قال الحسن بن محمد : قحط الناس في بعض السنين آخر مدة الناصر , فأمر القاضي منذر بن سعيد بالبروز إلى الاستسقاء بالناس , فصام أياما وتأهب , واجتمع الخلق في مصلى الربض , وصعدالناصر في أعلى قصره ليشاهد الجمع , فأبطأ منذر , ثم خرج راجلا متخشعا , وقام ليخطب , فلما رأى الحال بكى ونشج وافتتح خطبته بأن قال :سلام عليكم , ثم سكت شبه الحسير , ولم يكن من عادته , فنظر الناس بعضهم إلى بعض لا يدرون ما عراه , ثم اندفع , فقال : سَلَامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ الآية استغفروا ربكم وتوبوا إليه , وتقربوا بالأعمال الصالحة لديه , فضج الناس بالبكاء , وجأروا بالدعاء والتضرع , وخطب فأبلغ , فلم ينفض القوم حتى نزل غيث عظيم . واستسقى مرة , فقال يهتف بالخلق : يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُإِلَى اللَّهِ الآيتين فهيج الخلق على البكاء .
المفضلات