ماشاء الله لو تم هذا الموضوع
سيصبح موسوعة لمن اراد الاستفادة ومعرفة سيرة الصحابيات رضوان الله عليهن
واصلي ابداعك أخية
وارجو ان يجعله الله في موازين حسناتك ويجزيك خير الجزاء
|
|
|
|
الرضاع من غير الأمهات, والنشأة في البادية من سمات الشرف والمكانة عند العرب في جاهليتهم.
يقصدون بهما تنويع التغذية للنجابة, وشبوبية النشأة وفتوتها ولقد حضرت "حليمة" مع نسوة من بني
سعد إلى مكة يلتمسن الرضعاء, فكل إمرأة أخذت رضيعاً إلا "حليمة".
و"حليمة" هي بنت أبي ذؤيب، وأبو ذؤيب: عبد الله بن الحارث بن شجنة بن جابر بن رزام بن
ناصرة بن فصية بن نصر بن سعد بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيسا
بن عيلان, من قبيلة بني سعد بن بكر, من بادية الحديبية بالقرب من مكة.
وزوجها: هو الحارث بن عبد العزى بن رفاعة.
أبناؤها: كبشة, وأنسية, وشيماء
أبناؤها من الرضاعة: "محمد صلى الله عليه وسلم"، "حمزة بن عبد المطلب" رضي الله عنه سيد
الشهداء وعم النبي، "أبا سفيان بن الحارث بن عبد المطلب" ابن عم الرسول صلى الله عليه وسلم.
تقول "حليمة": فما منّا امرأة إلا وقد عرض عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فتأباه إذا
قيل لها: يتيم, وحين تركناه قلنا: ماذا عسى أن تصنع إلينا أمه ؟
إنما نرجوا المعروف من أبي المولود, فأما أمه فماذا عسى أن تصنع إلينا فوالله ما بقي من صواحبي
امرأة إلا أخذت رضيعاً غيري, فلما لم نجد غيره, وأجمعنا الانطلاق
قلت لزوجي "الحارث بن عبد العزى": والله إني لأكره أن أرجع من بين صواحبي ليس معي رضيع,
لأنطلقن إلى ذلك اليتيم فلأخذنه.
وتمضي "حليمة" في روايتها فتقول: فما هو إلا أن أخذته فجئت به رحلي, فأقبل عليه ثدياي بما شاء
الله من لبن, فشرب حتى روى, وشرب أخوه حتى روى, وقام صاحبي إلى شارفنا تلك, فإذا بها لحافل
فحلب ما شرب وشربت حتى روينا, فبتنا بخير ليلة فقال صاحبي حين اصبحنا: يا "حليمة" والله إني
لأراك قد أخذت نسمة مباركة, ألم ترى مابتنا به ليلة من الخير والبركة حين أخذناه ..,
فلم يزل الله عز وجل يزيدنا خيراً.
ثم خرجنا راجعين إلى بلادنا فوالله لقد أتانى بركب حتى ما يتعلق بها حمـار, حتى إن صواحبي
ليقلن: ويلك يا بنت أبي ذؤيب !!!
هذه أتانك التي خرجتي عليها معنا ؟؟
فأقول: نعم والله إنها لهي
فيقلن: والله إن لها لشأناً.
حتى قدمنا أرض بني سعد, وما أعلم أرضنا من أرض الله أجدب منها, فإن كانت غنمي لتسرح ثم تروح
شباعاً لبناً, فنحلب ما شئنا, وما حوالينا أحد تبض له شاة بقطرة لبن, وإن اغنامهم لتروح جياعاً, حتى إنهم
ليقولون لرعيتهم: ويحكم أنظروا حيث تسرح ..,
فتروح أغنامهم جياعاً ما فيها قطرة لبن, وتروح أغنامي شباعاً لبناً, نحلب ما شئنا
فلم يزل الله يرينا البركة نتعرفها.
حتى بلغ سنتين ...
