و عليكم سلام الله و رحمته وبركاته ...
عودة مرة أخرى ...
أخيتي لافندر ...
و من العجب أن ليس للخزامى عبق ... و لكنها ... الكلمات و ما تخطينه يحمل عبقا أيما عبق ... وكأنها شبعت بالمسك تشبيعا ... و دهنت به دهنا ... .
فعلا قصةٌ ذات بعد رائع فهي تجسد حياةَ من لا حياةَ له ... و تجعل له ذهنا يفكر به و إحساسا يشعر به ... و مما أعجبني تصوير تلك الأيام بطريقة قصصية مميزة ... و تحليلك لمشاعر الناس من وجهة نظر الريال ... كانت أجمل ما في القصة ... أما الخاتمة فقد أحسنت التخلص من موقف غريب بطريقة فريدة و بعرض سؤال استنكاري ... يبقى بلا جواب أو أنه قد تمت الإجابة عنه ... فهنيئا لك تلك الذائقة الأدبية ... و زادك الله من الإبداع إبداعا أكثر ...
و القصة تحتاج إلى بعض خيال ... أو ربما هي من تقوم بنفسها ... بزرع ذلك الخيال في نفس القارىء ... فالكلمات تقوم مقام الأصوات ... و الجمل تقوم مقام المشاهد المرئية ... فتتشكل بذلك تلك الصورة على حسب خيال القارىء ... و لهذا كثيرا ما تفضل القصص المكتوبة على الأفلام المرئية ... لسعة الخيال و اختلافه من شخص لآخر ...
أكثر ما أعجبني في القصة :
شخص متأنق يناولني بابتسامة عريضة مصطنعة بإتقان لآخر
فتناولني الصبي بابتسامة أعرض.. وبكلتا كفيه.. وكأنني سأهرب
ماذا فعلت في حياتي القصيرة لأستحق جهنم في دنياي قبل آخرتي
سقط جزئيَّ على الأرض الباردة.. وأعينهم الأربع تحملق فيّ بألم.. دقيقة حدادٍ صامتة
و تعابير أخرى هذه بعض منها ...
اليوم الأول :
حمل و ولادة استغرقا بالضبط بضع ساعات لا أكثر لعلها من أقصر فترات الحمل ... و كانت الطَّلقات هي أصوات مكائن تصطكُّ و أخرى تسحبُ و أخيرةٌ تطبع ...
اليوم الثاني :
خروج إلى عالمٍ يسمى عالم البشر ... رؤية نور الحياة لأول مرة ... لعله انطبق عليَّ مفهوم [ الرويال ] في ذاك الوقت فها أنا ذا مكرم معزز يحرسني البشر فقد سخرهم الله لخدمتنا ... مع أن المكان كان ضيقا و اشتد الضيق بكثرة الاهتزازات و الاضطرابات حتى توقفت تلك العربة ...
اليوم الثالث :
انقلبت الحياة جحيما ... حتى ظننت أني هالك ... ما هذا ؟! هناك أشكال من البشر لا تستحق أن تمسني فعلا ... بالذات أولئك [ الأطفال ] لا يهتمون بنا و لا يراعون حقوقنا ... و كأنهم يستمتعون بتعذيبنا ... في ذلك اليوم كدت أن أغرق و كدت أن أحترق ... و كأنه اختبار من ربنا ... حتى نفدت بجلدي في النهاية و يا ليتني لم أهرب ... خلتها أياما سوداء ... و لكنني فوجئت بأيام أشد منها ... و أغمي علي في مرتع من المراتع القذرة ...
اليوم الرابع :
كنت أظن بني البشر يحبونني ... و لكنني اكتشفت شيئا هم يتقاتلون لأجلي ... و قتالهم هذا قد يمسني أحيانا ... فها أنا ذا قد شًققت من وسطي و أصبحت مشلولا لا أقوى على الحراك ... و أظن بأن روحي أخذت تغرغر تلك الساعة ... و لكن سبحان الله لأولئك البشر طرق غريبة ... فتلك المشعوذة قامت بسحر غريب لإحيائي من جديد ... آآآه منهم ... لا أتمنى غير نوم ساعة أو نوم الدهر كله ... فهل من سبيل ... !!
الخاتمة :
فعلا لله حكمته التي قد ندركها أو لا ندركها ... فمع كل ما مررت به في حياتي ... و مع كل تلك المشاق و تلك الوجوه و الجيوب و الأيدي التي تنقلتني ... و تناولتني ... أدركت شيئا كان غائبا عني ... أدركت أن البشر لا يستطيعون أن يعيشوا بدوني ... أو حتى بدون عائلتي ... فأنا سر من أسرار حياتهم عجيب ... فيا سبحان الله و ضع سره في أضعف خلقه ... و ضعه فيّ أنا ... الريال ... ^___^
::
إن لم تكن القصة قد فازت بالمركز الأول هناك ... فهي هنا تستحق ختم التميز عن تميِّزٍ حقيق بها ... و هذا واجب علينا أداؤه ...
و دمت في حفظ الله و رعايته ...
رد مع اقتباس

المفضلات