اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة sharloc holmez مشاهدة المشاركة


أخي بوب ...

عدت بعد ان أمعنت النظر طويلا .

أسليك بقولي هون عليك و خفف على نفسك و لا تحزن فلعل او لعل .

عليك بالحب ... الحب في الله ... ليس هناك أفضل منه ... و لا أحلى منه ... و تبين من تخالل فإنه مرآتك و أنت مرآته يعرف كل منكما الآخر بصاحبه و يحشر مع من احب من أصحابه ... فلا تجعل اختيارك مبينيا إلا على إيمان قوي و سيرة عطرة و أخلاق كريمة ...



أتعرف من الصديق :

الصديق من صادقك لا من صدَّقَــك .
الصديق من ذكرتك رؤيته بالله تعالــى .
الصديق من كانت
سريرته و عـلانيته لك .
الصديق من يرى زينك زينه وشينك شينـه .
الصديق من لا تغيره عليك ولاية و لا مـــــــال .

الصديق الحقيقي هو من يحبــــــــــك في الله .

و قال الحبيب المصطفى : ( من سره أن يجد حلاوة الإيمان فليحب المرء لا يحبه إلا لله )
و من السبعة الذين يظلهم الله في ظله : ( رجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه )
و يقال لهم يوم القيامة : ( أين المتحابون بجلالي اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي )
و يقول الأدباء :
( ما فائدة الكلام إن لم يسمعني صديق )



لكن تذكر :

أنه ليس منا من هو كامل أو معصوم عن الخطأ ، فنـحــن بــشر كـلنا يخطئ ولكلٍ ظروف و مشاكل حياتية مختلفة علينا مراعاتها و تقديرها لتكون الحياة أجمل وأنقى و نعيش بشرا , وبذلك يكون شريط الذكريات لدقائق العمر القصــير يستحق أن يـــراه مــن يـــأتي بعدنا .

ورد في الأثر : خُذ ما صَفا ودَع ما كَدَر
و ورد أيضا : إذا زل أخٌ من إخوانكم فاطلبوا له سبعين عذراً ، فإن لم تقبله قلوبكم فاعلموا أن المعيب أنفسكم ؛ حيث ظهر لمسلم سبعين عذراً فلم تقبله .



لقد نسيت نفسي و أطلت في الحديث لذا أتوقف عند هذا القدر و أوصيك بثلاث وصايا بعد تخيِّرِ الأصحاب :

أحسن الظن بمن تصاحبه . و إياك إياك أن تظن شرا بهم فلذلك عواقب وخيمة و أحذرك التكلف فيما ليس فيك .

تفكر لو أن هذا الشخص قد توفي الليلة ، ماذا سيكون موقفك ؟ فعامل أصدقائك و كأنك مفارقهم فلا تغضب و لا تخاصم و لا تبغض أحدا .

أخيرا عامل الناس بما تحب أن يعاملوك به لا بما يستحقون ان تعاملهم به فكريم الاخلاق يبقى كريم الأخلاق حتى مع اللئام .

رزقك الله بأصدقاء يحبونك في الله و تحبهم في الله وجمعك الله بمن تحب في جنات النعيم و ألف قلوبكم على الحب و المودة و ألهمكم العفو و الإحسان ... آمين يا رب العالمين ...



و في الختام لك مني هذه القصة الرائعة تفكر فيها و تأمل فوالله فيها ما تدمع العين له : -

يقول أحد الشيوخ :

جاءنتي في يوم من الأيام جنازة لشاب لم يبلغ الأربعين ، ومع الشاب مجموعة من أقاربه ، لفت انتباهي ، شاب في مثل سن الميت يبكي بحرقة ، شاركني الغسيل ، وهو بين أنين ونشيج وبكاء رهيب يحاول كتمانه ، أما دموعه فكانت تجري بلا انقطاع وبين لحظةٍ وأخرى أصبره وأذكره بعظم أجر الصبر و لسانه لا يتوقف عن قول : إنا لله وإنا إليه راجعون ، لا حول ولا قوة إلا بالله .

هذه الكلمات كانت تريحني قليلاً فبكاؤه أفقدني التركيز ، هتفت به : إن الله أرحم بأخيك منك ، وعليك بالصبر , التفت نحوي وقال : إنه ليس أخي .

ألجمتني المفاجأة ، مستحيل ، وهذا البكاء وهذا النحيب , نعم إنه ليس أخي ، لكنه أغلى وأعز عليّ من أخي ، سكت ورحت أنظر إليه بتعجب ، بينما واصل حديثه .

