| الحملة 5 | أهــل الــقــرآن ...

[ منتدى نور على نور ]


صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 26
  1. #1

    الصورة الرمزية |[ بـتــآر ]|

    تاريخ التسجيل
    Feb 2008
    المـشـــاركــات
    909
    الــــدولــــــــة
    اليابان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    Post | الحملة 5 | أهــل الــقــرآن ...

    بسم الله الرحمن الرحيم


    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    اهلا بكم يا اعزائي

    :.: الحملات السابقه :.:









    :.: الحملة الحاليه :.:

    | الحملة 5 | أهــل الــقــرآن ...


    قبل البدأ ادخل واقراء الشروط والتنبيهات




    و خامس حملة هي عن اهل القرآن وخاصته ...



    اللهم اجعلنا من اهل القرآن يارب العالمين ومن قال آمين

    بنر ...

    نرجوا منكم نشره في تواقيعكمـ

    من اخي في الله زنــاد ... وفقه الله لكل خير ...

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زنـاد مشاهدة المشاركة
    وعليكم السلام ورحمة لله وبركاته

    الله يوفقك ويعينك أخوي
    والله يبارك في كل من ساهم

    مشاركه على استحياء مني





    طبعاً لا ننسى شيئاً مهماً يخص الحمله من ...

    يا اخوان تريد فريق تصميم خاص بالحملات

    لمن يريد الاشتراك في الفريق

    يراسلني على الخاص

    اريد منكمـ خدمه يا اخوان وهي نشر الحمله في تواقيعكمـ

    التواقيع التي تحتوي على صور الانمي راجاءً لاتضعوها في موضوعي



    (تصاميم - مقاطع فيديو - صوتيات - فلاش - عروض باوربوينت - عبارات قصيرة - خواطر شعرية - صور تفيد للتصميم عن عنوان الحملة )



    وفقنا الله وإياكم



    لما يحب ويرضى ...



    انا منتظر تفاعلكم ...



    في أمان الله ...

    ( لا تنسوني من دعائكم ان الله يوفقني ويحقق لي مناي فأنا بحاجه للدعاء ... )


    التعديل الأخير تم بواسطة |[ بـتــآر ]| ; 27-1-2010 الساعة 11:59 AM

  2. #2

    الصورة الرمزية عُبيدة

    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المـشـــاركــات
    4,267
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: | الحملة 5 | أهــل الــقــرآن ...

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    الله ايبارك فيك وفى حملاتك الطيبة التى اشتقنا لها ولك بارك الله فيك وجزاك الله خير الدنيا واخرة وجعل المجهود التى تبدله لوجه الله تعالى ووفقك وحماك وجمعك مع رسول الله تقبل احترامى وتقدير لك
    التعديل الأخير تم بواسطة عُبيدة ; 16-1-2010 الساعة 11:11 PM

  3. #3

    الصورة الرمزية عُبيدة

    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المـشـــاركــات
    4,267
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: | الحملة 5 | أهــل الــقــرآن ...

    يا أهل القرآن.. لستم على شيء حتى تقيموا القرآن..!!

    محمد شعبان أبو قرن

    إلى أخي وأختي في الله..!!
    إلى من ختم القرآن... وإلى من ختمت القرآن..!
    إلى من حفظ نصف القرآن.. وإلى من حفظت نصف القرآن..!
    إلى من حفظ ربع القرآن.. وإلى من حفظت ربع القرآن..!
    إلى من حفظ آية من القرآن.. وإلى من حفظت آية من القرآن..!
    أقول لكم ... لستم على شيء حتى تقيموا القرآن..!!
    حتى تقيموا القرآن في قلوبكم..
    حتى تقيموا القرآن في حياتكم..
    حتى تقيموا القرآن في مجتمعاتكم..
    حتى تقيموا القرآن في شتى أموركم..
    حتى تكونوا مثل خير البرية.. " قرآناً يمشي على الأرض"..
    كما حكت لنا أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن خُلق الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم.

    أحبتي في الله/
    إن أقرب الناس لكتاب الله.. وحفظ كتاب الله.. وتدبر كتاب الله.. والعلم بكتاب الله.. والعمل بكتاب الله.. والدعوة لكتاب الله.. هم حفَّاظ كتاب الله.. فهم أقرب الناس للخير كله,, فعن ذي النورين عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " خيركم من تعلم القرآن وعلمه". رواه البخاري.
    فمتى ما صلُحَ حفَّاظ كتاب الله.. صلُحَ الناس وطابت شؤونهم وحياتهم..!!
    كما قال ميمون بن مهران – رحمه الله تعالى- (لو صلُحَ أهل القرآن؛ لصلُحَ الناس).
    فأدعو نفسي وإياكم -إخواني وأخواتي في الله- بالاعتصام بهذا الكتاب العظيم.. الكريم.. العزيز..– الذي " لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ"-.

    واعلموا –أحبتي في الله - أنَّ من أعظم الوسائل للعلم والعمل والاعتصام بكتاب الله – بعد إخلاص النية وصفاء المقصد- حفظ كتاب الله الكريم, فهو بابٌ للخير, ومفتاحٌ للعلم والخشية..!!
    فالواجب علينا أيها الاخوة أن نصون هذا القرآن.. وأن نعظم هذا القرآن.. وليعلم أهل القرآن أنهم ليسوا على شيء حتى يقيموا القرآن.. كما قال تعالى: " الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ أُوْلَـئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ.." الآية.. وكما وجه الله تبارك وتعالى الخطاب لأهل الكتاب حيث قال: " قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّىَ تُقِيمُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ.." فالأولى بأهل الإسلام وأهل القرآن أن يكونوا أطوع لله تعالى من أهل الكتاب ومن غيرهم من أهل الضلالات..
    وأن يكونوا بحق من أهل الخصوصية والأهلية والتي اختصهم الله جل وعلا بها.. قال النبي صلى الله عليه وسلم: " أهل القرآن هم أهل الله وخاصته".. ولن يكونوا كذلك حتى يقيموا القرآن..!

    وأختم بقول الإمام الشاطبيُّ رحمه الله تعالى/
    وإنَّ كتابَ الله ِأوثقُ شافع ٍ **** وأغنى غَنَاء ٍ واهبًا متفضلا
    وخيرُ جـليسٍ لا يُمَلُ حديثه*** وتردادُه يـزدادُ فيه تجملا
    وصلى الله على نبينا وحبيبنا وشفيعنا محمد

  4. #4

    الصورة الرمزية عُبيدة

    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المـشـــاركــات
    4,267
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: | الحملة 5 | أهــل الــقــرآن ...



    السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
    ◊●◊أهـل القـرآن وخاصـتـه◊●◊
    لقد حثنا النبى صلى الله عليه وسلم على قراءة القران
    وحفظه وتلاوته اناء الليل واطراف النهار .
    وهذه الاحاديث تبين لنا أهمية القران



    أهـل القرآن هـم أهـل الله
    عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن لله تعالى أهلين من الناس .
    قالوا : يا رسول الله من هم ؟ قال : هم أهل القران أهل الله وخاصته). (صحيح الجامع2165)

    القرآن يقدم صاحبه عند الدفن
    حديث جابر رضي الله عنه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجمع بين الرجلين من قتلى أحد في ثوب واحد ثم يقول : أيهم أكثر أخذاً للقرآن؟ فإذا أشير إلى أحدهما قدمه في اللحد. (صحيح البخاري)

    نزول الملائكة والسكينة والرحمة للقرآن وأهله
    حديث أبى هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه فيما بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده). (صحيح مسلم)



    مضاعفة ثواب قراءة الحرف الواحد من القرآن أضعافاً كثيرة
    حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة ، والحسنة بعشر أمثالها لا أقول (الم) حرف ولكن : ألف حرف ولام حرف ، وميم حرف). (صحيح الجامع 6469)
    حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه). (صحيح مسلم)



    صاحب القرآن يرتقى في درجات الجنة بقدر ما معه من القرآن
    عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    (يقال لصاحب القران اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها). (صحيح الجامع8122)

    إكرام حامل القرآن من إجلال الله تعالى
    عن أبى موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه وإكرام ذي السلطان المقسط ) . (حسن) (صحيح الجامع 2199)

    صاحب القرآن يلبس حلة الكرامة وتاج الكرامة
    حديث أبى هريرة رضي الله عنه : عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( يجيء صاحب القرآن يوم القيامة ، فيقول : يا رب حله ، فيلبس تاج الكرامة . ثم يقول : يا رب زده فيلبس حلة الكرامة ، ثم يقول : يا رب ارض عنه ، فيقال اقرأ وارق ويزاد بكل آية حسنة ) .(حسن) (صحيح الجامع8030)

    القرآن يرفع صاحبه
    قال عمر رضي الله عنه : أما إن نبيكم صلى الله عليه وسلم قد قال :
    ( إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين ) . (صحيح مسلم)
    (يرفع بهذا الكتاب): أي بقراءته والعمل به (ويضع به) :
    أي بالإعراض عنه وترك العمل بمقتضاه.
    أن النبي «صلى الله عليه وسلم» قال «إن الله تعالى يرفع بهذا الكلام أقواما ويضع به آخرين» رواه مسلم


    خيركم من تعلم القرآن وعلمه
    حديث عثمان رضي الله عنه : عن النبي صلى الله عليه وسلم
    قال: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه). (صحيح البخاري)

    وصية النبي صلى الله عليه وسلم بالقرآن
    قال طلحة بن مصرف : سألت عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنهما : هل كان النبي صلى الله عليه وسلم أوصى ؟ فقال : لا . فقلت : كيف كتب على الناس الوصية أو أمروا بالوصية ؟ قال : ( أوصى بكتاب الله) . (صحيح البخاري)
    قال الحافظ : قوله ( كيف كتب على الناس الوصية ) أو كيف ( أمروا بالوصية ) أي كيف يؤمر المسلمون بشيء ولا يفعله النبي صلى الله عليه وسلم.

    دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لتلاء القرآن بالرحمة
    حديث ابن عباس رضي الله عنهما : أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل قبراً ليلاً . فأسرج له سراج فأخذه من قبل القبلة وقال : ( رحمك الله إن كنت لأواهاً تلاء للقرآن ) وكبر عليه أربعاً. (قال الترمذي : حديث حسن)

    فضل حافظ القرآن
    حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة ، ريحها طيب وطعمها طيب . ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة ، لا ريح لها وطعمها حلو . ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة ، ريحها طيب وطعمها مر ، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ، ليس لها ريح وطعمها مر). (البخاري ومسلم)



    فضل الماهر بالقرآن والذي يتتعتع فيه
    حديث عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (مثل الذي يقرأ القرآن وهو حافظ له مع السفرة الكرام ،
    ومثل الذي يقرأ وهو يتعاهده ، وهو عليه شديد فله أجران)(البخاري ومسلم)

    أذِن الله تعالى لمن يتغنى بالقرآن
    حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه كان يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
    (ما أذِن الله لشيء ما أذن لنبي يتغنى بالقرآن).(البخاري ومسلم)

    غبطة صاحب القرآن
    عن ابن عمر رضى الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا حسد إلا في اثنتين : رجل آتاه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل وآناء النهار ورجل آتاه الله مالاً فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار ).(البخاري ومسلم)

    حفظ القرآن خير من متاع الدنيا
    عن عقبة بن عامر الجهني قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في الصفة فقال : ( أيكم يحب أن يغدو إلى بطحان والعقيق فيأخذ ناقتين كوماوين زهراوين بغير إثم بالله ولاقطع (قطيعة) رحم ؟ ) قالوا : كلنا يا رسول الله ، قال : (فلئن يغدو أحدكم كل يوم إلى المسجد فيتعلم آيتين من كتاب الله خيرا له من ناقتين وإن ثلاث فثلاث مثل أعدادهن من الإبل). رواه مسلم


    فضائل متنوعة
    عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا قرأ ابن آدم السجدة فسجد اعتزل الشيطان يبكي يقول : يا ويله ) وفي رواية (ياويلى) (أمر ابن آدم بالسجود فسجد فله الجنة وأمرت بالسجود فأبيت فلي النار). (صحيح مسلم)

    الله تعالى يباهى بالمجتمعين على القرآن الملائكة
    عن معاوية رضى الله عنه : أن الرسول صلى الله عليه وسلم خرج على حلقة من أصحابه فقال : ( ما يجلسكم ؟ ) فقالوا : جلسنا نذكر الله تعالى ونحمده على ما هدانا الإسلام ، و من علينا به . فقال : (أتاني جبريل صلى الله عليه وسلم فأخبرني أن الله تعالى يباهي بكم الملائكة). (صحيح مسلم)

    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عليّ إنها ستكون فتنة، فقلت: وما المخرج منها يا رسول الله؟... قال: كتاب الله عز وجل، فيه نبأ ما قبلكم وفصل ما بينكم وخبر ما بعدكم، وهو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله ، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله، وهو حبل الله المتين وهو الذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم وهو الذي لا تلتبس به الألسن ولا تزيغ به الأهواء ولا يخلق عن كثرة الرد، ولا يشبع منه العلماء ولا تنقضي عجائبه ، وهو الذي لم يتناه الجن إذ سمعته أن قالوا: إنا سمعنا قرآنا عجبا } من قال به صدق، ومن حكم به عدل، ومن اعتصم به فقد هدي إلى صراط مستقيم.
    أن رسول الله قال من قرأ القرآن وعمل بما فيه ألبس الله والديه تاجا يوم القيامة ضوؤه أحسن من ضوء الشمس في بيوت الدنيا فما ظنكم بالذي عمل بهذا)رواه أو داود
    عن النبي قال اقرؤوا القرآن فإن الله تعالى لا يعذب قلبا وعي القرآن وإن هذا القرآن مأدبة الله فمن دخل فيه فهو آمن ومن أحب القرآن فليبشر.





    يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به. تقدمه سورة البقرة وآل عمران وضرب لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أمثال. ما نسيتهن بعد. قال كأنهما غمامتان أو ظلتان سوداوان. بينهما شرق. أو كأنهما حزقان من طير صواف. تحاجان عن صاحبهما.


    إن الرجل الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب.

    الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة والذي يقرؤه وهو يشتد عليه فله أجران

    إن القرآن يلقى صاحبه يوم القيامة حين ينشق عنه قبره كالرجل الشاحب يقول: هل تعرفني؟ فيقول له: ما أعرفك، فيقول: أنا صاحبك القرآن، الذي أظمأتك في الهواجر، وأسهرت ليلك، وإن كل تاجر من وراء تجارته، وإنك اليوم من وراء كل [تجارة]، قال: فيعطى الملك بيمينه، والخلد بشماله، ويوضع على رأسه تاج الوقار، ويكسى والداه حلتين، لا يقوم لهما أهل الدنيا، فيقولان: بم كسينا هذا؟ فيقال: يأخذ ولدكما القرآن، ثم يقال: اقرأ واصعد في [درج] الجنة وغرفها، فهو في صعود ما دام (يقرأ) هذا كان أو ترتيلا


    يقول الله سبحانه وتعالى: ( من شغله القرآن وذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين

    وفضل كلام الله سبحانه وتعالى عن سائر الكلام كفضل الله تعالى على خلقه) رواه الترمذي


    </I>

    هذا البرنامج سيفرح اهل القران باذن الله






  5. #5

    الصورة الرمزية عُبيدة

    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المـشـــاركــات
    4,267
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: | الحملة 5 | أهــل الــقــرآن ...

    فضل تلاوة القرآن الكريم


    عن أبي أمامة رضي الله عنه قال : سمعت رسول صلى الله عليه وسلم يقول : "اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه" رواه مسلم.

