته حالةً لا يرثى لها ؟ ] ، مهما كانت تلك الخسارة ، فهي خسارة في الدنيا ، و نَعَمْْْ ، مؤلم جدًا أن تثق بشخص ثم تراه يستعمل ثقتك في ما يضرك ، مؤلمٌ جدًا أن شخصًا حطّم لكَ شيئًا ثمينًا أو غاليًا على قلبك ، مؤلمٌ جدًا أن يتدخل في أمورك الشخصية شخصٌ تحترمه و تكن له التقدير و الإحترام كأن يسألك في وقتٍ صعب عليك ، مؤلمٌ و مثيرٌ للتعصب أن تجد شخصًا أهانكَ بطريقةٍ مهينة ثم اعتذر اليك و كأن شيئًا لم يكن ، و أن يتناقش معك شخصٌ في أمرٍ ثم يدخل في أمور مختلفةٌ بينكما ، و إذْ بكل واحدٍ يطرح ما يثق به على أنه الصحيح بدليلٍ أو غيره و لكنْ ، لا تتفقان و تُثار العصبية إذ يتبين أنه هو المخطأ ، أ, أن يجرحك شخصٌ بكلامه و لا يشعر بذلك و لا يقدر شعور الآخرين و لا حالهم و لا يحترمهم مع أنه يحبهم ، و قد يتكلم بكلمات تأتي بالحزن و الإكتئاب و إنسداد النفس و العصبية و تصادم التفكير و يزيد الطين بلّة ، ثم بعد هذا ، يأتي بكل بســـــــآطة ليقول : آسف ، أعتذر ، الخ ... ، وما يستطيع تعويضك فيما جلبه لك أو أنَّ ما فعله لك أمرٌ لا يمكنُ المسامحة عليه
بالنسبة لي ، فقد تعرّضت لمواقف كثيرة أُسِيئ لي فيها ، مع ذلك تارةً أتعصب فأفقد إنضباطي و لا أسامح ، و تارةً أتعصب داخليًا و أبدأ بالتحدث في نفسي عن الرد الذي يجب أن يكون على ذلك الذي أسآء إلي و بالطبع يكون التفكير متعصبًا جدًا [ أقول لازم أضربه ، لازم أرد له الصاع صاعين ، الخ ... ] لكن في النهاية لا أفعل ما أقول في نفسي ، و أبقى أتعرض هكذا للإساءة و أصبر على ما يأتي ، هكذا تعلمت أمرًا قد يكون صحيحًا للآخرين و قد يكون خاطئًا لهم ، وهو أن تصبر على كل ما يصيبك أو ما يأتيك من أنواع المشاكل أو الكلام أو التعاملات ، و تحاول أن تخرج من ذلك الأمر بأحسن صورة ، ربما يوفقكَ الله في أن تجعل الشخص المخطأ شخصًا صالحًا يتعلم من خطأه ، حتى و إن كان شخصًا صعب التعلم فتعامل معه بأسلوب ينجذب به اليك و لا ينفر به منك أو يعاندك ، فلتكن أنت الشخص العاقل [ و لا أقصد أن تكون متكبرًا ] ، إصبر و تعامل بالأسلوب الصحيح ، تستطيع أن تدعي على من ظلمك فدعاء المظلوم مستجاب و لكَ أنت القرآر ، أتريد الدعاء عليه بأن تحل عليه مصيبة أو كارثة أو أن يُرَدْ لَه بمثل ما فعله لك ؟ أم تريد الدعاء عليه بالموت ؟ أم تريد الدهاء له بأن يصلح الله شأنه و يجعله شخصًا صالحًا ؟ ، إختر الخيار الذي يصلح الأمر و يجعله أفضل ، ربما يكون هذا العمل السّليم سببًا ليعفو الله عنك أو لأن يبارك فيك و يرزقك من حيث لا تحتسب ، فلتقتفوا من تعاملات سيدنا و حبيبنا محمدٍ صلى الله عليه و سلم و تعملو مثله ، و فعلًا أجد أني لا أستطيع الإعتذار أو أن أقول آسف حتى للبعض لأني أكون منحرج كثيرًا أو أني أجد الأمر في ذلك صعب علي و أني مذنب و أبقى نادمً و ألوم نفسي على ذلك [ ذلك في حالات ]
و لا يعني أن من يعتذر كثيرًا يخطأ كثيرًا و لا أن من يخطأ كثيرًا يعتذر كثيرًا .
[ مهما كان الضرر ، قوي قلبك بالله و إيمانك ، و أحتسب الأجر ، و اصبر و لا تجعل في قلبك مثقال ذرة من كبر ، أو حقد ، و استفد من حياة حبيبنا و سيدنا ، الرسول محمدٍ صلى الله عليه وسلم و من حياة الصحآبة و التابعين و السلف الصالح ، اجعل صلتك و ثقتك بالله قوية [ الحبل الذي لا ينقطع ] .
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
و شكرًا جزيلًا لكِ cutie#1 على هذا الموضوع الجميل و الرائع ، و المعذرة إنْ أطلت كتابتي فقد حاولت أن أضع الأبلغ و مختصر و لكنَّ قاموسي ما زال بحاجة للمزيد ، و جزاكِ الله خيرًا و يسر أموركِ و أسعدكِ في الدنيا و الآخرة .
رد مع اقتباس


المفضلات