أحسنتِ عزيزتي.. أحترم المتفائلين..
إنّ فلسفة السعادة..
هي فلسفةٌ بالية..
باهتة..
هشّة..
إن لم تكن كذلك..
فلماذا نحصي لكلّ نبضةٍ سعيدة..
عشرةً تعيسة..
لماذا نخافُ شعورنا بالسعادة..
ونهابُه..
ونحسبُ حساباً للتعاسةِ بعد لحظاتٍ من الضحك..
لماذا نخافُ الاقتراب من السعادة و الشعور بلذتها..
إن الاقتراب من السعادة..
يشبهُ اقتراب من يوشك على التجمد من النّار متلمساً الدفء..
يقترب ويقترب..
ليترك بينهُ وبينها مسافة..
خوفاً من أن يحترق..
والبشرُ يتركون مسافةً بينهم وبين سعادتهم دوماً..
لا يسمحون لأنفسهم بالاتغماس بها تماماً..
خوفاً من فقدانها..
لهذا..
ألا تعتبر..
فلسفةُ السعادة..فلسفةٌ بالية..؟!!
فلم نستشعرُ السعادة..ونبحثُ عنها إذاً..؟؟؟
لمَ السعادة فلسفة؟!
ليست فلسفة وإنما واقع وحقيقة..!
وليس صحيحاً أن البشر يتركون بينهم وبين سعادتهم مسافة دوماً..!
عندها.. لن أكون أنا من البشر..!
لا أعلم ما هي ظروفك التي أجبرتك على كل هذا التشاؤم.. وأسأل الله أن يفرجها عليك قريباً.. ولكن أجيبيني:
هل نمت يوماً جائعة.. متجمدة من البرد.. ينهش المرض والدك حتى ما يقوى إلا على الأنين.. وتبكي أمك بؤس الحياة وقلة الحيلة.. لا تملك حتى أن تحفظ شرفها وشرف بناتها..؟!
هل رغبت يوماً بكأس ماء ولم تحصلي عليه.. ولن تحصلي عليه..؟!
هل عمل إخوتك الصغار بعيداً عنكم في مناجم الفحم وقطع الأشجار ليطعموا أفواههم وينجوا بأرواحهم فقط؟!
هل بتَّ يوماً ترقبين النجوم ولا تعرفين من خلقها وبراها؟!
وفي الحياة مشاهد أقسى من هذه بكثير..
- - -
إذا كانت السعادة فلسفة.. فالحزن.. هو شيء يخلقه "بعضهم" من العدم.. كمن أحدث جرحاً بنفسه.. وظل يحكه ويحكه.. منتشياً بالألم الصادر عنه.. ويرى أن غيره لم يعرف هذا الطعم المسكر.. وأنه يجب على الجميع أن يجربوه..!
- - -
الحزن موجود في هذا العالم.. والسعادة كذلك.. وما من أحد منا إلا وجرب الاثنين .. ولكن المرء هو دليل نفسه..
لك تحيتي.. ودعواتٌ من القلب.. بحياة سعيدة هانئة.. وتذكري دائماً:
( من أصبح منكم آمناً في سربه ، معافى في جسده ، عنده قوت يومه ، فكأنما حيزت له الدنيا بأسرها )
.
.
.

رد مع اقتباس

المفضلات