    وعن أبي موسى الأشعري رضى الله عنه قال : قال رسول صلى الله عليه وسلم : "مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب ، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة لا ريح لها وطعمها حلو ، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر ، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ليس لها ريح وطعمها مر" متفق عليه.

    وعن ابن عباس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الذي ليس في جوفه شئ من القرآن كالبيت الخرب" رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح.

    وقال صلى الله عليه وسلم "من استمع إلى آية من كتاب الله كتبت له حسنة مضاعفة ومن تلاها كانت له نوراً يوم القيامة" رواه أحمد.

    وقال صلى الله عليه وسلم "عليك بتلاوة القرآن فإنه نور لك في الأرض وذكر لك في السماء" رواه ابن عباس.

    ، وتعلم القرآن إنما هو العلم بقراءاته ولو بقراءة واحدة والعلم بناسخه ومنسوخه ومحكمه ومتشابهه ومقيده ومطلقه وعامه وخاصه والعمل به وجعله نبراسًا وهاديًا للحق وإمامًا للمسلمين.



    --------------------------------------------------------------------------------

    ثواب قارئ القرآن

    أما عن الثواب الذي يناله قارئ القرآن فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من قرأ حرفاً من كتاب الله تعالى فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها ، لا أقول ألم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف " رواه الترمذي

    فهذا الحديث الشريف يبين فضل وعظمة هذا القرآن العظيم ويبين أيضاً الجزاء الأوفى والأجر العظيم الذي يناله قارئ القرآن الكريم فبمجرد القراءة يأخذ الإنسان هذا الأجر فما بالنا بمن قرأ وأحسن وجود القرآن وعمل بما فيه فإن الله تعالى يعظم له الأجر كما قال تعالى " من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ".






    --------------------------------------------------------------------------------


    فضل معلم القرآن ومتعلمه

    وعن إبراهيم النخعي قال " معلم الصبيان تستغفر له الملائكة في السماوات والدواب في الأرض والطيور في الهواء والحيتان في البحار ".

    ولننظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول لمعاذ رضي الله عنه : " يا معاذ إن أردت عيش السعداء وميتة الشهداء والنجاة يوم الحشر والأمن من الخوف والنور يوم الظلمات والظل يوم الحرور والري يوم العطش والوزن يوم الخسفة والهدى يوم الضلال فادرس القرآن فإنه ذكر الرحمن وحرز من الشيطان ورجحان في الميزان (أخرجه الديلمي).

    وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي هريرة : " يا أبا هريرة تعلم القرآن وعلمه الناس ولا تزال كذلك حتى يأتيك الموت فإنه إن أتاك الموت وأنت كذلك حجت الملائكة إلى قبرك كما تحج المؤمنون إلى بيت الله الحرام " أخرجه الترمذي والنسائي وابن ماجة.

  6. #6

    الصورة الرمزية عُبيدة

    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المـشـــاركــات
    4,267
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: | الحملة 5 | أهــل الــقــرآن ...



    الأحاديث الدالة على فضل القرآن الكريم


    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين، اللهم اغفر لنا ولشيخنا يا رب العالمين، قال المؤلف رحمه الله: ولمسلم عن أبي أمامة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه، اقرؤوا الزهراوين: البقرة وسورة آل عمران، فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان، أو: كأنهما غيايتان، أو: كأنهما فرقان من طير صواف، تحاجان عن أصحابهما، اقرؤوا سورة البقرة، فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة .

    وله عن النواس بن سمعان قال: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : يُؤْتَى بِالْقُرْآنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَهْلِهِ الَّذِينَ كَانُوا يَعْمَلُونَ بِهِ، تَقْدُمُهُ سُورَةُ الْبَقَرَةِ وَآلُ عِمْرَانَ، وَضَرَبَ لَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثَةَ أَمْثَالٍ، مَا نَسِيتُهُنَّ بَعْدُ، قَالَ: كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ أَوْ ظُلَّتَانِ سَوْدَاوَانِ بَيْنَهُمَا شَرْقٌ، أَوْ كَأَنَّهُمَا حِزْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ، تُحَاجَّانِ عَنْ صَاحِبِهِمَا .

    وعن ابن مَسْعُودٍ قال ُقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، لَا أَقُولُ: الم حَرْفٌ وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ وَلَامٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ رواه الترمذي وقَالَ: حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.

    وله وصححه عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: يُقَالُ لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ: اقْرَأْ وَارْتَقِ وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ فِي الدُّنْيَا، فَإِنَّ مَنْزِلَتَكَ عِنْدَ آخِرِ آيَةٍ تَقْرَأُ بِهَا .

    ولأحمد نحوه من حديث أبي سعيد، وفيه : فيقرأ ويصعد بكل آية درجة، حتى يقرأ آخر شيء معه .

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

    تقدم الكلام على أول الباب في آيات صدر بها المؤلف هذه الرسالة، ثم ثنى بعد ذلك بذكر الأحاديث الدالة على فضل القرآن الكريم على وجه العموم، ثم فضل بعض السور من القرآن الكريم على وجه الخصوص، والحديث الذي معنا هو حديث مسلم الذي يرويه أبو أمامة رضي الله عنه في قوله عليه الصلاة والسلام : اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه هذا هو الشطر الأول من الحديث، فهذا أمر من النبي صلى الله عليه وآله وسلم بقراءة القرآن، والإكثار من تلاوته، والله تعالى قد أمر نبيه عليه الصلاة والسلام بذلك في القرآن الكريم، كما أمر أمته أيضا بتلاوة القرآن، يقول تعالى : اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ ويقول تعالى : وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وفي الآية الثالثة يقول تعالى عن نبيه عليه الصلاة والسلام في آخر سورة النمل : وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ .

    ويقول تعالى أيضا مثنيا على من يتلو القرآن من أهل الكتاب : يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ ويقول تعالى أيضا : إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ والآيات في هذا كثيرة لكن هذه أظهرها، وهي التي يشهد لها هذا الحديث، فقوله عليه الصلاة والسلام : اقرؤوا القرآن فقراءة القرآن على نوعين:

    قراءة واجبة، يجب على الإنسان أن يقرأ القرآن، وقراءة غير واجبة، فأما القراءة الواجبة فإنها في الصلاة لا تصح صلاة المصلي إلا إذا قرأ بفاتحة الكتاب من لم يقرأ بفاتحة الكتاب فصلاته خداج خداج خداج فالواجب على المسلم ومن دخل في الإسلام أن يتعلم شيئا من القرآن، وعلى وجه الاختصاص سورة الفاتحة ؛ لأن بقراءتها يستطيع أن يصلي، فهذه القراءة واجبة، فلا تصح الصلاة بدون قراءة الفاتحة، والقراءة غير الواجبة هي من خلق المسلم، أن يداوم على تلاوة القرآن الكريم، للآيات السابقة التي فيها الأمر من الله تعالى لنبيه عليه الصلاة والسلام، وأمته تدخل في هذا الأمر تبعا لما أمر به عليه الصلاة والسلام.

    والنبي عليه الصلاة والسلام أيضا أمر أمته بتلاوة القرآن، كما في هذا الحديث قال : اقرؤوا القرآن أي أكثروا من قراءته، وداوموا على قراءته، والقراءة أيضا ليست قراءة مجردة من العمل أو الاتباع ؛ فإن الذي يقرأ القرآن ولا يعمل به، أو يقرأه ويقع في المحرمات وهو يعلمها، فهذا مخالف لما دل عليه القرآن الكريم ؛ لأن الله تعالى قد أمر بالاتباع، أي باتباع هذا القرآن الكريم، قال الله تعالى : وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وقال تعالى في أول سورة الأعراف : اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ يقول العلماء: إن الله تعالى حينما أمر بالاتباع أمر كذلك بالتدبر، فقال تعالى : كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وذم الله تعالى أقواما لم يتدبروا القرآن الكريم، فقال : أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ وقال تعالى أيضا : أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ في موضعين في القرآن الكريم، هذا استفهام إنكاري يعني أليس لهم عقول ولهم أسماع ولهم تفكير ؟ فإذا قرؤوا عليهم أن يتدبروا ويعلموا ما دل عليه القرآن الكريم.

    وقال العلماء، وهذه قاعدة من قواعد فهم القرآن الكريم، عندنا تدبر وعندنا اتباع، قال العلماء: التدبر يورث العلم، والاتباع يورث العمل، وقد أشار إلى هذا ابن القيم رحمه الله في كثير من كتبه، فالذي يقرأ القرآن ويتدبر الآية يستفيد علما كثيرا ويتأمل في هذه الآية فيما ورد في السياق قبلها وبعدها وفي هذه الآية التي يتلوها أيضا، يتدبر ويعمل فكره، ويقرأ في كتب التفسير، ويسأل عما أشكل عليه، حينئذ يكتسب علما وهذا من أفضل العلوم، وهو تدبر القرآن الكريم.

    ثم إن الاتباع - كما قلت - يورث العمل، فمن عمل بالقرآن فقد اتبع القرآن، يقول تعالى في آية : فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى وقال في آية أخرى : فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ يعني من عمل بالقرآن، ويقول ابن عباس: " من عمل بالقرآن ضمن الله تعالى له الفلاح والسعادة في الدنيا، وألا يشقى في الآخرة " عند سورة طه : وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا كما قال الله، وقبلها قال تعالى : فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا إذن الاتباع هو يعني العمل، والتدبر هو يعني الحصول على العلم، على علم القرآن الكريم، فقوله عليه الصلاة والسلام : اقرؤوا القرآن حث للناس أن يقووا صلتهم بكتاب الله، قراءة وتدبرا وعملا، ثم بين النتيجة أو الثمرة الناجمة عن قراءة القرآن بالتدبر والاتباع، قال عليه الصلاة والسلام : فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه أي القرآن الكريم يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه، وشفاعة القرآن من وجهين:

    الأول: إن كان عليه ذنوب وخطايا شفع له القرآن في تخليصه منها.

    والثاني: إن لم يكن عليه ذنوب، شفع له القرآن في رفع درجته في الجنة ؛ أي في المسابقة إليها، أو في جميعها، وكل ذلك بفضل الله تعالى وكرمه.

    وهنا مسألة، وهي ربما قد تكون تكررت في هذا الحديث وفي الأحاديث الآتية، قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم : فإنه يأتي أي القرآن، وفي الأحاديث التي ستأتي يقول: يؤتى بالقرآن، وهذه مسألة تحدث فيها العلماء، هل القرآن يأتي ؟ وجاء عند أحمد حديث في فضل آية الكرسي، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال في فضلها : إن لها لسانا وشفتين تقدس الملك عند ساق العرش أي آية الكرسي إن لها لسانا وشفتين تقدس الملك عند ساق العرش ومعنى ذلك، معنى قوله عليه الصلاة والسلام: فإنه يأتي، أي القرآن، أو: يؤتى بالقرآن، أو أن الآية لها لسان وشفتان، العلماء تكلموا في هذا، وسأحيلكم إلى المراجع التي فيها الكلام حتى تراجعوه، قالوا: إن المقصود من ذلك ثواب قراءة القرآن يكون يوم القيامة في صورة رجل، وقد ذكر ذلك البخاري في كتاب خلق أفعال العباد، المجلد الثاني، صفحة مائة وستين، وذكره الترمذي أيضا في فضائل القرآن، حيث قال الترمذي رحمه الله: ومعنى هذا الحديث عند أهل العلم، أي كلمة: فإنه يأتي، أنه يجيء ثواب القرآن، كما فسر بعض أهل العلم هذا الحديث وما يشبهه من الأحاديث . وذكر ذلك أيضا ابن تيمية في الفتاوى، في المجلد الخامس صفحة ثلاثمائة وتسعة وثمانين، في المجموع.

    والمقصود أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما أخبر مجيء القرآن في هذه السورة أراد به الإخبار عن قراءة القارئ، وذلك هو ثواب القرآن الكريم، كما في بعض الأحاديث أيضا : يؤتى بالملك في صورة كبش وجاء في بعض فضائل سور القرآن كما جاء في فضل سورة تبارك أنها تحاج عن صاحبها، تحاج، والذي يحاج هو الثواب، ثواب هذه السورة، فإذا جاء مثل هذا اللفظ في الأحاديث النبوية: يؤتى، يحاج، يأتي، فالمقصود من ذلك هو إتيان ثواب القرآن الكريم، أو كما قال البخاري أن الله جل وعلا يجعل هذا الثواب في صورة إنسان، أو في صورة رجل . وتراجع المسألة في المراجع التي أشرت إليها.

    فهذا الحديث دل على فضل قراءة القرآن الكريم، وأن قارئ القرآن الكريم ينال هذه الرتبة وهذه المزية وهذا الشرف وهذه الرفعة والشفاعة، إذا عمل بالقرآن الكريم، أما أنه يقرأ هذا القرآن وهو يعرض عنه ويعرض عن آياته، فقد تحمل وزرا كبيرا، وسوف يسأل عن هذا أمام الله جل وعلا، أو أنه يكون قرأ القرآن ولكنه لم يجاوز الحنجرة، كما وصف النبي عليه الصلاة والسلام الخوارج بذلك، يتدينون بالعبادة والزهد والورع وكثرة العبادة وقراءة القرآن والخشوع، لكن العمل لديهم بالقرآن يكاد يكون مفقودا، وإن وجد فهو عمل لا يوافق هدي القرآن الكريم، كما قال عليه الصلاة والسلام : يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم فلا يعملون به العمل الصحيح وإن كانوا يعملون به فيما يرون هم، لكن العمل الصحيح المقتضي لهذه الدلالات لا يوجد عندهم.

    هذا الحديث في أوله، وهو : اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه هذا المقطع الأول للقرآن كله، لبيان فضل القرآن على وجه العموم، وتدخل فيه أيضا سورة البقرة وسورة آل عمران التي سيأتي الحديث عنها، فالشاهد أن النبي عليه الصلاة والسلام عمم الفضل في فضل قراءة القرآن الكريم، ثم بعد ذلك عطف العامل وهو القراءة، وقال : اقرءوا الزهراوين، البقرة وسورة آل عمران خص هاتين السورتين بالذكر، وهذا - كما قلنا - تخصيص من عموم، عمم الأول، وقال: اقرءوا القرآن، وسورة البقرة وآل عمران ضمن القرآن، ولكنه رجع وخصص سورتين من سور القرآن بمزية وشرف وفضل، فقال : اقرؤوا الزهراوين البقرة وآل عمران فبدأ عليه الصلاة والسلام بذكر الأوصاف التي اشتملت عليها هاتان السورتان، فبدأ بالوصف الأول وقال: الزهراوين، ومعنى الزهراوين: النيرتان ؛ أي النيرتان، الزهراوين النيرتين، هذا وصف عام، ثم بين المجيء الذي يأتي فيه ثواب سورة البقرة وسورة آل عمران، وهي جزء من القرآن الكريم داخلة في المعنى السابق الذي ذكرته لكم، فإنهما تأتيان، فالإتيان هنا المقصود به الثواب، ثواب هاتين السورتين ؛ فإنهما يأتيان يوم القيامة، ووصف هذا الإتيان بهذا الثواب بأوصاف، ولعله ثلاثة أوصاف كما سيأتي أيضا في الحديث الذي بعده:

    الوصف الأول، قال: غمامتان، جمع غمامة، والغمام هو السحاب الملتف إذا كان قريبا من الرأس، يعني قريبا يراه الإنسان وهو مظله، والله تعالى قد ذكر الغمام في قوله تعالى : هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وهذا الإتيان هو إتيان يليق بالله، يليق بجلاله، إتيانا يليق به سبحانه.

    ثم جاء الوصف الثاني قال: غيايتان، والغياية: كل شيء أظل الإنسان فوق رأسه، من السحاب أو غيره.

