ماهو الهم الذي يحمله قلبك ؟!
لكل منا همّ بل هموم يحملها في صدره ، إذ الدنيا هي دار الهموم
جبلت على كدر وأنت تريدها صفواً من الأكدار
نعيش في و سط هذه الهموم ، إذ الدنيا معاشنا ، والآخرة معادنا
فالمؤمن يعطي كلاً من الدنيا والآخرة قدرها ، فيتخفف من شواغل الدنيا وهمومها،
ويجعل همّه وشغله في مسائل الآخرة و هذا ما أرشدنا إليه النبي صلى الله عليه وسلم
بقوله : من جعل الهموم همّاً واحداً هم المعاد كفاه الله همّ دنياه و من تشعبت بالهموم
في أحوال الدنيا لم يبال الله في أي أوديته هلك
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه ماهو الهم الأول الذي يسيطر على حياتنا ؟!
اهو الهم الذي يسميه النبي صلى الله عليه وسلم الهم الأكبر ، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا
ولا مبلغ علمنا ...
فمن أراد أن يعرف الهم الأكبر الذي يشغله فلينظر في أحواله
ما الذي يفكر فيه قبل نومه أو في صلاته ؟ ما الذي يفرحه ويحزنه ؟
وما الذي يغضبه ؟ ما هي أمنياته ؟
وبماذا يدعو الله في سجوده ؟
وما الذي يراه في منامه وأحلامه ؟
ما الأمر الذي يؤثر تأثيراً مباشراً في قراراته
هاهو نبينا عليه الصلاة و السلام قد عاش يحمل هم أمته عليه الصلاة والسلام وبقي
همه الدين صلى الله عليه وسلم حتى آخر حياته
فعن علي رضي الله عنه قال: كان آخر كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم:
الصلاة الصلاة اتقوا الله فيما ملكت أيمانكم ، ثم ورث هموم الآخرة الصالحون من أمته ويظهر
ذلك في أمانيهم وأحلامهم وتتبع أحوالهم ، ومن ذلك أن عمر قال لأصحابه يوماً : تمنوا، فقال
رجل منهم: أتمنى لو أن هذه الدار مملوءة ذهباً أنفقه في سبيل الله عز وجل ، فقال : تمنوا ،
فقال رجل : أتمنى لو أنها مملوءة لؤلؤاً و زبرجداً و جوهراً أنفقه في سبيل الله عز وجل وأتصدق به
ثم قال: تمنوا، قالوا: ما ندري ما نقول يا أمير المؤمنين قال عمر : لكني أتمنى
لو أن هذه الدار مملوءة رجالاً مثل أبي عبيدة بن الجراح ، فما أجمل تلك الأمنيات ،
فالمرء مع كنزه فاجعل كنزك في السماء اجعل كنزك مع ربك تجد قلبك في السماء



المفضلات