فكان يشب شباباً لا تشبه غلمان, فوالله ما بلغ سنتين حتى كان غلاماً جفراً فقدمنا به على أمه ونحن
أضن شيء به مما رأينا فيه من بركة فلما رأته أمه, قلت لها دعينا نرجع بأبننا هذه السنة, فإنا نخشى
عليه وباء مكة.
فوالله ما زلنا بها حتى قالت: نعم فسرحته معنا, فأقمنا به شهرين أو ثلاثة.
فبينما هو خلف بيوتنا مع أخ له من الرضاعة في بهم لنا جاء أخوه يشتد
فقال: ذاك أخي القرشي جاءه رجلان عليهما ثياب بيض فأضجعاه فشقا بطنه فخرجت أنا وأبوه نشتد
نحوه, فنجده قائماً منتقضاً لونه, فأعتنقه أبوه وقال: يابني ما شأنك ؟
فقال: جاءني رجلان عليهما ثياب بيض, أضجعاني وشقا بطني, ثم استخرجا منها شيئاً فطرحاه,
ثم رداه كما كان.
فرجعنا به معنا, فقال أبوه: يا "حليمة" لقد خشيت أن يكون ابني قد أصيب فانطلقي بنا نرده إلى أهله
قبل أن يظهر به ما نتخوف.
قالت "حليمة": فحملناه, فلم ترع أمه إلا به, فقدمنا به عليها
فقالت: ما ردكما يا ظئر !! فقد كنتما عليه حريصين !؟
فقالا: لا والله, إلا أن الله قد أدى عنا, وقضينا الذي علينا
وقلنا: نخشى الاتلاف والأحداث, نرده إلى أهله.
فقالت: ما ذاك بكما .., فأصدقاني شأنكما .., فلم تدعنا حتى أخبرناها خبره,
فقالت: أخشيت عليه الشيطان ؟!
كلا والله .. ما للشيطان من سبيل, والله إنه لكائن لابني هذا شأن, ألا أخبركما خبره ؟
قلنا: بلى
قالت: حملت به فما حملت حمل قط أخف منه, فأريت في النوم حين حملت به كأنه خرج مني نور
أضاءت له قصور الشام, ثم وقع حين ولدته وقوعاً ما يقعه المولود, معتمداً على يديه,
رافعاً رأسه إلى السماء ..., فدعاه عنكما.
ثم كان الفراق بين "حليمة" ورضيعها العظيم, ولكن إلى حين.
ولما كان يوم حنين وكانت موقعه هوازن .., قد أصاب النبي صلى الله عليه وسلم من أموالهم
وسباياهم, أدركه وفد هوازن بجعرانة وقد أسلموا
فقالوا: يا رسول الله إنا أهل العشيرة وقد أصابنا منا البلاء مالم يخف عليك, فامنن علينا من الله عليك.
وكانت بين الأسرى والسبايا أخته الشيماء, فجاءته صلى الله عليه وسلم تستر همه, وتذكره بما كان
من عضه لها في ظهرها ... فبسط لها رداءه وأجلسها إلى جانبه ...
وقام خطيب القوم "زهير بن صرد" يقول: يا رسول الله إن في الحظائر من السبايا خالاتك وحواضنك
اللائي كن يكفلنك, فلو أنا ملحنا ابن أبي شمر أو نعمان بن المنذر, ثم أصابنا منهما مثل الذي أصبنا منك
رجونا عائداتهما واعطفهما, وانت خير المكفولين.,
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:
- أما ماكان لي ولبني عبدالمطلب فهو لله ولكم ...!
فقالت الأنصار: وما كان لنا فهو لله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
لقد كان اليوم يوم وفاء وبر, وكان الموقف موقف خلق العظيم !!!
توفيت "حليمة السعدية" رضي الله عنها بالمدينة المنورة، ودفنت بالبقيع.
رحمها الله رحمة واسعة.
,,, انتهى ,,,
المفضلات