    ثم جاء الوصف الثالث قال: أو كأنهما فرقان من طير صواف، والفرقان أي قطيعان، الفرق هو القطيع من كل شيء ؛ أي قطيعان، عليها من طير صواف أي مصطفة، تحاجان عن أصحابهما، وهذه المحاجة أيضا داخلة فيما تقدم من أنه الثواب.

    ثم قال أيضا : اقرؤوا سورة البقرة، فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة خصص بعد تخصيص، خصص سورة البقرة من سورة آل عمران، أولا خص سورة البقرة وآل عمران من عموم، ثم خصص من خصوص، وخص سورة البقرة، قال : اقرؤوا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة المراد بالبطلة في الحديث: السحرة، وما وجه التسمية بالبطلة ؟ نعم .... يعني أنهم أهل باطل، يعني ما يفعلونه باطل، والوجه في ذلك تسمية لهم باسم فعلهم ؛ لأن ما يأتون به باطل، والله تعالى قد قال في سياق الحديث عن السحرة : فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ باطل فعلهم، وقال تعالى في سورة الأعراف : إِنَّ هَؤُلَاءِ مُتَبَّرٌ مَا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ فسموا بطلة، سموا بهذه التسمية تسمية لهم باسم فعلهم ؛ لأن ما يأتون به باطل، ولا يستطيعون قراءتها، ولهذا قال: لا تستطيعها البطلة، وإنما لم يستطيعوا قراءتها وذلك لزيغهم عن الحق وانهماكهم في الباطل، ولهذا - كما سيأتي في التفريق ما بين سورة البقرة وسورة آل عمران - الله تعالى قد ذكر في هذه السورة الحديث عن السحر وبيان ضرره، أولا بيان عاقبته وما يترتب عليه، وبيان عاقبته وضرره، بين ما يترتب عليه وهو الكفر في الآية : وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا ثم إنهم لا يستطيعون الضرر إلا بإذن الله تعالى، لكن ما وقعوا فيه هو ضرر، ما وقعوا فيه هو ضرر على أنفسهم، والعقاب الذي سوف ينالونه في الآخرة.

    ذكر الله تعالى في آخرها : وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ ذكر الله قال : مَا يَضُرُّهُمْ إثبات الضرر وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ هذا هو العقاب ما له في الآخرة من خلاق وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ثم جاء تحذير من الله تعالى لهم وتخويفهم بالله، وتخويفهم بما هم عليه وأن عليهم أن يتوبوا من هذا الفعل وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ يعني لأثابهم الله تعالى على هذه التوبة، كما نادى الله تعالى من اتهم ربه بالكفر، ناداهم وهو الرحيم الرحمن قال : أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ فهؤلاء السحرة لا يستطيعون هذه السورة، بل هي مما يزعجهم ويقلقهم، وكما جاء في فضل أيضا سورة البقرة، وقد ساقها ابن كثير في أول السورة أن البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة لا يدخله شيطان إن مما يزعج الشياطين ويزعج السحرة قراءة هذه السورة العظيمة، لما لها من الفضل والبركة.

    وقد وصفها النبي صلى الله عليه وآله وسلم بهذا الوصف الجامع لكل خير، ما هو ؟ فإن أخذها بركة ؟ ونكر هذه البركة، ولم تأت معرفة، فإن أخذها بركة ؛ بركة في كل شيء، ونكرها لتذهب فيها النفس أي مذهب في البركة، والقرآن كله مبارك على وجه العموم أيضا، لكن هذه السورة خصت ببركة خاصة، كما قال الله تعالى عن القرآن : وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ .

    لم يأت في القرآن وصف القرآن بأنه المبارك، وإنما مبارك، جاء إيش منكر؟ أي لتعم هذه البركة كل ما يخطر ببال الإنسان، بركة في الإيمان، بركة في الطاعة، بركة في العمر، بركة في الأولاد، وفي المال، وفي الحفظ، والصيانة والتأييد والنصر، هذه بركة عامة، فالقرآن وصف بأنه كله مبارك، والنبي -عليه الصلاة والسلام- خص سورة البقرة ببركة خاصة؛ ولهذا قال بركة مفردة، مفردة لأنها لسورة البقرة، والذي يترك سورة البقرة، وهو قادر على قراءتها، ومهملٌ هذا الوعيد أمامه، قال: وتركها حسرة .

    والحسرة هو ما يتحسر به الإنسان في نفسه، ما يتحسر به الإنسان من ضيق، أو قلقٍ، أو اضطرابٍ نفسي، أو فزعٍ أو خوفٍ، وغير ذلك من الحسرات التي تأتي؛ ولهذا الله تعالى قال لما أعرض أعرض الناس عن استجابة الأنبياء قال الله تعالى: يَاحَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ يَاحَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إلى آخر الآية.

    ولعل خصوصية سورة البقرة بهذه المزايا التي سمعناها في الحديث في طرد الشيطان من أجل أن مقصودها ملازم لطرد الشيطان يعني مقصود هذه السورة وما احتوته من المعاني والدلالات.

    الحديث الثاني: وهو حديث النواس بن سمعان يقول: يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورة البقرة وآل عمران ثم ضرب -عليه الصلاة والسلام- ثلاثة أمثال قد تقدم بعضها، وهي الغمامتان، ثم ذكر مثلين آخرين يضمان إلى ما سبق من أمثلة قال: أو ظلتان سوداوان وأن بينهما شرق أي بينهما مشرق، والمشرق هو الضياء والنور كما يقال أشرقت الشمس أي أضاءت، وقوله سوداوان -الظلتان واضحة- هو إشارة بالسواد إلى قوة هذا الظل الذي حاصل؛ لأنه الآن إذا غيمت السماء بغيوم شديدة في وقت الضوء والشمس اختفت الشمس، وتراكم السحاب وتآلف بعضه مع بعض الله تعالى قال : يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ يعني تألف السحاب بعضه مع بعض، ثم اسود هذا السحاب، أوقع إيش أوقع ظلمة شديدة.

    وهذا شيء مشاهد ومحسوس، فلا يعنى بالسواد هنا أنه شيء فيه عقاب أو فيه ظلمة؛ ولهذا ينبغي أن يوضح أمر ذكره أهل التفسير، بين الظلتين عندما قال -عليه الصلاة والسلام- كأنهما غمامتان أو ظلتان بين الظلتين السوداوين مشارق أنوار وإنما نبه في هذا الحديث على هذا الضياء؛ لأنه لما قال سوداوان قد يتوهم متوهم أنهما مظلمتان، فنفى ذلك بقوله بينهما إيش شرق، والشرق هو إضاءة الشرق هو إضاءة.

    قال: بينهما شرق أي مشارق أنوار ومشارق الأنوار هي الضياء، والنور الساطع، إذن ما المراد بقوله سوداوين؟ أي من كثافتهما التي بسببها حالتا من تحتهما وبين حرارة الشمس، وشدة اللهب في ذلك الموقف، يعني حالة هذه السحابة بهذه الظُلة، وهذه الظُلة التي فيها وهذا السواد حجبت الحرارة، وحرارة الشمس أن تقع على صاحب هذا القرآن، وخص منه سورة البقرة وآل عمران.

    ثم عطف أيضاً معنى آخر، وقال: أو كأنهما حذقان من طير صواف الحذق هو الجماعة من كل شيء، سواء كان من الناس أو من الطير أو من غيرهما، وحذقان جمعها حذق، لكن الوصف جاء لسورتين، ويروى أيضاً: خرقان بـالخاء والراء وهو ما انخرق من الشيء وبان منه، ولكن هذا ما يترجح، والصواب هو الأولى كما ذكر ذلك أهل الحديث شراح الحديث، وترجعون في معاني هذه الألفاظ الغريبة في هذا الحديث إلى كتب غريب الحديث، ومنها كتابان كتاب غريب الحديث للخطابي أبو سليمان، وكتاب غريب الحديث في نهاية النهاية في غريب الحديث لابن الأثير، في معنى هذه الألفاظ الغريبة التي جاءت في هذه الأحاديث.

    الكلام هنا قلنا تخصيص بعد عموم، وهو لسورة البقرة وآل عمران، نعود إليهما مرة ثانية، ذكر العلماء أن في سبب تسمية سورة البقرة وسورة آل عمران بالزهراوين وجهين ذكر العلماء وجهين:

    الوجه الأول: إما لهدايتهما قارئهما بما يزهر له من أنوارهما لما يزهر له من أنوارهما.

    والوجه الثاني: وإما لما يترتب على قراءتهما من النور التام يوم القيامة.

    وهنا هذا الوصف كله يدور على الضياء والنور، سواء كان في غمامتان أو غيايتان أو فرقان أو ظلتان أو سوداوان، هذا كله يدور على تحقق وجود النور، إذن تأمل في القرآن أيضا أليس القرآن موصوف بأنه نور، كتاب، قال تعالى قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ ويقول تعالى : وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا أي القرآن كله نور، الأصل أن القرآن كله نور، لكن هذه السورة أو هاتان السورتان خصتا بنورٍ أقوى وبنورٍ يفضل ذلك النور يزيد عليه، وهذا فضل خاص.

    يأتينا إنسان، ويقول: إن القرآن كله موصوف بأنه نور، أيضا القرآن موصوف بأنه بركة كما تقدم، القرآن مأمور بقراءته كله، لكن هذه السورة سورة البقرة وسورة آل عمران خصتا بهذا الفضل العظيم، وهذه المزية الكبيرة؛ ولهذا في حديث عند البخاري يرجع إليه في قصة أسيد بن حضير وهو ممن آتاه الله صوتاً حسناً، مثل أبي موسى الأشعري، وأبي بن كعب وعبد الله بن مسعود، وغيرهم من الصحابة.

    أسيد بن حضير كان يقرأ في بيته سورة البقرة، في الليل وعنده فرسه، ويقرأ سورة البقرة، فاجتال هذا الفرس عن مكانه، يعني بدأ يتحرك، فسكت أسيد فسكن الفرس، ثم رجع فقرأ فتحرك الفرس، وكاد أن يطأ ابنه، فلما جاء من الغداة أخبر النبي -عليه الصلاة والسلام- بذلك وقال قال: هذه الملائكة -يعني فَرِحة بقراءتك لهذه السورة- ولو بقيت أن تقرءها إلى صلاة الفجر لنزلت الملائكة ورآها الناس هذا من فضل هذه السورة سورة البقرة، والحديث في صحيح البخاري يراجع في فضل هذه السورة العظيمة.

    إذن نقول وجه بيان فضل سورة البقرة يمكن أن نأخذ هذا البيان هذا الفضل من خلال السورة نفسها، هذه السورة سُميت بسنام القرآن، وسنام الشيء هو أعلاه، وسُميت أيضاً سماها بعض الصحابة بأنها فسطاط القرآن فسطاط القرآن، والفسطاط هو ما أحاط بالمكان هو ما أحاط بالمكان، ونالت هذه السورة هذه المزية وهذا الفضل لأمور:

    أولاً: أن فيها أفضل آية في القرآن الكريم وهي آية الكرسي وجاء في صحيح مسلم وفي بعض السنن: أن النبي -عليه الصلاة والسلام- سأل أبي بن كعب وقال: أي آية في كتاب الله أعظم؟ فأجابه أبي بما فتح الله عليه قال آية الكرسي قال النبي -عليه الصلاة والسلام- ليهنك العلم أبا المنذر أي هنيئاً لك هذا العلم الذي قلته، فهي سيدة آي القرآن، وأعظم آية في القرآن، وأفضل آية في القرآن هي آية الكرسي، وليس الحديث عن فضل هذه الآية، وإنما هذه الآية جاءت في سورة البقرة.

    ثانياً: جاء في هذه السورة فضل آيتين من آخر سورة البقرة، وجاء في الصحيح: من قرأ الآيتين الأخيرتين من سورة البقرة كفتاه وهي آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ إلى آخر الآيات.

    الثالث: أن الله تعالى فرض فيها شعيرة من شعائر الإسلام وركنا من أركان الإسلام وهو الصيام يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ وفي هذه السورة آخر آية نزلت وهي قوله تعالى : وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ وفي هذه السورة أيضاً تشريع التوجه إلى القبلة لهذه الصلاة العظيمة قال تعالى : فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ومن ذلك أيضاً فيها التحذير من السحرة، والتحذير من إتيانهم أو تصديقهم، وفيها أيضاً بيان حد القصاص يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ وفيها كذلك بيان كثير من الأحكام الشرعية والمعاملات.

    وخلاصة ما في هذه السورة يدور على أمرين:

    الأول: سمو هذا الدين، أن فيها حديث عن سمو هذا الدين على من سبقهم وعلو هديه وأصول تطهيره للنفوس.

    الثاني: بيان شرائع هذا الدين لأتباعه وبيان ما تصلح به أحوالهم.

    هذا ما يخص سورة البقرة، لكن الترغيب من النبي -عليه الصلاة والسلام- في هذه السورة جاء في هذا الحديث جاء لسورتين سورة البقرة وآل عمران، إذن يمكن أن ينشأ هنا سؤال أو يقول قائل: ما وجه الحث والترغيب في قراءة هاتين السورتين هل بينهما تشابه ؟ هل بينهما ترابط ؟ الجواب: بينهما تشابه من وجوه متعددة:

    الوجه الأول: أن السورتين افتتحا بـالحروف المقطعة، فهذه افتتحت بقوله تعالى : "الم" وسورة آل عمران كذلك بـ "الم"

    ثم أيضاً الثاني: في السورتين بيان لأحكام الحج والعمرة.

    والثالث: في السورتين -والآيات واضحة يعني لا نقرأ إلا ما أشكل منها.

    وفي السورتين أيضاً التحذير الشديد والتنفير العظيم من التعامل بالربا، وجاء التصدير أيضاً بلفظ الإيمان يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا وفي سورة آل عمران يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً التحذير من الربا تحذيراً بليغاً جاء في هاتين السورتين.

    الرابع: ذكر الشهادة في سبيل الله، وبيان فضل الجهاد وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وهناك وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا وبيان ما للشهادة من الفضل والأجر العظيم عند الله تعالى.

    الخامس: فضل المسجد الحرام: ففي سورة البقرة جاء التنويه بمكانة البيت الحرام والتوجه إلى القبلة في آيات متعددة، ثم جاء الحديث في سورة آل عمران وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ فِيهِ آَيَاتٌ بَيِّنَاتٌ إلى آخر الآيات بيان فضل المسجد الحرام الذي يليه التنويه بشأن القرآن، وهذا جاء في افتتاح كل سورة الم ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ وفي سورة آل عمران نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ .

    التنويه بشأن القرآن الذي يليه أيضاً وهو ذكر اسم الله الأعظم في السورتين؛ ولهذا جاء حديث عند أبي داود من حديث أسماء بنت يزيد: أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم قال : اسم الله الأعظم في هاتين السورتين في سورة البقرة وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ وفي سورة آل عمران اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ويقول أهل العلم كما عند أحمد أن اسم الله الأعظم في الثلاث الآيات التي في سورة التي في القرآن أولها في سورة البقرة في آية الكرسي اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ وفي صدر سورة آل عمران الم اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ وفي سورة طه وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ اسم الله الأعظم في هذه الآيات.

    ومن الوجوه أيضاً المجادلة والمحاجة؛ ففي سورة البقرة ذكر الله تعالى أن إبراهيم حاج النمرود أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وهو نبي من أنبياء الله، وفي سورة آل عمران النبي -عليه الصلاة والسلام- حاج قام بمحاجة نصارى نجران الوفد الذين جاءوا إليه فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ إلى آخر الآية، فيها محاجة.