إنه صديق الطفولة ، زميل الدراسة ، نجلس معاً في الصف وفي ساحة المدرسة ، ونلعب سوياً في الحارة ، تجمعنا براءة الأطفال مرحهم ولهوهم , كبرنا وكبرت العلاقة بيننا ، أصبحنا لا نفترق إلا دقائق معدودة ، ثم نعود لنلتقي ، تخرجنا من المرحلة الثانوية ثم الجامعة معاً ، التحقنا بعمل واحد ، تزوجنا أختين ، وسكنا في شقتين متقابلتين ، رزقني الله بابن وبنت ، وهو أيضاً رُزق ببنت وابن ، عشنا معاً أفراحنا وأحزاننا ، يزيد الفرح عندما نجتمع ، وتنتهي الأحزان عندما نلتقي .

اشتركنا في الطعام والشراب والسيارة ، نذهب سوياً ونعود سوياً ، واليوم ... توقفت الكلمة على شفتيه وأجهش بالبكاء …
يا شيخ هل يوجد في الدنيا مثلنا ؟؟

خنقتني العبرة ، تذكرت أخي البعيد عني ، لا .. لا يوجد مثلكما .. أخذت أردد ، سبحان الله ، سبحان الله ، وأبكي رثاء لحاله … انتهيت من غسله ، وأقبل ذلك الشاب يقبله ….. لقد كان المشهد مؤثراً ، فقد كان ينشق من شدة البكاء ، حتى ظننت أنه سيهلك في تلك اللحظة … راح يقبل وجهه ورأسه ، ويبلله بدموعه … أمسك به الحاضرون وأخرجوه لكي نصلي عليه …

وبعد الصلاة توجهنا بالجنازة إلى المقبرة … أما الشاب فقد أحاط به أقاربه … فكانت جنازة تحمل على الأكتاف ، وهو جنازة تدب على الأرض دبيباً … وعند القبر وقف باكياً ، يسنده بعض أقاربه … سكن قليلاً ، وقام يدعو ، ويدعو … انصرف الجميع …

عدت إلى المنزل وبي من الحزن العظيم ما لا يعلمه إلا الله ، وتقف عنده الكلمات عاجزة عن التعبير … وفي اليوم الثاني وبعد صلاة العصر ، حضرت جنازة لشاب ، أخذت أتأملها ، الوجه ليس غريب ، شعرت بأنني أعرفه ، ولكن أين شاهدته … نظرت إلى الأب المكلوم ، هذا الوجه أعرفه … تقاطر الدمع على خديه ، وانطلق الصوت حزيناً … يا شيخ لقد كان بالأمس مع صديقه … يا شيخ بالأمس كان يناول المقص والكفن ، يقلب صديقه ، يمسك بيده ، بالأمس كان يبكي فراق صديق طفولته وشبابه ، ثم انخرط في البكاء … انقشع الحجاب ، تذكرته ، تذكرت بكاءه ونحيبه …

رددت بصوت مرتفع : كيف مات ؟ عرضت زوجته عليه الطعام ، فلم يقدر على تناوله ، قرر أن ينام ، وعند صلاة العصر جاءت لتوقظه فوجدته ، وهنا سكت الأب ومسح دمعاً تحدر على خديه ، رحمه الله لم يتحمل الصدمة في وفاة صديقه ، وأخذ يردد : إنا لله وإنا إليه راجعون …إنا لله وإنا إليه راجعون ، اصبر واحتسب ، اسأل الله أن يجمعه مع رفيقه في الجنة ، يوم أن ينادي الجبار عز وجل : أين المتحابين فيِّ اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي … قمت بتغسيله ، وتكفينه ، ثم صلينا عليه …. توجهنا بالجنازة إلى القبر ، وهناك كانت المفاجأة … لقد وجدنا القبر المجاور لقبر صديقه فارغاً …

قلت في نفسي: مستحيل .. منذ الأمس لم تأت جنازة ، لم يحدث هذا من قبل… أنزلناه في القبر الفارغ ، وضعت يدي على الجدار الذي يفصل بينهما ، وأنا أردد،

يا لها من قصة عجيبة ، اجتمعا في الحياة صغاراً وكباراً ، وجمعت القبور بينهما أمواتاً … خرجت من القبر ووقفت أدعو لهما : اللهم اغفر لهما وأرحمهما ، اللهم واجمع بينهما في جنات النعيم على سرر متقابلين ، في مقعد صدق عند مليك مقتدر ، ومسحت دمعة جرت ، ثم انطلقت أعزي أقاربهما …



هم..أكثر رد ريحني ردك شكرا جزيلا لك حقا وجدت الحل لمشكلتي وسأرى في أمري بعد إجراء بعض التحقيقات الازمة ^^

بالنسبة للقصة سمعتها في برنامج مشاهد بقناة الوطن