:: بسم الله الرحمن الرحيم ::
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اليوم سيكون حديثنا عن مرض نفسي .. ليس حباً في علم النفس .. ولكن لكون أن بعض المصابين به قد يكونون بيننا يعيشون معنا .. يتحدثون معنا .. نراهم يكذبون .. ولكن لا سبب يجعلهم يكذبون !!! .. لا نرى سبباً واضحاً جلياً ! .. أو بالأحرى .. لماذا كل هذه الكذبات الكبيرة ؟! .. لماذا تستمر هذه الكذبات للأبد ؟! .. لماذا يكذب ويكذب ويظل يصر على الكذبةِ رغم أنه والبقية يعلمون أنها كذبة ؟!!! .. للإجابة على هذه الأسئلة وأكثر .. لنرى ما قاله أهل النفس..
الميثومانيا mytomanie :
يقول الكاتب :
لفهمه سوف أذكر بعجالة قصة وقعت بفرنسا لسيدة تدعى "ماري لـ " : في سنة 2004 ذهبت هذه المرأة الشابة إلى قسم الشرطة لتبلغ عن حالة اعتداء وقعت لها حينما اعتقد بعض الشباب المغاربي أنها يهودية الأصل فاعتدوا عليها وقطعوا ملابسها ورسموا على بطنها بعض العلامات ودفعوا طفلتها الصغيرة التي لم تتجاوز 13 شهراً..
أوقعت هذه القصة ضجة عند الرأي العام الفرنسي ووصل صداها إلى الرئيس الفرنسي "جاك شيراك" الذي عبر عن استيائه آنذاك..
بعد ذلك بثلاث أيام اعترفت السيدة ماري - حينما تعرضت لضغوط الاستجوابات - أنها اختلقت القصة برمتها وأنها لم تهاجم من أي أحد بل القصة مجرد كذبة أفترتها لغرض في نفسها أو لنقل لمرض في نفسها..
الميثوماني إنسان يكذب ويختلق القصص ، يحكي أحداث غريبة يكون هو ضحيتها غالباً .. أو يتخيل أن له حياة إجابية (عمل مميز، نجاح باهر، تميز دراسي ...)
والسؤال هنا كما يقول الكاتب : " لماذا يفعلُ هذا ؟! "
لكي يعطي لنفسه قيمة في نظر الآخرين وحتى يداري ويغطي عن ضعف في ثقته بنفسه .. يقول كلود بيلان (أخصائي علم النفس الاجتماعي) "الميثوماني شخص لا يريد أن يخيب آمال المحيطين به فيدفعه ذلك للمبالغة فيما يقول حتى يستجيب لما ينتظره الآخرون منه"
إذا كان المخادع شخص يكذب لكي يسرق فالميثوماني هو شخص يكذب لكي يوجد وهو يحتاج إلى أن يصدق كذبه رغم أنه يعلم أنه منافي للواقع..
وهذا المرض "مرض الكذب" يحتاج إلى أخصائيين حتى يعالجوه من مرضه ولا بد أن له علاقة بإفرازات داخلية..
ويقول آخر :
إنه مرض يصيب الإنسان بالإزدواجية .. فيكذب دون أن يكون له مصدر موثوق به .. أو بتعبير آخر .. إنها حالة من التحفيز الإجباري التي تدفع بصاحبها إلي خلق الأكاذيب وربطها بالحقائق لينتهي في النهاية إلى خداع نفسه وخداع الآخرين..!
إنتهى ..
ــــــــــــ
أتمنى .. أتمنى حقيقةً أن تكونوا قد انتفعتم بما قرأتم .. وعرفتم كيف تتعاملون مع هؤلاء المرضى .. وأنا أقول يمر علينا ولو واحد في هذه الحياة وهذا الزمن خاصة .. من يدعي المهدية .. ليس لأجل الملك والسلطان .. لا لا .. فمن يفعل هذا كان قد كذب على الناس ولكنه لم يكذب على نفسه .. هو في نفسه يعلم تمام العلم أنها كذبة ويؤمن أنها كذبة ولا يصدقها .. أما الذي يدعيها ويؤمن بهذا في نفسه فهو بلا شك مريض .. وتعددت أمراض المدّعين من الإنفصام والإزدواج إلى الميثومانيا وغيره..
وقانا الله وإياكم من الأمراض والخبائث .. وأبعد عنا وعنكم أهل السوء والمكائد .. وشفى الله مرضانا ومرضى المسلمين..
والحمدُ لله ربِّ العالمين
المفضلات