    وهناك وجه شبه بينهما، وهذا منهج دعوي يسير عليه الداعية أنه يقيم الحجة على من يدعوه إلى الحق إذا أبى عن ذلك، وإبراهيم عليه السلام ضرب الله له أروع الأمثلة في القرآن الكريم حينما حاج قومه وهو يدعوهم إلى التوحيد، ومن ذلك ما أخبر الله تعالى عنه في سورة الأنبياء وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ إلى أن بين دعوة الحق، وأقام على قومه الحجة، أيضا في ذلك حتى إنهم رجعوا إلى أنفسهم، واتهموا نفوسهم بأنهم ظالمون، وغير ذلك أقام عليهم الحجة، كما أن إبراهيم عليه السلام قام بمحاجة أبيه وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ الآية واضحة، كل هذه محاجة في بيان الحق، قال تعالى: وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ فالأنبياء عليهم الصلاة والسلام يقيمون الحجج على أقوامهم بالدعوة إلى الله وينذرونهم ويخوفونهم، والله تعالى بعثهم مبشرين ومنذرين ، رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ ينذرونهم بعذاب الله، ويبشرونهم برضوان الله تعالى، وهذا قد جاء في هذه السورة هذا تأمل سريع، وإلا من تأمل وأنعم النظر سيجد شيئا أكثر.

    ومن ذلك أيضاً الختم بالأدعية المتضمنة للربوبية، وهذا كله جاء في أواخر السورتين، ففي آخر سورة البقرة جاء فيها : رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ إلى آخر الآية ربنا . . ربنا . . تكرر لفظ الربوبية، وفي آخر سورة آل عمران أيضاً رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ تكرر ثلاث مرات خلاف ما ورد في وسطها أيضاً من لفظ الربوبية، كذلك من أوجه الشبه بين السورتين ذكر الطير، فالله تعالى حينما طلب إبراهيم عليه السلام من ربه وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ حتى يطمئن قلبه أحيا هذه الطير.

    كذلك فعل عيسى عليه السلام في هذا، في سورة آل عمران مين يذكر الآية، نعم ... أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فذكر الطير أنه يحيي الموتى بإذن الله، فهذه أوجه شبه تدلك على ما لهذه السورتين من الفضل والمزية على غيرهما، إذن لما كان لهاتين السورتين هذه المزايا والفضائل، فإن التالي لهما حق تلاوته، وكان حاملا لهما ومستظهرا لما فيهما استحق هذا الفضل من الله تعالى يوم القيامة، وهو هذا النور المشرق الذي يحفظه وينصره ويؤيده بهذه السورة العظيمة.

    وأذكر لكم كتابا اعتنى بهذه المعاني ولم أذكره أمس وهو في فضائل القرآن، لكنه نفيس جداً من حيث إنه يجمع كل الآثار والأحاديث في فضل هذه السورة، وهو كتاب مصاعد النظر (إلى مشارف إلى مقاصد السور) للبقاعي، وهو في ثلاث مجلدات (مصاعد النظر إلى مقاصد السور) في ثلاث مجلدات، وساق جملة من الآثار والأحاديث من الأحاديث والآثار عن الصحابة، وعن التابعين في فضل كل سورة في القرآن الكريم، يعني هو أوسع جمع كلام من تقدم من أهل العلم الذين ذكرت لكم أسماءهم أمس؛ لأنه متأخر، هذا في القرن التاسع الهجري، حتى إنه ذكر أثراً عند الإمام مالك في الموطأ، أن ابن عمر -رضي الله عنه- مكث على قراءة سورة البقرة كم قيل ؟ ست وقيل ثمان وقيل اثنا عشر، وليس عجزاً في حفظها، وإنما يتأمل ما فيها من الأحكام، ومن الهدايات والدلالات والتشريعات، فيقال في بعض الروايات أنه لما انتهى منها نحر جزوراً فرحاً بذلك.

    ولهذا كان هذا هو منهج الصحابة -رضوان الله عليهم- كانوا لا يتجاوزون العشر الآيات إلا وقد قرءوها، وتعلموها، وعقلوها، وفهموا ما فيها من الأحكام ومن الآداب والتشريعات، ليس كحال الناس بعدهم، يحرصون على القراءة السريعة، والهذ السريع دون التأمل والتدبر، فلا بد من التدبر كما أشرت لكم سابقاً، فهذا هو الذي ينال به صاحبه الفضيلة والأجر من الله تعالى، هذا ما يتعلق بالأحاديث التي سبقت وتقدمت.

    ونذكر دلالة هذه الأحاديث هذه الأحاديث في فضل سورة البقرة وآل عمران:

    دلت الأحاديث أولاً: برواياتها أن هذا الفضل لا يكون إلا لأهل القرآن، الذين يعملون به، وليس لأهله الذين يقرءونه ولا يعملون به، هذا لا يكون لهم؛ لأنه ولله المثل الأعلى لو جاء إنسانا خطاب من ملك أو أمير أو مسئول، وقال له في هذا الخطاب عليك أن تعمل كذا وكذا وكذا وتنفذ، وأعطاه قائمة، فجلس هذا الإنسان المكلف بهذا الخطاب يقرؤه على الناس ويردده، يقرؤه في الصباح وفي المساء، ومن الغد يقرؤه في الصباح والمساء، هل هذا يكون استجاب لما في هذا الخطاب ؟ لا يكون استجاب له، إنما يردد كلاماً.

    فكذلك الذي يقرأ القرآن -ولله المثل الأعلى- يقرأ القرآن لكنه لا يعمل به، وإن كان يؤجر عليه، الأجر على قراءة القرآن ثابت، ولكن عليه العمل به بقدر ما يستطيع، فعليه أن يعمل ويجتهد في العمل بهذا القرآن؛ لينال هذه المزية.

    الثاني: دلت الأحاديث على فضل سورة البقرة على سائر سور القرآن، حتى على سورة آل عمران، ودل الحديث، دلت الأحاديث أيضاً على فضل سورة آل عمران، ودلت الأحاديث أيضاً على أن سورة البقرة وقاية لمن قرأها أو قرئت عليه من كل شر وبلاء، وخاصة السحر الذي ابتلي به الناس، ومما دلت عليه الأحاديث أن الإنسان سوف يرى أثر عمله بالقرآن، سوف يرى أثر عمله بالقرآن وخاصة لهاتين السورتين.

    والحديث الآخر، وهو حديث عبد الله بن مسعود، وهذا فيه بيان فضل تلاوة القرآن على وجه الدقة والبيان والتوضيح؛ ولهذا يقول النبي -عليه الصلاة والسلام- من قرأ حرفاً وهذا من باب الحث على الإكثار من تلاوة القرآن الكريم، ولم يقل من قرأ سورة، أو من قرأ آية، أو من قرأ حزباً، أو من قرأ جزءاً، وإنما جاء بالحرف الواحد، وكم في القرآن من حروف! آلاف الحروف، من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول "الم" حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف تفصيل دقيق لبيان الأجر المترتب على تلاوة القرآن الكريم.

    وهذا أيضاً يذكر بالآية التي في سورة فاطر في قوله تعالى إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ انظر إلى العمل إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ إقامة الصلاة من العمل بالقرآن وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ من العمل بالقرآن سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ جاءت الأجور من الله تعالى لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ هذا عموماً لكن النبي -عليه الصلاة والسلام- في هذا الحديث يبين هذه الأجور وفضلها، وأنها قد تزيد على الحسنة في الحرف الواحد؛ لأن الله تعالى يضاعف الأجور لعباده، كما قال تعالى في الإنفاق مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ .

    فدل الحديث على هذا الفضل الكبير لمن يقرأ القرآن، وأنه سوف يثاب على الحرف الواحد، حتى من هذه الحروف المقطعة التي ضرب بها النبي -عليه الصلاة والسلام- المثل، ثم قال المصنف: وله -أي لمن سبق ذكره- وهو الترمذي وصححه عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرأ بها .

    ولأحمد نحوه من حديث أبي سعيد، وفيه: فيقرأ ويصعد بكل آية درجة حتى يقرأ آخر شيء معه وهذا بيان لفضل صاحب القرآن، الذي يقرأ القرآن ويعمل به، وهو بيان للجزاء المترتب على ما يناله هذا القارئ في الآخرة بعد أن يقضي الله تعالى بين العباد، فيدخل أهل الجنة الجنة، يقال لصاحب القرآن من بين سائر الناس بهذه المزية، فقوله: يقال لصاحب القرآن كأنه ينادى مناداة من بين سائر الناس؛ لما له من هذه المزية، والجنة درجات فيكرم قارئ القرآن بهذا الفضل العظيم، وهو يقرأ القرآن أيضاً، فقارئ القرآن كما تقدم هو مقدم في الدنيا وفي البرزخ وفي الآخرة، كما سيأتي من الأحاديث.

    وفي هذا الحديث بيان بتقديم قارئ القرآن في الدار الآخرة، ويعرفه إخوانه من أهل الجنة أنه تميز عليهم بهذه الميزة بقراءة القرآن الكريم، فيؤمر أيضاً بترتيل القرآن كما كان يرتله في الدنيا ولا يتوقف عند منزلة محددة، وإنما قال: فإن منزلتك عند آخر آية تقرأ بها، وهو يقرأ ويمشي، والحديث ربما يؤخذ منه دلالة على أن الإنسان يقرأ القرآن في أي وقت يجد نفسه نشيطا ومستعدا لتلاوة القرآن الكريم، حتى ولو كان يمشي ليستفيد من وقته ويردد ما حفظه ويتعاهد ما قرأه؛ حتى لا يضيع، وهذا فضل عظيم لقارئ القرآن أن ينال هذه الدرجة وهذه الرتبة عند الله تعالى في الآخرة.

    فقارئ القرآن هو من أهل الجنة الذين يكرمهم الله تعالى بمزية على غيرهم بهذه الدرجات العليا، وهذا يذكرنا بالآية السالفة يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ فهذه الدرجات في الدنيا وفي الآخرة؛ في الدنيا تكون بالنصر والتأييد وبالذكر الحسن، وفي الآخرة جاء التفسير لها بهذا الحديث، فإنه يقرأ ويصعد هذه الدرجات، وكلها فضل من الله، ولا يقف عند هذه الدرجة إلا حينما يتوقف عن القراءة.

    ونتوقف عند هذا القدر.

    أحسن الله إليكم فضيلة الشيخ:

    عدة أسئلة تستفسر عن يقول كيف أولنا قوله -صلى الله عليه وسلم- [إنه يأتي يوم القيامة بإتيان الثواب ولم نمرها كما جاءت]؟

    هكذا فسر أهل العلم؛ لأن الذين يقولون إن القرآن يأتي كأنه كأن القرآن مخلوق، والبخاري ذكر هذه وفصل القول فيها في الكتاب المتقدم خلق أفعال العباد، ولشيخ الإسلام كلام واسع وطويل في هذه المسألة، وأنا أحيل السائل إلى قراءة ما ذكره شيخ الإسلام في المجلد الخامس الذي تقدم ذكره؛ ولأن الثواب الذي جعله الله تعالى لقارئ القرآن هو الذي يأتي، وهكذا فسره أهل العلم بهذا البيان، وهو بيان واضح لا إشكال فيه .

    أحسن الله لكم

    يقول هل المقصود بصاحب القرآن قارئ القرآن أم حافظ القرآن؟

    صاحب القرآن هو الذي يقرأ القرآن؛ ولهذا في الحديث: اقرءوا القرآن ما قال احفظوا القرآن، وإنما الحفظ أيضاً هو جاء فيه مزية أخرى؛ ولهذا قال تعالى: بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ يعني في صدورهم أنه محفوظ، والصحابة رضوان الله عليهم استظهر أكثرهم القرآن الكريم، ومنهم أبي وعبد الله بن مسعود، ومعاذ بن جبل، وشهد لهم النبي -عليه الصلاة والسلام- بهذا الحفظ الذي حفظوه، وبهذا الإتقان الذي ضبطوه، فالحديث يصدق على هذا وهذا، ولكن حافظ القرآن الذي يحفظه له مزية على غيره؛ لهذا في الحديث الذي سيأتي يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله يعني يؤمهم الحافظ للقرآن الكريم، وليس يؤمهم الذي يقرأ وليس عنده حفظ، يؤمهم الحافظ، فالحافظ للقرآن الكريم له مزية على قارئ القرآن الذي لم يحفظ .

    أحسن الله إليكم يقول:

    ما حكم وضع نغمات الجوال مقاطع من تلاوات القرآن ؟

    أتصور أو أظن أن فيه فتوى من اللجنة الدائمة في هذا، وأن القرآن الكريم له حرمته، وهو كلام الله تعالى، وأهل العلم تكلموا في أحكام المصحف وما ينبغي نحوه، والذي يضع مثل النغمات على الجوال إنما هي تسلية أو سد فراغ، حتى يتمكن من الرد عليه، يكون كلام الله تعالى لملء هذا الفراغ حتى يأتي كلام البشر ويرد عليه، هذا لا يليق بالقرآن الكريم، وليس من آداب القرآن الكريم.

    حتى أهل العلم تكلموا في من يعلق الآيات آيات القرآن الكريم التي تعلق أيضاً حتى يقرأها الإنسان يتذكر بس تكلموا في هذا، منهم من منع أيضاً، فكيف بالجوال، والجوال أيضاً مشتمل على قضايا أخرى تخالف القرآن في الصور وفي الكلمات نابية أحيانا، في الرسائل التي توضع فيه، ثم إن الجوال أيضاً المتكلم فيه قد أحياناً يسب ويشتم، ويتكلم إذا اتصل بأحد يتكلم عليه، أو يسب أو يشتم، أو يتحدث في أعراض الدنيا، أو في أمور محرمة، ثم أجعل القرآن بين هذا، لا يمكن أن يقول بهذا إنسان يسعى إلى الأدب مع القرآن الكريم.

    وهكذا يعني المحاذير كثيرة، المحاذير كثيرة جداً، وكذلك الأدعية أنا سمعت: كثير منهم يضع أدعية يعني أدعية ... سواء إذا كان للحرم ... بدون أي شيء، عندك وسائل الآن، يوجد لديك لهذا الجوال، يعني وسخر الله لك في وسائل كثيرة، فاستخدم فيه ما ينفع ويفيد، والآن تجعل الأدعية التي فيها ربنا وفيها ألفاظ الجلالة أنها تكون للتسلية وللسماع، السماع اللي يسمونه نافلة القول يستمع هذا الكلام حتى بس يتمكن الإنسان من الرد عليه، حتى آداب الدعاء، الدعاء له آداب أيضاً، فهذه الأمور كلها على الإنسان أن يتقيها ويحذر، فليست من الأمور التي فيها أدب مع كلام الله تعالى، ومع الأدعية.

    وكذلك الأذان، الأذان يجعل للتنبيه مؤذن أيضاً، وأشد من هذا -نسأل الله السلامة- بعضهم يجعل التنبيه أغاني، تجعلها موسيقات وأغاني حتى يتنبه بهذا، وهذا مبتلى به كثير من الناس نسأل الله السلامة حتى في المساجد، وأنا كنت أذكر يعني إخواني الذين يقعون في هذا بأن في هذا أذية للناس، وأذية للملائكة الذين يحضرون للصلاة، والله تعالى يقول : وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا .

    فكيف تسعى لأذية المسلمين بما أنعم الله تعالى عليك مع وجود الوسائل التي تعينك على أن تلغي هذا الشيء إلا في الأحوال النادرة التي يكون فيها الإنسان ساهيا وناسيا، فالإنسان الساهي والناسي قد يعذر في هذا، لكن أن تكون عادة للإنسان .

