الحمد لله خالق الخلق ومدبرهم، ورازق العباد وكافيهم، وإليه مرجعهم، وعليه حسابهم، نحمده على نعمه وآلائه، ونشكره على عطائه وإحسانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
أين شكرنا لنعم ربنا علينا؟! وأين إحساسنا بمصاب إخواننا؟! ألا نخاف أن تسلب نعمنا كما سلبت من غيرنا؟! ثم كيف نقابل ربنا للحساب وهذه نعمه تترا علينا، ونحن لا زلنا في سرفنا ولهونا وغفلتنا، وقد رأينا النذر من بين أيدينا ومن خلفنا؟!
ألا نقتصد في سرفنا ولهونا؛ شكرا لربنا، ومواساة لإخواننا، وإحساسا بمصاب غيرنا، فإن هذه الغفلة المطبقة مع كثرة النعم، وتتابع النذر؛ مؤذنة بعقوبات الدنيا، وإذا حلت العقوبة فلات حين مندم، وسؤال الآخرة أعظم وأشد [ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ] {التَّكاثر:8} [فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ] {الأنعام:44}.
وصلوا وسلموا على نبيكم.....