قال تعالى :وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ( سورة فاطر )الشكور مبالغة من شكر ، ودائماً أسماء المبالغة إذا اقترنت بأسماء الله الحسنى فتعني إما عدد الشُكر أو حجم الشُكر .معنى " الشكور " ، أنه يعطي الشيء الذي لا نهاية له ، الذي لا حدود له كما قال ربنا في الحديث القدسي : " أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر " فالشكور الذي إذا نَوَّل أجزل ، وإذا أطيع بالقليل قبل وهو الذي يقبل القليل ويعطي الجزيل ، وهو الذي يقبل اليسير من الطاعات ويعطي الكثير من الدرجات.قال تعالى :وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا(سورة الإنسان)الله سمى ما أعد لك في الجنة ملكاً كبيراً ، هذا معنى "الشكور" يعني شيء لا يُقدّر بثمن، مقابل شيءٍ قليل جداً قدمته نلت به شيئاً كثيراً .والمعنى الآخر لكلمة " شكور " هو المعنى العددي ، يعني لا يمكن أن تقدم شيئاً لله عز وجل إلا ويشكرك عليه .قال تعالى:مَّا يَفْعَلُ اللّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ وَكَانَ اللّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا(سورة النساء)فهو يعلم أي عمل مهما بدا صغيراً ، لو أنقذت فراشةً , لو رحمت إنساناً ، لو أمّنت إنساناً خائفاً ، أو هدأت من روع إنسان خائف ، لو طمأنت إنساناً ، لو أطعمت إنساناً جائعاً ، كل شيءٍ محفوظ عِنَدَ الله ، فكلمة " شكور " إما لحجم " الشُكر " وإما لعدد مرات الشُكر ، وهي مبالغة اسم فاعل .فإن الشُكر يكون بالثناء بالثناء ، فالربّ سبحانه وتعالى إذا أثنى على عبده فقد شكره ، أنت تثني على الله في مجالسك والناس يحبونك يحبونك لأحاديثك هذه ويمدحونك في غيبتك ، هذا شُكر الله لك ، إذا أحسنت للعباد يُحسن الله إليك .قال تعالى :هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ(سورة الرحمن)والإمام الغزالي له كلمة ، قال : " إذا كان الذي أخذ فأثنى شكوراً فالذي أعطى وأثنى أولى أن يكون شكوراً ".وفي البخاري: يقول الله عز وجل: "من ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم "الشكر يتوجه لمن ؟ إما إلى الخالق وإما إلى المخلوق ، ومن ثم فشكر الخالق مستحيل ، أي أنك يستحيل عليه أن توفيه بشكرك له ، لماذا ؟ قالوا : لأن شُكر النعمة مشروط بمعرفة هذه النعمة ، وما دامت معرفة النعمة مستحيلة فالشُكر مستحيل ، والدليل:قال تعالى:وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ(سورة النحل)ما دام يستحيل عليك أن تعرف نعمة الله كما هي إذاً يستحيل أن تشكر الله حق الشُكر ، لهذا ماذا قال النبي : سبحانك لا نحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك .________________________للإستماع للمحاضرة الخاصة باسم " الشكور"ـ
و بصوت الدكتور محمد راتب النابلسي____________________
في حفظ الله ورعايته



رد مع اقتباس




المفضلات