    أحسن الله إليكم:

    يقول: هل يحصل ثواب قراءة البقرة وآل عمران بمجرد القراءة، أم لا بد من حفظهما ؟

    لا، قراءتها، قراءة سورة البقرة وآل عمران، كما جاء في هذا الحديث: اقرءوا البقرة وآل عمران اقرءوا هذا يصدق عليهم، لكنه يمتثل لما فيها من الأحكام والأوامر والنواهي، ويعمل بهما ولا أن يقرأها وهو يخالف ما عليها من الأوامر والنواهي، لكن المقصود من ذلك العمل، أنه يعمل ويتدبر حتى يحصل له الثواب .

    أحسن الله إليكم:

    يقول: كيف نفهم حديث ولا تستطيعها البطلة وبين حديث أبي هريرة أن الشيطان علمه آية الكرسي ؟

    قلنا: إنهم لا يستطيعونها، بينا العلة أنهم لا يستطيعونها؛ لما هم عليه من الضلال ومن الباطل؛ ولهذا لا يدخل الشيطان البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة، ونقول لك: إن أبا هريرة قرأ عليه آية الكرسي، وحينما قرأ عليه نطق بالحق، قال النبي -عليه الصلاة والسلام- : صدقك وهو كذوب ودله قال اقرأ علي كذا وكذا فقرأ آية الكرسي فشرد وذهب حينئذ، ما استطاع أن يأتي مرة أخرى، إذن هذا الحديث يصدق لما جاء فيه ولا تستطيعها البطلة .

    أحسن الله لكم وأثابكم ونفعنا بعلمكم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

    </I>




  7. #7

    الصورة الرمزية عُبيدة

    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المـشـــاركــات
    4,267
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: | الحملة 5 | أهــل الــقــرآن ...



    كيف تتأثر بالقرآن :
    > من أروع ماقرأت .. ~

    :

    أحسب أن هذه المعاني الرائعة والمؤثرة ما جاءت إلا نتيجة تجربة شخصية
    ذاق حلاوتها الشيخ فنقلها لينتفع بها المسلمون في كل عصر
    بل إني على يقين أن كثيرين انتفعوا بها ، وكانت بالنسبة لهم تجربة فريدة
    تستحق التسجيل ..
    فاقرأ بعناية وتأمل واجتهد أن تتفاعل مع ما تقرأ وانتظر النتيجة الجميلة
    هذه عشر خطوات تساعد على تدبر القرآن ، وتجعل القارئ يتأثر به ،
    ويتفاعل مع قراءته وتلاوته له ...
    وهي من كلام الغزالي رحمه الله في الإحياء ، وفيها تنبيهات مهمة ورائعة ومفيدة
    تحصيل لذة التلاوة وقراءة القرآن :
    اعلم أن هذه اللذة لن تحصل إلا بتوافر عشرة آداب عند تلاوة القرآن الكريم هي:

    فهم أصل الكلام. ثم التعظيم، ثم حضور القلب.
    ثم التدبر. ثم التفهم، ثم التخلي عن موانع الفهم،
    ثم التخصيص، ثم التأثر، ثم الترقي، ثم التبري ..
    :

    :




    فالأول: فهم عظمة الكلام وعلوه.. .

    :


    الثاني: التعظيم للمتكلم..
    فالقارئ عند البداية بتلاوة القرآن ، ينبغي أن يحضر في قلبه عظمة المتكلم
    ويعلم أن ما يقرؤه ليس من كلام البشر ،
    فتعظيم الكلام تعظيم المتكلم ،
    ولن تحضره عظمة المتكلم ما لم يتفكر في صفاته وجلاله وأفعاله،
    فإذا حضر بباله العرش واستواء ربه عليه، والكرسي الذي وسع السموات والأرض،
    واستحضر مشهد السموات والأرض وما بينهما من الجن والإنس والدواب والأشجار،
    وعَلِمَ أن الخالق لجميعها والقادر عليها والرازق لها واحد،
    وأن الكل في قبضة قدرته مترددون بين فضله ورحمته وبين نِقمته وسَطوته،
    إن أنعم فبفضله وإن عاقب فبعدله، وأنه الذي يقول هؤلاء إلى الجنة ولا أبالي،
    وهؤلاء إلى النار ولا أبالي وهذا غاية العظمة والتعالي،
    فبالتفكر في أمثال هذا يحضر تعظيم المتكلم ثم تعظيم الكلام.

    :


    :


    الثالث: حضور القلب وترك حديث النفس:
    قيل في تفسير: {يا يحيى خذ الكتاب بقوة} أي بجد واجتهاد،
    وأخذه بالجد أن يكون متجردًا له عند قراءته منصرف الهمة إليه عن غيره،
    وقيل لبعضهم: إذا قرأت القرآن تحدّثُ نفسك بشيء؟
    فقال: أو شيء أحبُّ إلي من القرآن حتى أحدث به نفسي!
    وكان بعض السلف إذا قرأ آية لم يكن قلبه فيها أعادها ثانية.
    وهذه الصفة تتولد عما قبلها من التعظيم، فإن المعظم للكلام الذي يتلوه يستبشر به
    ويستأنس ولا يغفل عنه .

    :


    :




    الرابع: التدبر


    وهو وراء حضور القلب فإنه قد لا يتفكر في غير القرآن
    ولكنه يقتصر على سماع القرآن من نفسه وهو لا يتدبره والمقصود من القراءة التدبر،
    ولذلك سُنَّ الترتيل في الظاهر ليتمكن من التدبر بالباطن،
    قال علي رضي الله عنه :
    لا خير في عبادة لا فقه فيها ولا في قراءة لا تدبر فيها.
    وإذا لم يتمكن من التدبر إلا بترديد فليردد إلا أن يكون خلف إمام،
    فإنه لو بقي في تدبر آية وقد اشتغل الإمام بآية أخرى كان مسيئًا ،
    مثل من يشتغل بالتعجب من كلمة واحدة ممن يناجيه عن فهم بقية كلامه،
    وكذلك إن كان في تسبيح الركوع وهو متفكر في آية قراها أمامُه فهذا وسواس.
    فقد روي عن عامر بن عبد قيس أنه قال:
    الوساس يعتريني في الصلاة، فقيل: في أمر الدنيا؟
    فقال: لأن تختلف في الأسِنَّة أحب إليّ من ذلك، ولكن يشتغل قلبي بموقفي
    بين يدي ربي عز وجل، وإني كيف أنصرف، فعدّ ذلك وسواسًا وهو كذلك،
    فإنه يشغله عن فهم ما هو فيه، والشيطان لا يقدر على مثله إلا بأن يشغله بمهمِّ ديني،
    ولكن يمنعه به عن الأفضل.
    وعن أبي ذر قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم بنا ليلة فقام بآية يرددها
    وهي:{ إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم..} الآية
    وقام تميم الداري ليلة بهذه الآية: { أم حسب الذين اجترحوا السيئات…} الآية،
    وقام سعيد بن جبير ليلة يردد هذه الآية: { وامتازوا اليوم أيها المجرمون }
    وقال بعضهم: إني لأفتح السورة فيوقفني بعضُ ما أشهد فيها عن الفراغ منها حتى يطلع الفجر،
    وكان بعضهم يقول: آية لا أتفهمها ولا يكون قلبي فيها لا أعدّ لها ثوابًا،
    وحُكي عن أبي سليمان الداراني أنه قال: إني لأتلو الآية فأقيم فيها أربع ليال
    أو خمس ليال ولولا أني أقطع الفكر فيها ما جوزتها إلى غيرها،
    وعن بعض السلف أنه بقي في سورة هود ستة أشهر يكررها، ولا يفرغ من التدبر فيها،
    وقال بعضهم: لي في كل جمعة ختمة وفي كل شهر ختمة وفي كل سنة ختمة
    ولي ختمة منذ ثلاثين سنة ما فرغت منها بعد، وذلك بحسب درجات تدبره وتفتيشه،
    وكان هذا أيضًا يقول:
    أقمت نفسي مقام الأجراء فأنا أعمل مياومةً ومجامعةً ومشاهرةً ومسانهةً .
    [أي بأجر كل يوم وكل جمعة وكل شهر وكل سنة، يشير إلى ختماته في تلك الأزمنة.]

    :


    :


    الخامس: التفهم:

    وهو أن يستوضح من كل آية ما يليق بها،
    إذ القرآن يشتمل على ذكر صفات الله عز وجل، وذكر أفعاله،
    وذكر أحوال الأنبياء عليهم السلام، وذكر أحوال المكذبين لهم وأنهم كيف أهلكوا،
    وذكر أوامره وزواجره،
    وذكر الجنة والنار.
    أما صفات الله عز وجل فكقوله تعالى: { ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}
    وكقوله تعالى: { الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر}
    فليتأمل معاني هذه الأسماء والصفات لينكشف له أسرارها،
    فتحتها معان مدفونة لا تنكشف إلا للمُوفَّقين:
    وإليه أشار علي رضي الله عنه بقوله لما سئل:
    هل عندكم من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيء سوى القرآن؟
    فقال: لا والذي خلق الحبة وبرأ النسمة إلا أن يعطي الله عبدًا فهمًا في كتابه،
    وأما أفعاله تعالى فكذكره خلق السموات والأرض وغيرها،
    فليفهم التالي منها صفات الله عز وجل وجلاله إذ الفعل يدل على الفاعل فتدل على عظمته،
    وأما أحوال الأنبياء عليهم السلام، فإذا سمع منها كيف كُذّبوا وضُربوا وقُتل بعضهم.
    فليفهم منه صفة الاستغناء لله عز وجل عن الرسل والمرسل إليهم
    وأنه لو أهلك جميعهم لم يؤثر في ملكه شيء،
    وإذا سمع نصرتهم في آخر الأمر فليفهم قدرة الله عز وجل وإرادته لنصرة الحق،
    وأما أحوال المكذبين، كعاد وثمود وما جرى عليهم فليكن فهمه منه استشعار الخوف
    من سطوته ونقمته وليكن حظه منه الاعتبار في نفسه
    وأنه إن غفل وأساء الأدب واغتر بما أُمهل فربما تدركُه النقمة وتنفُذ فيه القضية،
    وكذلك إذا سمع وصف الجنة والنار وسائر ما في القرآن،
    فلا يمكن استقصاء ما يفهم منه لأن ذلك لا نهاية له وإنما لكل عبد بقدر رزقه،
    { قل لو كان البحر مدادًا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددًا}.
    فالغرض مما ذكرناه التنبيه على طريق التفهيم لينفتح بابه
    فأما الاستقصاء فلا مطمع فيه،
    ومن لم يكن له فهم ما في القرآن ولو في أدنى الدرجات دخل في قوله تعالى:
    { ومنهم من يستمع إليك حتى إذا خرجوا من عندك قالوا للذين أوتوا العلم ماذا قال آنفًا
    أولئك الذين طبع الله على قلوبهم }
    والطابع هي الموانع التي سنذكرها في موانع الفهم.
    :


    :



    السادس: التخلي عن موانع الفهم،


    فإن أكثر الناس منعوا عن فهم معاني القرآن لأسباب وحُجُب أسدلها الشيطان على قلوبهم
    فعميت عليهم عجائب أسرار القرآن، وحُجُب الفهم ثلاثة:
    أولها: أن يكون الهم منصرفًا إلى تحقيق الحروف بإخراجها من مخارجها،
    وهذا يتولى حفظه شيطان وكل بالقراء ليصرفهم عن فهم معاني كلام الله عز وجل
    فلا يزال يحملهم على ترديد الحرف يخيل إليهم أنه لم يخرج من مخرجه،
    فهذا يكون تأمله مقصورًا على مخارج الحروف فأنى تنكشف له المعاني؟
    وأعظم ضحكة للشيطان ممن كان مطيعًا لمثل هذا التلبيس.
    ثانيها: أن يكون مقلدًا لمذهب سمعه بالتقليد وجمد عليه
    وثبت في نفسه التعصب له بمجرد الاتباع للمسموع من غير وصول إليه ببصيرة ومشاهدة،
    فهذا شخص قيَّده معتقدُه عن أن يتجاوزه فلا يمكنه أن يخطر بباله غير معتقده
    فصار نظره موقوفًا على مسموعه،
    فإن لمع برق على بُعد وبدا له معنى من المعاني التي تباين مسموعه حمل عليه شيطان التقليد
    حملة وقال كيف يخطر هذا ببالك وهو خلاف معتقد آبائك،
    فيرى أن ذلك غرور من الشيطان فيتباعد منه ويتحرز عن مثله،
    ومثله من يقرأ قوله تعالى: { الرحمن على العرش استوى}
    وما يحتويه معنى الآية من علو الله عز وجل على كل مخلوقاته وهيمنته
    وتصرفه في كل الموجودات فيجيئه تقليد المعتقدات الموروثة
    في وجوب تنزيه الله عن الجهة فيُحرم من تجليات تأمل صفة العلو والاستواء
    وهي من الصفات التي تكررت في القرآن بغرض التنبيه على جلال الله وعظمته
    وحقيقة علوه على خلقه.
    ثالثها: أن يكون مصرًا على ذنب أو متصفًا بكبر
    أو مبتلى في الجملة بهوى في الدنيا مطاع فإن ذلك سبب ظلمة القلب وصدئه،
    وهو كالخبث على المرآة وهو أعظم حجابٍ للقلب وبه حُجب الأكثرون.
    وكلما كانت الشهوات أشد تراكمًا كانت معاني الكلام أشد احتجابًا
    وكلما خف عن القلب أثقال الدنيا قرُبَ تجلي المعنى فيه.
    فالقلب مثل المرآة والشهوات مثل الصدأ ومعاني القرآن مثل الصور التي تتراءى في المرآة.
    والرياضة للقلب بإماطة الشهوات مثل تصقيل الجلاء للمرآة،
    وقد شرط الله عز وجل الإنابة في الفهم والتذكير
    فقال تعالى: { تبصرة وذكرى لكل عبد منيب }
    وقال عز وجل: { وما يتذكر إلا من ينيب }
    وقال تعالى: { إنما يتذكر أولوا الألباب }
    فالذي آثر غرور الدنيا على نعيم الآخرة فليس من ذوي الألباب
    ولذلك لا تنكشف له أسرار الكتاب .

    :

    :



    السابع: التخصيص


    وهو أن يقدّر أنه المقصود بكل خطاب في القرآن،
    فإن سمع أمرًا أو نهيًا قدّر أنه المنهي والمأمور، وإن سمع وعدًا أو وعيدًا فكمثل ذلك،
    وإن سمع قصص الأولين والأنبياء علم أن السَّمَرَ غير مقصود،
    وإنما المقصود ليعتبر به وليأخذ من تضاعيفه ما يحتاج إليه،
    فما من قصة في القرآن إلا وسياقها لفائدة في حق النبي صلى الله عليه وسلم وأمته.
    ولذلك قال تعالى: { ما نثبت به فؤادك }
    فليقدر العبد أن الله ثبت فؤاده بما صه عليه من أحوال الأنبياء
    وصبرهم على الإيذاء وثباتهم في الدين لانتظار نصر الله تعالى.
    وكيف لا يقدر هذا والقرآن ما أنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم
    لرسول الله خاصة بل هو شفاء وهدى ورحمة ونور للعالمين؟
    ولذلك أمر الله تعالى الكافة بشكر نعمة الكتاب فقال تعالى:
    {واذكروا نعمة الله عليكم وما أنزل عليكم من الكتاب والحكمة يعظكم به}
    وقال عز وجل: {لقد أنزلنا إليكم كتابًا فيه ذكركم أفلا تعقلون
    {وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزلنا إليهم
    {كذلك يضرب الله للناس أمثالهم
    {واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم
    {هذا بصائر للناس وهدى ورحمة لقوم يوقنون
    {هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين
    وإذا قُصد بالخطاب جميعُ الناس فقد قصد الآحاد،
    فهذا القارئ الواحد مقصود، فماله ولسائر الناس، فليقدر أنه المقصود،
    قال الله تعالى: {وأوحي إلى هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ}
    قال محمد بن كعب القُرظي: من بلغه القرآن فكأنما كلمه الله،
    وإذا قدر ذلك لم يتخذ دراسة القرآن عمله بل يقرؤه كما يقرأ العبد كتاب مولاه
    الذي كتبه إليه ليتأمله ويعمل بمقتضاه،
    ولذلك قال بعض العلماء: هذا القرآن رسائل أتتنا من قبل ربنا عز وجل بعهود نتدبرها
    في الصلوات ونقف عليها في الخلوات وننفذها في الطاعات والسنن المتبعات،
    وكان مالك ابن دينار يقول: ما زرع القرآن في قلوبكم يا أهل القرآن؟
    إن القرآن ربيع المؤمن كما أن الغيث ربيع الأرض،
    وقال قتادة: لم يجالس أحد القرآن إلا قام بزيادة أو نقصان،
    قال تعالى: {هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا}.

