النبي صلى الله عليه وسلم يبين

لنا المقصود الحقيقي من دلالات الألفاظ فكلمة المفلس لها دلالة عند الناس

ولها دلالة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم

ودلالة المفلس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم هي الدلالة

التي ينبغي ان نأخذ بها في هذه الحياة وهذا الحديث النبوي الشريف بدأه الرسول بالاستفهام للتشويق

حيث سألهم الحبيب المصطفى عن المفلس من هو؟ فأجابوا بما هو جار في عرفهم وبلغة علمهم: المفلس


فينا من لا درهم له ولا متاع وهم بعد هذه الاجابة يتطلعون الى إخبار الرسول صلى الله عليه وسلم وبيانه


لحقيقة المفلس فلقد أثار وجدانهم ونبه عقولهم فجرى في خيالهم مفلس الدنيا الذي لا درهم له ولا متاع ثم

تشوقوا الى ما سيقوله الرسول صلى الله عليه وسلم عن حقيقة المفلس فجاء بعد هذا التشويق وقال: ان

المفلس الحقيقي هو المفلس من الحسنات يوم القيامة الذي عمل أعمالا صالحة فضيع ثوابها وضيع حسناته

بسبب ظلمه فالناس لم يسلموا من لسانه ولا من يده ولقد شتم وسفك وضرب وقذف ونهب الاموال وأكلها

ذلك هو المفلس الذي شوقهم النبي صلى الله عليه وسلم الى معرفته. فليس المال والمتاع بالشيء المخيف

ولا بالأمر الخطير ولكن الافلاس الحقيقي هو تضييع الأعمال الصالحة والحسنات التي تقرب العبد من ربه

وتجعله سعيدا في آخرته.


.. فكم من أناس ملكوا الدنيا، وكدسوا الثروات الضخمة وعاشوا في هذه الحياة مترفين ولكنهم كانوا تعساء

لأنهم أناس مفلسون، قد ذهبت حسناتهم وذهبت الى أولئك المظلومين الذين اعتدي عليهم. وهكذا يبين

عليه الصلاة والسلام حقيقة المفلس (من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ويأتي وقد شتم هذا وسب

هذا وقذف هذا وأكل مال هذا.. الخ) أفليس في هذا ما يدعو الى الحسرة؟! ان يجمع الانسان الحسنات ثم

يأتي يوم القيامة وقد ذهبت الخصومة ولم يبق له منها إلا سيئات خصومه الذين ظلمهم في الدنيا فتطرح

عليه ثم تكون نهايته صفر اليدين؟ اللهم جنبنا السوء والفحشاء واجعلنا من عبادك الصالحين.

***

وموضوع رائع جدا وبارك الله فيك

اسف على الاطالة