نظراتُ شذرٍ تلقفتهَا عدسةُ ذلكَ المُصَوِّرِ.
صورةٌ خاليةٌ من ألوان الطبيعةِ لكنَّها تُجسِّدُ كلَّ ألوانِ الحياةِ.
تُجَسِّدُ الثِّقَةَ و البُؤْسَ و الجُوعَ و الفَقْرَ و كذلكَ الحُبّ و الأمَل
حديثُ أشجانٍ و حِوارٌ خفيٌّ صامتٌ وكأنَّه تخاطراتُ ذهنٍ واردةٍ
منْ هذا الرجلُ؟ ماذا يريدُ؟ و لِمَ يلتقطُ الصُّورَ؟
دعكِ منه فليسَ إلا أحدَ أولئكَ الذينَ لا يَهتَمُّونَ.
تَحلقَتَا حول تلكَ المائدةِ العامرةِ، مَدَّت إحداهُما يدها و قالت: بسم الله.
جلستِ الأخرى ترمقُ المصوِّرَ بنظرةٍ هادئةٍ بعدَ أن فَرغَت و قالت: الحمد لله.
لكن في الحقيقةِ كلُّ هذا لم يحدث. فلا يعَدُو كونَهُ خيالاتُ كاتبٍ لا أكثر.
و لم يكن سوى مصوِّرٍ عاديٍّ يلتقطُ صورةً لفتاتينِ تمارسانِ حياتَهُما الاعتيادية .
و تمضي الحياةُ عاديَّةً، فهكذا يعيش المصوِّرُ حياتهُ و هما يعيشان حياتهما هكذا.
فلكَ الحَمْدُ يا اللهُ، لا تنسى أحداً أبدا.
المفضلات