    :


    :


    الثامن: التأثر:


    وهو أن يتأثر قلبه بآثار مختلفة بحسب اختلاف الآيات فيكون له بحسب كل فهم حالٌ ووجدٌ
    يتصف به قلبه من الحزن والخوف والرجاء وغيره،
    ومهما تمت معرفته كانت الخشية أغلب الأحوال على قلبه،
    فإن التضييق غالب على آيات القرآن، فلا يُرى ذكر المغفرة والرحمة إلا مقرونًا بشروط
    يقصُرُ العارف عن نيلها كقوله عز وجل : {وإني لغفار}
    ثم أتبع ذلك بأربعة شروط: {لمن تاب وآمن وعمل صالحًا ثم اهتدى}
    وقوله تعالى:
    {والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات
    وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر}
    ذكر أربعة شروط، وحيث اقتصر ذكر شرطًا جامعًا، فقال تعالى:
    {إن رحمة الله قريب من المحسنين}
    فالإحسان يجمع الكل، وهكذا من يتصفح القرآن من أوله إلى آخره
    ومن فهم ذلك فجدير بأن يكون حاله الخشية والحزن.
    ولذلك قال الحسن:
    والله ما أصبح اليوم عبد يتلو القرآن يؤمن به إلا كثر حزنه
    وقل فرحه وكثر بكاؤه وقل ضحكه وكثر نصبه وشغلُه وقلت راحته وبطالته،
    وقال وهيب بن الورد:
    نظرنا في هذه الأحاديث والمواعظ فلم نجد شيئًا أرق للقلوب
    ولا أشد استجلابًا للحزن من قراءة القرآن وتفهمه وتدبره،
    فتأثر العبد بالتلاوة أن يصبر بصفة الآية المتلوة.
    فعند الوعيد وتقييد المغفرة بالشروط يتضاءل من خيفته كأنه يكاد يموت،
    وعند التوسع ووعد المغفرة يستبشر كأنه يطير من الفرح.
    وعند ذكر الله صفاته وأسمائه يتطأطأ خضوعًا لجلاله واستشعارًا لعظمته.
    وعند ذكر الكفار ما يستحيل على الله عز وجل كذكرهم لله عز وجل ولدًا وصاحبة
    يغّضُّ الصوت وينكسر في باطنه حياء من قبح مقالتهم.
    وعند وصف الجنة ينبعث بباطنه شوقًا إليها.
    وعند وصف النار ترتعد فرائصه خوفًا منها،


    ولما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لابن مسعود:
    "فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدًا"
    رأيت عينيه تذرفان بالدمع فقال لي: "حسبك الآن" رواه البخاري،
    وهذا لأن مشاهدة تلك الحالة استغرقت قلبه بالكلية،
    ولقد كان من الخائفين من خرّ مغشيًا عليه عند آيات الوعيد،
    ومنهم من مات في سماع الآيات،
    فمثل هذه الأحوال يخرجه عن أن يكون حاكيًا في كلامه. فإذا قال:
    {إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم} ولم يكن خائفًا كان حاكيًا،
    وإذا قال: {عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير} ولم يكن حاله التوكل والإنابة كان حاكيًا،
    وإذا قال: {ولنصبرن على ما آذيتمونا} فليكن حاله الصبر أو العزيمة عليه
    حتى يجد حلاوة التلاوة. فإن لم يكن بهذه الصفات
    ومن لم يتردد قلبه بين هذه الحالات كان حظه من التلاوة حركة اللسان
    مع صريح اللعن على نفسه في قوله تعالى: { ألا لعنة الله على الظالمين}
    وفي قوله تعالى: {كبر مقتًا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون}
    وفي قوله عز وجل: {وهم في غفلة معرضون}
    وفي قوله: {فأعرض عمن تولى عن ذكرنا ولم يرد إلا الحياة الدنيا }
    وفي قوله تعالى: {ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون} إلى غير ذلك من الآيات،
    وكان داخلاً في معنى قوله عز وجل: {ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني}
    يعني التلاوة المجردة،
    وقوله عز وجل:
    {وكأين من آية في السموات والأرض يمرون عليها وهم عنها معرضون}
    لأن القرآن هو المبين لتلك الآيات في السموات والأرض،
    ومهما تجاوزها ولم يتأثر بها كان معرضًا عنها،
    ولذلك قيل: إن من لم يكن متصفًا بأخلاق القرآن فإذا قرأ القرآن ناداه الله تعالى:
    مالك وكلامي وأنت معرض عني، دع كلامي إن لم تتب إلي.
    ومثال العاصي إذا قرأ القرآن وكرره مثلا من يكرر كتاب الملك كل يوم مرات
    وقد كتب إليه في عمارة مملكته وهو مشغول بتخريبها ومقتصر على دراسة كتابه،
    فلعله لو ترك الدراسة عند المخالفة لكان أبعد عن الاستهزاء واستحقاق المقت،
    ولذلك قال يوسف ابن أسباط:
    إني لأهمُّ بقراءة القرآن فإذا ذكرت ما فيه خشيت المقت فاعدل إلى التسبيح والاستغفار.
    والمعرض عن العمل به أريد بقوله عز وجل:
    {فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنًا قليلاً فبئس ما يشترون}
    ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
    "اقرءوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم فإذا اختلفتم فلستم تقرءونه-
    وفي بعض الروايات- فإذا اختلفتم فقوموا عنه" متفق عليه،
    قال تعالى: {الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانًا
    وعلى ربهم يتوكلون
    وفي الحديث : "إن أحسن الناس صوتًا بالقرآن إذا سمعته يقرأ رأيت أنه يخشى الله تعالى"
    وقال بعض القراء: قرأت القرآن على شيخ لي ثم رجعت لأقرأ ثانيًا فانتهرني وقال:
    جعلت القرآن عليّ عملاً اذهب فاقرأ على الله عز وجل، فانظر بماذا يأمرك وبماذا ينهاك.
    فأما مجرد حركة اللسان فقليل الجدوى،
    بل التالي باللسان المعرض عن العمل جدير بأن يكون هو المراد بقوله تعالى:
    {ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى}
    وبقوله عز وجل: {كذلك أتتك آيتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى}
    أي تركتها ولم تنظر إليها ولم تعبأ بها فإن المقصر في الأمر يقال إنه نسي الأمر،
    وتلاوة القرآن حق تلاوته هو أن يشترك فيه اللسان والعقل والقلب،
    فحظ اللسان تصحيح الحروف بالترتيل وحظ العقل تفسير المعاني
    وحظ القلب الاتعاظ والتأثر بالانزجار والائتمار،
    فاللسان يرتل والعقل يترجم والقلب يتعظ.

    :



    :


    التاسع: الترقي:


    وأعني به أن يترقى إلى أن يسمع الكلام من الله عز وجل لا من نفسه،
    فدرجات القرآن ثلاث، أدناها: أن يقدر العبد كأنه يقرؤه على الله عز وجل واقفًا بين يديه
    وهو ناظر إليه ومستمع منه، فيكون حاله عند هذا التقدير:
    السؤال والتملق والتضرع والابتهال،
    الثانية: أن يشهد بقلبه كأن الله عز وجل يراه ويخاطبه بألطافه ويناجيه بإنعامه وإحسانه
    فمقامه الحياء والتعظيم والإصغاء والفهم،
    الثالثة: أن يرى في الكلام المتكلم وفي الكلمات الصفات فلا ينظر إلى نفسه ولا إلى قراءته
    ولا إلى تعلق الإنعام به من حيث إنه منعم عليه بل يكون مقصور الهم على المتكلم
    موقوف الفكر عليه كأنه مستغرق بمشاهدة المتكلم عن غيره .
    وهذه درجة المقربين وما قبله درجة أصحاب اليمين وما خرج عن هذا فهو درجات الغافلين.

    :



    :

    العاشر: التبري


    وأعني به أن يتبرأ من حوله وقوته والالتفات إلى نفسه بعين الرضا والتزكية،
    فإذا تلا بآيات الوعيد والمدح للصالحين فلا يشهد نفسه عند ذلك،
    بل يشهد الموقنين والصديقين فيها، ويتشوق إلى أن يلحقه الله عز وجل بهم،
    وإذا تلا آيات المقت وذم العصاة والمقصّرين شهد على نفسه هناك،
    وقدّر أنه المخاطب خوفًا وإشفاقًا.
    ولذلك كان ابن عمر رضي الله عنهما يقول:
    "اللهم إني استغفرك لظلمي وكفري،
    فقيل له: هذا الظلم فما بال الكفر، فتلا قوله عز وجل: {إن الإنسان لظلوم كفار}
    وقيل ليوسف ابن أسباط: إذا قرأت القرآن بماذا تدعو؟
    فقال: استغفر الله عز وجل من تقصيري سبعين مرة،
    فإذا رأى نفسه بصورة التقصير في القراءة كان رؤيته سبب قربه،
    فإن من شهد العبد في القرب لُطف به في الخوف حتى يسوقه الخوف
    إلى درجة أخرى في القرب وراءها،
    ومن شهد القرب في البعد مُكِر به في الأمن الذي يفضه إلى درجة أخرى
    في البعد أسفل مما هو فيه.
    ومهما كان مشاهدًا نفسه يعين الرضا صار محجوبًا بنفسه عن الله .
    وكان الشافعي يقول:
    أحب الصالحين ولست منهم لعلي أن أنال بهم شفاعة
    وأكره من تجارته المعاصي وإن كنا سواء في الضاعة

    :

    اللهم إجعل القرآن ربيع قلوبنآ ونوراً لصدورنا
    وارزقنا تلاوته اناء الليل وأطراف النهار على الوجه الذي يرضيك عنآ ياكريييم ~


    </I>




  8. #8

    الصورة الرمزية عُبيدة

    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المـشـــاركــات
    4,267
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: | الحملة 5 | أهــل الــقــرآن ...






  9. #9

    الصورة الرمزية |[ بـتــآر ]|

    تاريخ التسجيل
    Feb 2008
    المـشـــاركــات
    909
    الــــدولــــــــة
    اليابان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: | الحملة 5 | أهــل الــقــرآن ...

    اشكرك اخي الغالي salyt على تفاعلك الرائع ...

    واتمنى من باقي الاعضاء التفاعل ...

    محبكمـ ابراهيم ...

  10. #10

    الصورة الرمزية عُبيدة

    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المـشـــاركــات
    4,267
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: | الحملة 5 | أهــل الــقــرآن ...

    بسم الله الرحمن الرحيم


    اقدم لكم انشودة جميلة و مؤثرة جدا جدا

    و هي بدون ايقاع للمنشد أحمد الهاجري


    انشودة يا حامل القرآن


    http://ds2-2.fileflyer.com/d/d0e5aec...8%a2%d9%86.mp3




  11. #11

    الصورة الرمزية عُبيدة

    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المـشـــاركــات
    4,267
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: | الحملة 5 | أهــل الــقــرآن ...

    وصايا لحافظات كتاب الله
    فضيلة الشيخ / محمد صالح المنجد

    الحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات يسّر بفضله ومنته حفظ كتابه لمعشر الأخوات والنساء الطيّبات فرأينا فيهنّ تحقيق موعود الله بتيسير القرآن للحفظ والذّكر ، كما قال عزّ وجلّ : { وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} … (القمر:17) .


    الحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات يسّر بفضله ومنته حفظ كتابه لمعشر الأخوات والنساء الطيّبات فرأينا فيهنّ تحقيق موعود الله بتيسير القرآن للحفظ والذّكر ، كما قال عزّ وجلّ : ﴿ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ﴾ … [القمر:17] .

    أما بعد فيا حافظة القرآن هنيئا لكِ فقد استعملك الله لحفظ كتابه في الأرض فكنتِ ممن حقق الله بهم موعوده في قوله : إنا نحن نزّلنا الذّكر وإنّا له لحافظون .

    يا حافظة القرآن لا تستقلّي ما فعلت فإنّ ما بين جناحيك هو العلم قال الله تعالى : ﴿ بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ﴾ … [العنكبوت:49] ففي صدرك كتاب لا يغسله الماء وقد جاء في الكتب المقدسة في صفة هذه الأمة : أناجيلهم في صدورهم . يا حاملة القرآن أنت المحسودة بحقّ ، المغبوطة بين الخلق حسدكِ هو الحسد الجائز قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا تَحَاسُدَ إِلا فِي اثْنَتَيْنِ رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ الْقُرْآنَ فَهُوَ يَتْلُوهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ فَهُوَ يَقُولُ لَوْ أُوتِيتُ مِثْلَ مَا أُوتِيَ هَذَا لَفَعَلْتُ كَمَا يَفْعَلُ وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالا فَهُوَ يُنْفِقُهُ فِي حَقِّهِ فَيَقُولُ لَوْ أُوتِيتُ مِثْلَ مَا أُوتِيَ عَمِلْتُ فِيهِ مِثْلَ مَا يَعْمَلُ ) … رواه البخاري 6974

    والحسد الجائز هو الغبطة وهي تمني مثل ما للغير من الخير دون تمني زوال النعمة عنه . يا حافظة القرآن ويا أترجّة الدنيا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( مَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ مَثَلُ الأُتْرُجَّةِ رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا طَيِّبٌ ) ... رواه البخاري رقم 5007 ومسلم 1328 وعنون عليه في صحيح مسلم باب فضيلة حافظ القرآن.

    قوله : ( طعمها طيب وريحها طيب ] خص صفة الإيمان بالطعم وصفة التلاوة بالرائحة - لأنّ الطّعم أثبت وأدوم من الرائحة - والحكمة في تخصيص الأترجة بالتمثيل دون غيرها من الفاكهة التي تجمع طيب الطعم والريح لأنه يتداوى بقشرها ويستخرج من حبها دهن له منافع وقيل إن الجن لا تقرب البيت الذي فيه الأترج فناسب أن يمثّل به القرآن الذي لا تقربه الشياطين , وغلاف حبِّه أبيض فيناسب قلب المؤمن , وفيها أيضا من المزايا كبر جرمها وحسن منظرها وتفريح لونها ولين ملمسها , وفي أكلها مع الالتذاذ طيب نكهة وجودة هضم ودباغ معدة . يا حافظة القرآن أتدرين أين رتبتك روت أمكِ عَائِشَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( مَثَلُ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَهُوَ حَافِظٌ لَهُ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ ) … البخاري:4556 والسفرة : الرسل , لأنهم يسفرون إلى الناس برسالات الله , وقيل : السفرة : الكتبة , والبررة : المطيعون , من البر وهو الطاعة , والماهر : الحاذق الكامل الحفظ الذي لا يتوقف ولا يشق عليه القراءة بجودة حفظه وإتقانه , قال القاضي : يحتمل أن يكون معنى كونه مع الملائكة أن له في الآخرة منازل يكون فيها رفيقا للملائكة السفرة , لاتصافه بصفتهم من حمل كتاب الله تعالى .

