وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..

صديق ..
هل سنجُدُ يومًا ذاك الصديق ..؟!

أتعلمُ أعظم صداقةٍ عرفتها الإنسانية؟ ..
لا أعلمُها إلا صداقة الرسول -صلى الله عليه وسلم- مع خليفته أبو بكر الصديق -رضي الله عنه - ..

موقف:
عندما هربا إلى الغار أثناء الهجرة إلى المدينة، وقد تمكَّن منهما العطش والجوع والتعب، وفعل بهما ما فعل، فحين شرب الرسول عليه الصلاة والسلام، قال أبو بكر الصديق:
"فشرب حتى ارتويتُ"..
تخيَّل!

ما أظنني أجدُ صديقًا أشربُ أنا حتى يشعُرَ أنَّه ارتوى،
أحصد درجةً حتى يرضى..
فلقد تمكنَّت منَّا الأنانية اليوم، حتى صار الأخُ يتخلى عن أخيه!
ونفسي .. نفسي .. أيُّ صاحبٍ أؤثره على نفسي هذا؟!!!!

صداقة أجهزتك ..
لن تجني منها شيء ..
فهي مسيرةٌ لإسعادك، وتلبية أوامرك سمعًا وطاعة..
و ..
فقط!

أتعلمُ مَنْ هو الصديق الذي نُريده؟
الذي يُرضينا بكافة الظروف، ويقفُ معنا، مُحقٍّين كُنَّا أم مبطلين، ويساندُنا في جميع الظروف،
ويُكبِّرُ رأسنا غرورًا، يملأنا بعبارات التملق والمجاملة ..
و ..
لا انتهاء ..

هذا صديقُنا الذي نريده .. هو مَنْ ترتضيه النفس ..

لكنَّه ..
ليس الصديق .. =)

الصديق الحقيقي، هو من يوجهك إن أخطأت ..
يًصارحك، يقوِّمك، ويقولها في وجهك،
"أخطأتَ في كذا وكذا" ..

رُبما .. لغرورنا .. ننفرُ منهم يومًا ..
لكن سنعلمُ في النهاية ..
أنَّهم الأصدقاء حقًا ..

بإمكاني تملُق العالم أجمع، بإمكاني إرضاؤهم، بإمكاني إسعادُهم، والتوفر لهم متى أرادوا..
سيُسعدون بيَ نعم ..
ولكني سأُلقى إلى غياهب النسيان.. إن تركتهم .. يومًا .. أو أزعجتُهم .. بكلمةٍ بسيطة!!

لستُ أُريد صديقًا يُسعدني كل حين، يُضحكني ما شئتُ بعد ..
إنما ..

أريده ذاك الذي يُبكيني.. ويقسو عليَّ حُبًا لي، ويُريني الحقَّ.. ولو على حساب سعادتي ..

شكرًا لموضوعك ..
وعذرًا لإطالتي ^^ ..

دمتم على خير