السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

تحية طيبة وبعد..

توقفت عند هذا الكتاب كنت قد قرأته منذ عامين تقريبا وعندما رأيته مرة أخرى قررت أن اقرأه مرة أخرى ..
فقلت لأضعه بين أيديكم ..أتمنى أن يعجبكم وتستفيدوا منه .. : )

الكتاب :قصص التائبين في عنبر الحياة .. الإعدام سابقا..
المؤلف: الدكتور أحمد فريد ..

ما بعد المقدمة -قمت بالاختصار قدر الاستطاعة- ^^"

يقول الكاتب:


(كانت تطالعنا الجرائد اليومية،والمجلات التي تخصصت في نشر أخبار الحوادث،بجرائم شنيعة تقشعر منها جلود المؤمنين،وتطيش عقولهم من هول ما يقرأون ويشاهدون..وتشير هذه الحوادث إلى أن أصحابها تجردوا من دينهم،وإنسانيتهم وآدميتهم ،وإلا فكيف يجرؤ من فيه بقايا من الآدمية على سفك دم أمه وأبيه.

جمع القدر بين هؤلاء الشباب الذين وقعوا في هذه الجرائم الشنعاء،وبين أحد إخواننا الكلام الذين تربوا في ربوع الدعوة السلفية المباركة وهو (أبو عبد الرحمن)حيث قدر له أن يسجن في عنبر الحياة -الإعدام سابقا-، فإذا به يتعرف على الشباب الذي يرتدي البدلة الحمراء،بعد أن حكم عليه بالإعدام،ففتح لهم قلبه واستمع إلى قصصهم -قصص الضياع والجريمة والشقاء- فشكوا إليه ما يقطع قلوبهم مما جنت أيديهم ،وسالت الدموع غزيرة تحكي مرارة الألم الذي يعصر قلوبم كلما تذكروا جرائمهم النكراء، وكأنهم كانوا في عالم غير الذي نعيشه ،أو كانوا سكارى ثم أفاقوا من سكرهم على الواقع المرير،إنهم قتلوا بأيديهم أَحَنَّ عليهم ,وأرحم الناس بهم ،وهم الآن يرتدون البدلة الحمراء ،وينتظرون مع إشراق كل صباح أن يفتح عليهم باب الزنزانة،حتى يلاقوا جزاء جرائمهم ,فيساقون إلى حبل المشنقة ,وكيف يكون حال من قتل أمه وأباه في الآخرة،إنها ظلمات بعضها فوق بعض ،إذا أخرج يده لم يكد يراها ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور ، إنه ضنك وشقاء وهم وغم وحزن في الدنيا ينتقل منه إن لم يتداركه الله برحمته إلى حفرة من حفر النار في القبور ،ثم الحساب الذي لم يكن في حسابه ,ثم النار نعوذ بالله من حال أهل البوار،إنها مفاوز ومتاهات وفيافي وقفار كلها تبشر وتنذر بالسخط والهلاك والبوار والدمار،ومنهم من فكر وهو ينتقل إلى هذا السجن في الانتحار ،ويظن أنه هو الحل لما هو فيه من شقاء،ولا يظن أنه يستعجل بذلك عذاب الآخرة،وعذاب الآخرة أدهى وأمر..

مارس أخونا الفاضل (أبو عبد الرحمن )وظيفته في الدعوة إلى الله -عزوجل-مع هذا الشباب الضائع المهموم المغموم ،وكان فقيها في دعوته ،وفتح لهم باب الرجاء وحدثهم عن رحمة الله، وذكرهم بقول الله عزوجل "قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم" [الزمر:53]..وحدثهم عن قاتل المائة نفس وكان صادقا في توبته.

ونحسب أخانا أبو عبد الرحمن كان من المخلصين في دعوتهم ،فيتسرب النور إلى قلوبهم فتحيا بعد أن أوشكت على الموت قبل أن تموت أجسادهم،وإذا بالظلمات تتبدد من قلوبهم،فتسابقوا إلى حفظ القرآن،والقيام،والصيام،والذكر،والاستغفار،وإذا بالخوف من حبل المشنقة ينقلب إلى حب له ،لأنه يطهرهم ويسرع بهم إلى أرحم الراحمين..

فما عرفوا الحياة الحقيقة إلا في هذا المكان ،وقد كانوا من قبل يعيشون كالأنعام..

قال تعالى :"أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها" [الأنعام :122]
فأطلقوا على عنبر الإعدام -الذي ماعرفوا الحقيقة إلا فيه- عنبر الحياة ،وأطلقوا على حبل المشنقة حبل الحياة لأنه يوصلهم إلى رحمة الله -عز وجل-.)

قام الكاتب بكتابة عدة وقفات حتى ينتفع الناس بهذه القصص..
في ردي القادم أقوم بكتابة ما تيسر بإذن الرحمن..