فأيُّ لغاتٍ يا [ صــــمــــتُ ] ؟؟

[ابن الفاتح]

و عليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته ...

أخيتي سوس تشان ... صاحبة القلم الطيب ...

فعلا إنَّ طيبَ مآثر النفوس يظهر في طيبِ الحروف ... و أرفع أخلاق الأدباء تعرف من بين ثنايا السطور ...
بارك الله فيك على ما خطته يمينك ... من حكمةٍ و علمٍ و أدبٍ ... أظهرتها تلك الطلاسم في هذا النصِّ الجميل ...
زادكِ الله حلماً و رفعَ قدركِ دنيا و آخرة ... و أعز شأنك يا رب ...



و لنا تعليق بعد هذه القراءة :

صمت حليم كريم أخطأ البعض فهمه ... فأتبعه بصبرٍعلى أذاهم شديد ... و إصرار على الصبر و الصمت ... و فهم خاطىء من الآخرين من جديد ... فظنوا بأنه ضعف و استسلام و هزيمة ... فهنيئا لهم هذا النصر ... و هنيئا لنا أجر الصبر ...

و لي كذلك إضافة للتعقيب :

فلسفة الصمت فلسفة إسلامية الأصل ... إسلامية المنبت ... أدبية المنشأ ... كريمة النسب ...

و كثير ما نغفل عن اتباعها ...

فما الفرق بين الجهلاء و الحلماء ...
و ما الفرق بين المتذمرين و الصابرين ...
و ما الفرق بين المستسلمين و المتعففين ...
و ما الفرق بين الذين يعلمون و الذين لا يعلمون ...

ذاك هو الصمت الذي يفرق بينهم

إذا فما الفرق بين الصمت و الكلام ...

بعض الكلام قد يجرح ... قد يسيء ... و قد يقدح ... و قد يُحال قتالا بين المتحدثين ... و كذلك هو الكلام إن أخطأ ...
و هل يكبُّ الناسَ على وجوههم في النار إلا حصائد ألسنتهم ...
و باختصار ... إن لم يكن الكلام خيرا فالأولى هو الصمت ...
إذا فالصمت هنا صمت خير محمود ... و صمت صبر مشكور ...

و الصمت في هذه الحالة أجمل ... و هو كذلك أحق و أولى ... و لكن الصمت أيضا أحيانا ما يقتلُ ... و يؤلِمُ أحيانا كذلك و يُحرجُ ... فالأولى إذاً تخيُّر مواضعِ استخدام الصمت جيدا ... و الصبرُ عليهِ أيما صبرٍ ... ففي العادة من يصمت في نظر البعضِ هو الخاسر و هو المهزوم و هو المستسلم ... لكنه عند الله هو الأعلى و الأفضل ...



و هل أحسن من القرآن حديثا ؟!

(( خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين ))

هل يكون الإعراض إلا بالصمت ...

(( إن إبراهيم لحليم أواه منيب ))

لم ترتبط صفة الحلم في القرآن كله إلا بذات الله عزوجل و بأنبياء ثلاثة هم إبراهيم و إسماعيل و شعيب ...
أما النبي محمد صلى الله عليه و سلم فقد أوتي المكارم كلها ...

فالحلم هو أعظم الاخلاق و أعلاها قدرا و أصعبها إتيانا ...
الحلم هو ضبط النفس ، وكظم الغيظ ، والبعد عن الغضب ، ومقابلة السيئة بالحسنة .
وهو لا يعني أن يرضى الإنسان بالذل أو يقبل الهوان ، إنما هو الترفع عن شتم الناس ، وتنزيه النفس عن سبهم وعيبهم .
لذا فهو هدف الصمت المحمود و أصله وحُقَّ للصمت أن يسمى حلما في هذه الحالة ...

كما أن الحبيب المصطفى قال : إنما الشديد من يملك نفسه عند الغضب ... فمن للصمت عند الغضب ...
كريم الأخلاق ... نبيل الصفات هو .... من التزم الصمت عند الغضب ...



سلام عليكم أيها الجاهلون ... فقد آثرنا الصمت و صمتٌ ... و لن ننطق إلا بأحرف الصمت كلماتً ...
فأي اللغات يا صمت أنت و أي اللهجات تتكلم ... سائلته فأجابني ... أنا الحلم بين أخلاق الكرماء ... أنا الصبر إذا ما أتت المصائب ... أنا ابن أشراف الصفات... أنا الصمت فأجمل بي و أحسن ...

كنت أود أن أفصل في مواضع الصمت و تقلب المشاعر و لكن الإطالة أكثر قد تكون مشكلة ...
إذا فلنكتفي بالسكوت هنا و إلى مقام آخر ربما يكون هناك ...



عذرا على عدم ترتيب الأفكار فقد كتبت كثيرا و راح ما كتبته أدراج الرياح ... خطأً ... فأغاظني ذلك ... كم أكره هذا الشيء عندما يحدث ... بالذات عندما تكتب كثيرا ... .

و جزيل الشكر لكم ...

و بما أن الاسم قد انكشف أو كشفناه بالأحرى نحن إذا فلنعتمده ... ابنُ الفاتحِ من أحب الأسماء إلي ... بارك الله فيكم ...

و دمتم في أمان الرحمن ...