ضممتُ قبضةَ يدي و قربتُها من الباب الزُجاجي , طرقة .. طرقتين .. ثلاثْ ..
يا إلهي انهُ عنيّ لاهٍ ..
يبدو أنهُ منهمكٌ بأمرٍ عظيمْ لدرجةِ أنهُ لم ينتبه لأذانِ الظُهرِ و لا لطرقاتيّ البائسة ..
لم أملكْ حينها سوى أن أدلُفْ إلى ذلكَ المكتبْ , سنواتٌ طويلة مرتْ مُنذُ آخرِ مرةٍ دلفتُ فيها إلى هذا المكتبْ , ذات الرائحة و ذات الأثاثْ , لا شيءَ تغيرَ سوى أنهُ قد ازدادَ قُبحاً و قِدماً ..
" اممم .. كما هو ألا ترى بأنهُ ازدادَ قُبحاً لكنْ أظنُ بأنهُ أفضلُ من لا شيء ..! "
قُلتُها بثقة و كأنني أتذكرُ خُطتنا في المنزلِ للتخلُصِ من ذلكَ المكتبِ العتيقْ ..
لكنهُ لم يملك سوى أن حدجني بنظرةٍ ناريةٍ و رسمَ على وجههِ ابتسامةً خالية من التعابير , ولمْ أملكْ سوى المغادرة فلم يكُن مُرحباً بوجوديّ أبداً ..
و غادرتُ و لكنْ ..
لازالَ عقليّ مشغولاً بما كانَ يفعلهُ بانهماكٍ شديدٍ على ذلكَ الجهازِ حتى أنهُ نسيَ الصلاة ..!
ولازالَ عقليّ مشغولاً و مُتلهفاً لمعرفةِ السبب ..
؟!