    قال : ويحتمل أن يراد أنه عامل بعملهم وسالك مسلكهم . والماهر أفضل وأكثر أجرا ; لأنه مع السفرة وله أجور كثيرة , ولم يذكر هذه المنزلة لغيره , وكيف يلحق به من لم يعتن بكتاب الله تعالى وحفظه وإتقانه وكثرة تلاوته وروايته كاعتنائه حتى مهر فيه والله أعلم .

    عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( يُقَالُ لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ اقْرَأْ وَارْتَقِ وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ فِي الدُّنْيَا فَإِنَّ مَنْزِلَتَكَ عِنْدَ آخِرِ آيَةٍ تَقْرَأُ بِهَ ) … رواه الترمذي 2838 وقَالَ : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ .

    قوله : [ يقال ] أي عند دخول الجنة ( لصاحب القرآن ) أي من يلازمه بالتلاوة والعمل ( وارق ) أي أصعد إلى درجات الجنة ، [ ورتل ] أي اقرأ بالترتيل ولا تستعجل بالقراءة ( كما كنت ترتل في الدني ) من تجويد الحروف ومعرفة الوقوف ( فإن منزلتك عند آخر آية تقرأه ) ، قال الخطابي : جاء في الأثر أن عدد آي القرآن على قدر درج الجنة في الآخرة , فيقال للقاري أرق في الدرج على قدر ما كنت تقرأ من آي القرآن , فمن استوفى قراءة جميع القرآن استولى على أقصى درج الجنة في الآخرة , ومن قرأ جزءا منه كان رقيه في الدرج على قدر ذلك , فيكون منتهى الثواب عند منتهى القراءة .

    يا حافظة القرآن هنيئا لك فقد عمرت قلبك بكلام الله وأقبلت على مأدبته عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رضي الله عنه قَالَ : ( إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ مَأْدُبَةُ اللَّهِ فَخُذُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ فَإِنِّي لا أَعْلَمُ شَيْئًا أَصْفَرَ مِنْ خَيْرٍ مِنْ بَيْتٍ لَيْسَ فِيهِ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ شَيْءٌ وَإِنَّ الْقَلْبَ الَّذِي لَيْسَ فِيهِ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ شَيْءٌ خَرِبٌ كَخَرَابِ الْبَيْتِ الَّذِي لا سَاكِنَ لَهُ ) . رواه الدارمي 3173 يا حاملة القرآن مبارك عليك ومبارك لك إن أخلصت الآن نجوت بحفظكِ من عذاب النيران عَنْ أَبِي أُمَامَةَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ ( اقْرَءُوا الْقُرْآنَ وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ هَذِهِ الْمَصَاحِفُ الْمُعَلَّقَةُ فَإِنَّ اللَّهَ لَنْ يُعَذِّبَ قَلْبًا وَعَى الْقُرْآنَ ) . رواه الدارمي 3185

    يا حاملة القرآن هنيئا لك بشفاعة كتاب الله فيك وحليّك يوم القيامة إن ثبتّ أعظم مما تلبسين الآن عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( يَجِيءُ الْقُرْآنُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَقُولُ يَا رَبِّ حَلِّهِ فَيُلْبَسُ تَاجَ الْكَرَامَةِ ثُمَّ يَقُولُ يَا رَبِّ زِدْهُ فَيُلْبَسُ حُلَّةَ الْكَرَامَةِ ثُمَّ يَقُولُ يَا رَبِّ ارْضَ عَنْهُ فَيَرْضَى عَنْهُ فَيُقَالُ لَهُ اقْرَأْ وَارْقَ وَتُزَادُ بِكُلِّ آيَةٍ حَسَنَةً ) … رواه الترمذي 2839 وقال هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ

    يا أم حافظة القرآن هنيئا لك بابنتك وعن بريدة رضي الله عنه قَالَ كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : ( تَعَلَّمُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ فَإِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ وَلا يَسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَةُ ـ أي السحرة ـ قَالَ ثُمَّ مَكَثَ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ تَعَلَّمُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ وَآلِ عِمْرَانَ فَإِنَّهُمَا الزَّهْرَاوَانِ يُظِلانِ صَاحِبَهُمَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ أَوْ غَيَايَتَانِ أَوْ فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ وَإِنَّ الْقُرْآنَ يَلْقَى صَاحِبَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِينَ يَنْشَقُّ عَنْهُ قَبْرُهُ كَالرَّجُلِ الشَّاحِبِ فَيَقُولُ لَهُ هَلْ تَعْرِفُنِي فَيَقُولُ مَا أَعْرِفُكَ فَيَقُولُ لَهُ هَلْ تَعْرِفُنِي فَيَقُولُ مَا أَعْرِفُكَ فَيَقُولُ أَنَا صَاحِبُكَ الْقُرْآنُ الَّذِي أَظْمَأْتُكَ فِي الْهَوَاجِرِ وَأَسْهَرْتُ لَيْلَكَ وَإِنَّ كُلَّ تَاجِرٍ مِنْ وَرَاءِ تِجَارَتِهِ وَإِنَّكَ الْيَوْمَ مِنْ وَرَاءِ كُلِّ تِجَارَةٍ فَيُعْطَى الْمُلْكَ بِيَمِينِهِ وَالْخُلْدَ بِشِمَالِهِ وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الْوَقَارِ وَيُكْسَى وَالِدَاهُ حُلَّتَيْنِ لا يُقَوَّمُ لَهُمَا أَهْلُ الدُّنْيَا فَيَقُولانِ بِمَ كُسِينَا هَذِهِ فَيُقَالُ بِأَخْذِ وَلَدِكُمَا الْقُرْآنَ ثُمَّ يُقَالُ لَهُ اقْرَأْ وَاصْعَدْ فِي دَرَجَةِ الْجَنَّةِ وَغُرَفِهَا فَهُوَ فِي صُعُودٍ مَا دَامَ يَقْرَأُ هَذًّا كَانَ أَوْ تَرْتِيلا ) … رواه الإمام أحمد 21892 وحسنه ابن كثير وهو في السلسلة الصحيحة للألباني 2829

    يا حافظة القرآن إن المحافظة على القمة أصعب من الوصول إليها عَنْ أَبِي مُوسَى عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( تَعَاهَدُوا الْقُرْآنَ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَهُوَ أَشَدُّ تَفَصِّيًا مِنْ الإِبِلِ فِي عُقُلِهَ ) … رواه البخاري 4645

    قوله ( تعاهدو ) أي استذكروا القرآن وواظبوا على تلاوته واطلبوا من أنفسكم المذاكرة به لا تقصروا في معاهدته واستذكروه … من شأن الإبل تطلب التفلت ما أمكنها فمتى لم يتعاهدها برباطها تفلتت ، فكذلك حافظ القرآن إن لم يتعاهده تفلت بل هو أشد في ذلك .

    وقال ابن بطال هذا الحديث يوافق الآيتين : قوله تعالى : ﴿ إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيل﴾ … [المزمل:5]، وقوله تعالى : ﴿ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ ﴾ … [القمر: من الآية17] فمن أقبل عليه بالمحافظة والتعاهد يسّر له ومن أعرض عنه تفلت منه . فتح الباري .

    وعَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( مَثَلُ الْقُرْآنِ مَثَلُ الإِبِلِ الْمُعَقَّلَةِ إِنْ تَعَاهَدَهَا صَاحِبُهَا بِعُقُلِهَا أَمْسَكَهَا عَلَيْهِ وَإِنْ أَطْلَقَ ذَهَبَتْ ) ... رواه البخاري 4643 فيا حافظة القرآن لا تزحزحي نفسك عن هذه الرتبة العالية بعد إذ نلتيها.

    قال ابن حجر رحمه الله في الفتح : " اختلف السلف في نسيان القرآن فمنهم من جعل ذلك من الكبائر ، قال الضحاك بن مزاحم : ما من أحد تعلم القرآن ثم نسيه إلا بذنب أحدثه لأن الله يقول : ﴿ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ ﴾ … [الشورى: من الآية30] ونسيان القرآن من أعظم المصائب … وجاء عن أبي العالية رحمه الله : "كنا نعد من أعظم الذنوب أن يتعلم الرجل القرآن ثم ينام عنه حتى ينساه . وإسناده جيد . ومن طريق ابن سيرين بإسناد صحيح في الذي ينسى القرآن كانوا يكرهونه ويقولون فيه قولا شديدا … والإعراض عن التلاوة يتسبب عنه نسيان القرآن ونسيانه يدل على عدم الاعتناء به والتهاون بأمره … وترك معاهدة القرآن يفضي إلى الرجوع إلى الجهل والرجوع إلى الجهل بعد العلم شديد " . وقال إسحاق بن راهويه : " يكره للرجل أن يمر عليه أربعون يوما لا يقرأ فيها القرآن . " أهـ يا حافظة القرآن قومي به وأكثري درْسه تعيشي به قال الذهبي في السّيَر : قال أبو عبد الله بن بشر : "ما رأيت أحسن انتزاعا لما أراد من آي القرآن من أبي سهل بن زياد وكان جارنا وكان يُديم صلاة الليل والتلاوة فلكثرة درسه صار القرآن كأنه بين عينيه" .

    يا حافظة القرآن ما دمت حفظتيه في قلبكِ فاحفظي به جوارحك قال القرطبي رحمه الله في تفسيره : "يجب على حامل القرآن وطالب العلم أن يتقي الله في نفسه ويخلص العمل لله فإن كان تقدم له شيء مما يكره فليبادر التوبة والإنابة وليبتدئ الإخلاص في الطلب وعمله ، فالذي يلزم حامل القرآن من التحفظ أكثر مما يلزم غيره كما أن له من الأجر ما ليس لغيره " .

    يا حاملة القرآن لا يغرنّك الحفظ فتتركي العمل فقد وقع في رواية شعبة عن قتادة " المؤمن الذي يقرأ القرآن ويعمل به مع السّفرة الكرام البررة " وهي زيادة مفسرة للمراد وأن التمثيل وقع بالذي يقرأ القرآن ولا يخالف ما اشتمل عليه من أمر ونهي وليس التلاوة فقط .

    يا حاملة القرآن اقدري مكانة الذي في صدركِ وأعطيه حقّه ومنزلته وكما ارتقيت إلى المنزلة العالية بحفظه فعليك في المُقابل مسؤولية وواجبا يوازي ذلك . إنّ الحفظ ليس نيشانا يُعلّق ولا شهادة تُزوّق ولا مكافآت تُفرّق لكنه أمانة يجب القيام بحقّها .

    ينبغي لحامل القرآن أن يكون على أكرم الأحوال وأكرم الشمائل قال الفضيل بن عياض : "حامل القرآن حامل راية الإسلام لا ينبغي له أن يلهو مع من يلهو ولا يسهو مع من يسهو ولا يلغو مع من يلغو تعظيما لحق القرآن" . إنّه ثابت الجنان قائم بالحق ، ولما حارب المسلمون مسيلمة الكذّاب وقُتل حامل رايتهم زيد بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ تقدّم لأخذها سالم مولى أبي حذيفة فقال المسلمون يا سالم إنا نخاف أن نُؤتى من قبلك فقال : بئس حامل القرآن أنا إن أتيتم من قِبَلي ، فقطعت يمينه فأخذ اللواء بيساره فقطعت يساره فاعتنق اللواء وهو يقول : ﴿ وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ ﴾ … [آل عمران:144] ، ﴿ وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ﴾ … [آل عمران:146] ، فلما صرع قيل لأصحابه ما فعل أبو حذيفة قيل قتل . " الجهاد لابن المبارك .

    يا حاملة القرآن إياكِ والتكبّر على من ليس بحافظ فلربما أفلح المقلّ المعذور وخسر الحافظ المغرور عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: ( أَتَى رَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أَقْرِئْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ لَهُ اقْرَأْ ثَلاثًا مِنْ ذَاتِ فَقَالَ الرَّجُلُ كَبِرَتْ سِنِّي وَاشْتَدَّ قَلْبِي وَغَلُظَ لِسَانِي قَالَ فَاقْرَأْ مِنْ ذَاتِ حم فَقَالَ مِثْلَ مَقَالَتِهِ الأُولَى فَقَالَ اقْرَأْ ثَلاثًا مِنْ الْمُسَبِّحَاتِ فَقَالَ مِثْلَ مَقَالَتِهِ فَقَالَ الرَّجُلُ وَلَكِنْ أَقْرِئْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ سُورَةً جَامِعَةً فَأَقْرَأَهُ إِذَا زُلْزِلَتْ الأَرْضُ حَتَّى إِذَا فَرَغَ مِنْهَا قَالَ الرَّجُلُ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لا أَزِيدُ عَلَيْهَا أَبَدًا ثُمَّ أَدْبَرَ الرَّجُلُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَفْلَحَ الرُّوَيْجِلُ أَفْلَحَ الرُّوَيْجِلُ ) … [رواه أبو داود 1191 ورجاله ثقات وعيسى بن هلال الصدفي وثّقه ابن حبّان وقال الحافظ في التقريب : صدوق وقال البخاري وأبو حاتم لا يصح حديثه ولعله لأجل هذا أورده الألباني في ضعيف سنن أبي داود 300 ]

    يا حاملة القرآن لا تنتظري من الناس ثناء ولا تقديرا وجاهدي أن لا تتأثّري بمدحهم وإطرائهم إخلاصا لله نعم يجب عليهم أن يوقروا حاملة القرآن لأنّ في جوفها كلام الله وإن من إجلال الله إكرام حامل القرآن غير الغالي فيه ولا الجافي عنه قال ابن عبد البَرّ رحمه الله : وحملة القرآن هم المحفوفون برحمة الله المعظّمون كلام الله المُلبسون نور الله فمن والاهم فقد والى الله ومن عاداهم فقد استخف بحق الله تعالى . وقد نقل صاحب كتاب الفواكه الدواني قول أهل العلم : بأنّ غيبة العالم وحامل القرآن أعظم من غيبة غيرهما . أهـ ومع ذلك فإنّ على صاحب القرآن أن لا يغترّ بحقّ وحرمة الحفظة فلربما أخرجه عدم الإخلاص من بينهم .
    دعاء
    اللَّهُمَّ بَدِيعَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ ذَا الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ وَالْعِزَّةِ الَّتِي لا تُرَامُ نَسْأَلُكَ يَا اللَّهُ يَا رَحْمَنُ بِجَلالِكَ وَنُورِ وَجْهِكَ أن تهدي هؤلاء الحافظات وأَنْ تُلْزِمَ قلوبهن حِفْظَ كِتَابِكَ كَمَا عَلَّمْتهن ، وأن َترْزُقهن تلاوتهُ عَلَى النَّحْوِ الَّذِي يُرْضِيكَ عَنهن ، اللَّهُمَّ بَدِيعَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ ذَا الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ وَالْعِزَّةِ الَّتِي لا تُرَامُ نَسْأَلُكَ يَا اللَّهُ يَا رَحْمَنُ بِجَلالِكَ وَنُورِ وَجْهِكَ أَنْ تُنَوِّرَ بِكِتَابِكَ أبصارهن وَأَنْ تُطْلِقَ بِهِ ألسنتهن وَأَنْ تغسل بِهِ قلوبهن وَأَنْ تَشْرَحَ بِهِ صدورهن وَأَنْ تفرّج به همومهن وسائر المسلمين والمسلمات ، وصلى الله على نبينا محمد .

  12. #12

    الصورة الرمزية عُبيدة

    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المـشـــاركــات
    4,267
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: | الحملة 5 | أهــل الــقــرآن ...


















  13. #13

    الصورة الرمزية عُبيدة

    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المـشـــاركــات
    4,267
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: | الحملة 5 | أهــل الــقــرآن ...

