كان جالسا على الكرسي في قاعة الانتظار,يقرأ الجريدة اليومية ويطالع العنواين الرئيسية,حتى انتبه فجأة!النداء الأخير للرحلة المتوجهة لفرانكفورت,قال لنفسه: هل أحضرت جواز السفر يا ترى؟ ولم أحتاجه فقد ولدت هناك وعندي الجنسية الألمانية وبينما كان يمشي كان مخاطبا نفسه حتى وصل إلى الباب فطلب منه الموظف إبراز التذكرة وسمح له بالدخول,ولاحظ أنه قد دخل من باب كبار الشخصيات,وكان هناك شخصان حوله,شخص يحمل أمتعته والآخر يوبخ الموظف الذي طلب منه إبراز التذكرة,
وعندما وصل للطائرة تفاجأ بأنها طائرة صغيرة فلما سأل عنها,ضحك الشخص الذي يحمل الأمتعة وقال: أنسيت ياسيدي إنها طائرتك الخاصة,فصمت متعجبا وأكمل المشي حتى ركب الطائرة,انتظر قليلا وجاء كابتن الطائرة قائلا: كيف حالك يا طويل العمر؟منذ زمن لم نرك, فتبسم يزيد في وجهه وصمت لبرهة ثم سأل الكابتن:كم ساعة مدة الرحلة؟ قال الكابتن: في الطائرات العادية 6 ساعات ولكني لا أعلم عن طائرتك الجديدة,ولكن بكل حال لا تهتم ستصل في جميع الأحوال,وكانت الساعة الثالثة عندما سأله السؤال,ثم شرب العصير المقدم له وغرق في النوم,
استيقظ من نومه على صوت المضيف:وصلنا يا طويل العمر,وسأل يزيد المضيف: كم الساعة؟ فأجابه المضيف:الساعة الآن الرابعة,فشكره يزيد,ونزل من الطائرة وتعجب يزيد من صغر الطائرة بجانب الطائرات الضخمة كأنها نملة بجانب فيل,ولمح من بعيد ليموزين ولما وصل الليموزين حمل المضيف أمتعة يزيد في الليموزين وركب يزيد وألقى نظرة خاطفة على السائق فرآه بملامح عربية,فسأله من أين؟ فرد عليه السائق: من السعودية يا طويل العمر, فاستغرب يزيد من السعودية؟؟!
فسأله يزيد: ومالذي أتى بك هنا؟ فرد السائق للدراسة ولكني أعمل في الإجازات وهذا عملي الحالي, فسأله يزيد عن اسمه فرد: معاك اخوك ناصر, فضحك يزيد وقال: عاشت الأسامي يا ناصر اسمك مثل اسم الوالد,فسأله ناصر يزيد: الوالد حي؟ فرد يزيد: ايه الحمدلله,فقال ناصر: الله يحفظك لك ,إذا رجعت للسعودية سوف أزور والدك, سأل ناصر يزيد: مالذي أتى أبك إلى هنا يايزيد خيرا إن شاء الله؟ فرد يزيد: الحمدلله لا يوجد شي فقط مرور ﻷن رحلتي غدا إلى مونتريال لزيارة صديق قديم لي, فقال ناصر: الله يوفقك ,
وقال ناصر:ما رأيك يايزيد أن أريك معالم المدينة فدوامي ينتهي بعد دقائق, فشكره يزيد وقال: إني جائع فما رأيك أن نذهب للمطعم؟,فقال ناصر:سوف أوصلك ولكن بشرط العشاء على حسابي أنت ضيفي, فقال يزيد: لا لا مايجوز الحساب علي,فقال ناصر: ليست مشكلة نذهب للمطعم ويصير خير , فذهب به لمطعم عربي يقدم مأكولات شامية,فطلب ناصر سلطة خضراء وماء,وطلب يزيد بعض المشويات, وبينما كان يزيد يأكل الطعام تذكر زيارته الأخيرة لسوريا وماحدث فيها أنه أضاع محفظته عندما كان في المطعم,وعندما انتهى الاثنان وجاءت الفاتورة أراد يزيد أن يدفع الفاتورة,فأدخل يده في جبيه فتفاجأ بأن محفظته خالية من المال ولا يوجد فيها غير بطاقته الائتمانية المنتهية, فانقلب وجه يزيد وتغير لونه للأحمر, وأخبر ناصر بالوضع فقال ناصر: لاعليك أنت ضيفي لا تهتم,
ومضى الاثنان فسأل ناصر يزيد إن كان يريد الذهاب لمكان معين, فقال يزيد: بصراحة أريد زيارة منزل الأديب غوته, فنظر ناصر في وجه يزيد وابتسم وقال: في المرة القادمة بإذن الله, واستقيظ يزيد على صوت النداء: النداء الأخير للرحلة رقم 1666 والمتجهة إلى الرياض, وما كانت رحلته إلى فرانكفورت إلا حلما أخرا من أحلامه بعدما كان يقرأ عن فرانكفورت في ملحق السياحة في تلك الجريدة التي كان يقرأها..تمت
المفضلات