    رحلة مع القرآن


    بسم الله الرحمن الرحيم

    السلام عليكم ورحمة الله


    الحمد لله وكفى، والصلاة والسلام على الحبيب المصطفى، محمد بن عبد الله النبي الأمي معلم البشرية وهادي الامة.

    اللهم إنا نعوذ بك من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا.


    تم تصغير هذه الصورة. إضغط هنا لمشاهدة الصورة كاملة. الصورة الأصلية بأبعاد 1920 * 1200 و حجم 203KB.


    تم تصغير هذه الصورة. إضغط هنا لمشاهدة الصورة كاملة. الصورة الأصلية بأبعاد 1920 * 1200 و حجم 274KB.


    1) القرآن حياة ونور :

    تم تصغير هذه الصورة. إضغط هنا لمشاهدة الصورة كاملة. الصورة الأصلية بأبعاد 799 * 565 و حجم 96KB.


    2) مجالسة خير ملأ، وإدراك الرحمة والسكينة من الله عز وجل :



    3) أهل القرآن... هم أهل الله وخاصته، جعلنا الله وإياكم منهم:



    4) الرقي والعلو في الجنان :

    تم تصغير هذه الصورة. إضغط هنا لمشاهدة الصورة كاملة. الصورة الأصلية بأبعاد 1033 * 792 و حجم 386KB.


    5) القرآن يشفع لأصحابه يوم القيامة :






  14. #14

    الصورة الرمزية عُبيدة

    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المـشـــاركــات
    4,267
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: | الحملة 5 | أهــل الــقــرآن ...









  15. #15

    الصورة الرمزية |[ بـتــآر ]|

    تاريخ التسجيل
    Feb 2008
    المـشـــاركــات
    909
    الــــدولــــــــة
    اليابان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: | الحملة 5 | أهــل الــقــرآن ...

    لا اله الا الله ...

    للرفع ...

  16. #16

    الصورة الرمزية زنـاد

    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    المـشـــاركــات
    393
    الــــدولــــــــة
    كوبا
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: | الحملة 5 | أهــل الــقــرآن ...

    وعليكم السلام ورحمة لله وبركاته

    الله يوفقك ويعينك أخوي
    والله يبارك في كل من ساهم

    مشاركه على استحياء مني

  17. #17

    الصورة الرمزية |[ بـتــآر ]|

    تاريخ التسجيل
    Feb 2008
    المـشـــاركــات
    909
    الــــدولــــــــة
    اليابان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: | الحملة 5 | أهــل الــقــرآن ...

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زنـاد مشاهدة المشاركة
    وعليكم السلام ورحمة لله وبركاته

    الله يوفقك ويعينك أخوي
    والله يبارك في كل من ساهم

    مشاركه على استحياء مني


    الله يعافيك اخوي زنــاد وجعلها الله في موازيين حسناتك

  18. #18

    الصورة الرمزية عُبيدة

    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المـشـــاركــات
    4,267
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: | الحملة 5 | أهــل الــقــرآن ...



    سالم مولى أبي حذيفة ( بل نعم حامل القرآن )

    كان عبدا رقيقا، رفع الإسلام من شأنه حتى جعل منه ابنا لواحد من كبار المسلمين كان قبل إسلامه شريفا من أشراف قريش، وزعيما من زعمائها.. ولما أبطل الإسلام عادة التبني، صار أخا ورفيقا، ومولى للذي كان يتبناه وهو الصحابي الجليل: أبو حذيفة بن عتبة.. وبفضل من الله ونعمة على سالم بلغ بين المسلمين شأوا رفيعا وعاليا، أهّلته له فضائل روحه، وسلوكه وتقواه.. وعرف الصحابي الجليل بهذه التسمية: سالم مولى أبي حذيفة. ذلك أنه كان رقيقا وأعتق.. وآمن باله إيمانا مبكرا.. وأخذ مكانه بين السابقين الأولين.. وكان حذيفة بن عتبة، قد باكر هو الآخر وسارع إلى الإسلام تاركا أباه عتبة بن ربيعة يجتر مغايظه وهموهه التي عكّرت صفو حياته، بسبب إسلام ابنه الذي كان وجيها في قومه، وكان أبوه يعدّه للزعامة في قريش.. وتبنى أبو حذيفة سالما بعد عتقه، وصار يدعى بسالم بن أبي حذيفة.. وراح الاثنان يعبدان ربهما في إخبات, وخشوع.. ويصبران أعظم الصبر على أذى قريش وكيدها.. وذات يوم نزلت آية القرآن التي تبطل عادة التبني.. وعاد كل متبني ليحمل اسم أبيه الحقيقي الذي ولده وأنجبه.. فـزيد بن حارثة مثل، الذي كان النبي عليه الصلاة والسلام قد تبناه، وعرف بين المسلمين بزيد بن محمد، عاد يحمل اسم أبيه حارثة فصار زيد بن حارثة ولكنّ سالما لم يكن يعرف له أب, فوإلى أبا حذيفة، وصار يدعى سالم مولى أبي حذيفة.. ولعل الإسلام حين أبطل عادة التبني، إنما أراد أن يقول للمسلمين لا تلتمسوا رحما، ولا قربى، ولا صلة تؤكدون بها إخاءكم، أكبر ولا أقوى من الإسلام نفسه.. والعقيدة التي يجعلكم بها إخوانا..!! ولقد فهم المسلمون الأوائل هذا جيدا.. فلم يكن شيء أحب إلى أحدهم بعد الله ورسوله، من إخوانهم في الله وفي الإسلام.. ولقد رأينا كيف استقبل الأنصار إخوانهم المهاجرين، فشاطروهم أموالهم، ومساكنهم، وكل ما يملكون..!! وهذا هو الذي رأينا يحدث بين أبي حذيفة الشريف في قريش، مع سالم الذي كان عبدا رقيقا، لا يعرف أبوه.. لقد ظلا إلى آخر لحظة من حياتهما أكثر من اخوين شقيقين حتى عند الموت ماتا معا.. الروح مع الروح.. والجسد إلى جوار الجسد..!! تلك عظمة الإسلام الفريدة.. بل تلك واحدة من عظائمه ومزاياه..!! لقد آمن سالم إيمان الصادقين.. وسلك طريقه إلى الله سلوك الأبرار المتقين.. فلم يعد لحسبه، ولا لموضعه من المجتمع أي اعتبار.. لقد ارتفع بتقواه وإخلاصه إلى أعلى مراتب المجتمع الجديد الذي جاء الإسلام يقيمه وينهضه على أساس جديد عادل عظيم... أساس تلخصه الآية الجليلة: " إن أكرمكم عند الله أتقاكم"..!! والحديث الشريف: " ليس لعربي على عجمي فضل إلا بالتقوى".. و" ليس لابن البيضاء على ابن السوداء فضل إلا بالتقوى".. في هذا المجتمع الجديد الراشد، وجد أبو حذيفة شرفا لنفسه أن يوالي من كان بالأمس عبدا.. بل ووجد شرفا لأسرته، أن يزوج سالما ابنه أخيه فاطمة بنت الوليد بنت عتبة..!! وفي هذا المجتمع الجديد، والرشيد، الذي هدّم الطبقية الظالمة، وأبطل التمايز الكاذب، وجد سالم بسبب صدقه، وإيمانه، وبلائه، وجد نفسه في الصف الأول دائما..!! أجل.. لقد كان إماما للمهاجرين من مكة إلى المدينة طوال صلاتهم في مسجد قباء.. وكان حجة في كتاب الله، حتى أمر النبي المسلمين أن يتعلموا منه..!! وكان معه من الخير والتفوق ما جعل الرسول عليه السلام يقول له: " الحمد لله، الذي جعل في أمتي مثلك"..!! وحتى كان إخوانه المؤمنين يسمونه: " سالم من الصالحين"..!! ان قصة سالم كقصة بلال وكقصة عشرات العبيد، والفقراء الذين نفض عنهم عوادي الرق والضعف، وجعلهم في مجتمع الهدى والرشاد أئمة، وزعماء وقادة.. كان سالم ملتقى لكل فضائل الإسلام الرشيد.. كانت الفضائل تزدحم فيه وحوله.. وكان إيمانه العميق الصادق ينسقها أجمل تنسيق. وكان من أبرز مزاياه الجهر بما يراه حقا.. انه لا يعرف الصمت تجاه كلمة يرى من واجبه أن يقولها.. ولا يخون الحياة بالسكوت عن خطأ يؤدها.. بعد أن فتحت مكة للمسلمين، بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض السرايا إلى ما حول مكة من قرى وقبائل، وأخبرهم أنه عليه السلام، إنما يبعث بهم دعاة لا مقاتلين.. وكان على رأس إحدى هذه السرايا خالد بن الوليد.. وحين بلغ خالد وجهته، حدث ما جعله يستعمل السيوف، ويرق الدماء.. هذه الواقعة التي عندما سمع النبي صلى الله عليه وسلم نبأها، اعتذر إلى ربه طويلا، وهو يقول: " اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد"..!! والتي ظل أمير المؤمنين عمر يذكرها له ويأخذها عليه, ويقول: " إن في سيف خالد رهقا".. وكان يصحب خالد في هذه السرية سالم مولى أبي حذيفة مع غيره من الأصحاب.. ولم يكد سالم يرى صنيع خالد حتى واجهه بمناقشة حامية، وراح يعدّد له الأخطاء التي ارتكبت.. وخالد البطل القائد، والبطل العظيم في الجاهلية، والإسلام، ينصت مرة ويدافع عن نفسه مرة ثانية ويشتد في القول مرة ثالثة وسالم مستمسك برأيه يعلنه في غير تهيّب أو مداراة.. لم يكن سالم آنئذ ينظر إلى خالد كشريف من أشراف مكة.. بينما هو من كان بالأمس القريب رقيقا. لا.. فقد سوّى الإسلام بينهما..!! ولم يكن ينظر إليه كقائد تقدّس أخطاؤه.. بل كشريك في المسؤولية والواجب.. ولم يكن يصدر في معارضته خالدا عن غرض, أو سهوه, بل هي النصيحة التي قدّس الإسلام حقها، والتي طالما سمع نبيه عليه الصلاة والسلام يجعلها قوام الدين كله حين يقول: " الدين النصيحة.. الدين النصيحة.. الدين النصيحة". ولقد سأل الرسول عليه السلام، عندما بلغه صنيع خالد بن الوليد.. سأل عليه السلام قائلا: " هل أنكر عليه أحد"..؟؟ ما أجله سؤالا، وما أروعه..؟؟!! وسكن غضبه عليه السلام حين قالوا له: " نعم.. راجعه سالم وعارضه".. وعاش سالم مع رسوله والمؤمنين.. لا يتخلف عن غزوة ولا يقعد عن عبادة.. وكان إخاؤه مع أبي حذيفة يزداد مع الأيام تفانيا وتماسكا.. وانتقل الرسول إلى الرفيق الأعلى.. وواجهت خلافة أبي كبر رضي الله عنه مؤامرات المرتدّين.. وجاء يوم اليمامة.. وكانت حربا رهبة، لم يبتل الإسلام بمثلها.. وخرج المسلمون للقتال.. وخرج سالم وأخوه في الله أبو حذيفة.. وفي بدء المعركة لم يصمد المسلمون للهجوم.. وأحسّ كل مؤمن أن المعركة معركته، والمسؤولية مسؤوليته.. وجمعهم خالد بن الوليد من جديد.. وأعاد تنسيق الجيش بعبقرية مذهلة.. وتعانق الأخوان أبو حذيفة وسالم وتعاهدا على الشهادة في سبيل الدين الحق الذي وهبهما سعادة الدنيا والآخرة.. وقذفا نفسيهما في الخضمّ الرّهيب..!! كان أبو حذيفة ينادي: " يا أهل القرآن.. زينوا القرآن بأعمالكم". وسيفه يضرب كالعاصفة في جيش مسيلمة الكذاب. وكان سالم يصيح: " بئس حامل القرآن أنا.. لو هوجم المسلمون من قبلي"..!! حاشاك يا سالم.. بل نعم حامل القرآن أنت..!! وكان سيفه صوّال جوّال في أعناق المرتدين، الذين هبوا ليعيدوا جاهلية قريش.. ويطفؤا نور الإسلام.. وهوى سيف من سيوف الردة على يمناه فبترها.. وكان يحمل بها راية المهاجرين بعد أن سقط حاملها زيد بن الخطاب... ولما رأى يمناه تبتر، التقط الراية بيسراه وراح يلوّح بها إلى أعلى وهو يصيح تاليا الآية الكريمة: وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُواْ لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا اسْتَكَانُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ {146}آل عمران)... ألا أعظم به من شعار.. ذلك الذي اختاره يوم الموت شعارا له..!! وأحاطت به غاشية من المرتدين فسقط البطل.. ولكن روحه ظلت تتردد في جسده الطاهر، حتى انتهت المعركة بقتل مسيلمة الكذاب واندحار جيش مسيلمة وانتصار المسلمين.. وبينما المسلمون يتفقدون ضحاياهم وشهداءهم وجدوا سالما في النزع الأخير.. وسألهم: ما فعل أبو حذيفة..؟؟ قالوا: استشهد.. قال: فأضجعوني إلى جواره.. قالوا: إنه إلى جوارك يا سالم.. لقد استشهد في نفس المكان..!! وابتسم ابتسامته الأخيرة.. ولم يعد يتكلم..!! لقد أدرك هو وصاحبه ما كانا يرجوان..!! معا أسلما.. ومعا عاشا.. ومعا استشهدا.. يا لروعة الحظوظ، وجمال المقادير..!! وذهب إلى الله، المؤمن الكبير الذي قال عنه عمر بن الخطاب وهو يموت: " لو كان سالم حيّا، لوليته الأمر من بعدي"..!!

  19. #19

    الصورة الرمزية عُبيدة

    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المـشـــاركــات
    4,267
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: | الحملة 5 | أهــل الــقــرآن ...



    Click this bar to view the full image.





    أنشــودة " ياحــامل القرآن "

    للمبدع

    أحمد الهاجري
    يا حامل القرآن قد خصـك الرحمن / / بالفضـل والتيجـان والروح والريـحــان


    يا دائـم الترتـيـــل للذكــر والتنـزيــل / / بشراكـ يـوم رحيـل ستفـوز بالغفــران


    يا قارئ الآيات في الجمع والخلوات / / تزهو بك السماوات وتنتشي الأكوان


    يا حـامـــل القـــــــرآن ,,


    يا حـامــل القــرآن ,



    أسأل الله تعالى أن ينفع بها


    حمل النشيدة من هنا واستمتع بسماعها رااائعه



    http://www.4shared.com/file/95418511...?cau2=403tNull



  20. #20

    الصورة الرمزية عُبيدة

    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المـشـــاركــات
    4,267
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: | الحملة 5 | أهــل الــقــرآن ...

    بسم الله الرحمان الرحيم


    السلام عليكم ورحمة الله

    يقول أبو عبد الرحمن السلمي رحمه الله : ( والله ما أجلسني أعلم القرآن على هذه السارية أربعين سنة إلا .... . . . . . . . . . قوله صلى الله عليه وسلم : (( خيركم من تعلم القرآن وعلمه )) ...

    فمن أحسن صحبة القرآن وتلاوته وحفظه وتدبر معانيه وتطبيق أحكامه فإن القرآن يصحبه حتى يقوده إلى الجنة في درجاتها العالية
    و اعلمي أختي الفاضلة
    أن حامل القرآن مقدم في الدنيا والبرزخ والآخرة

    فتقديمه في الدنيا يشهد له قوله صلى الله عليه وسلم :
    (( يؤم القومَ أقرؤهم لكتاب الله ))
    ( رواه مسلم )
    وتقديمه في هذا المكان الشريف دليل على شرف منزلته .
    وأما تقديمه في البرزخ فيشهد له: ما كان من أمر الصحابة رضي الله عنهم عندما كثر القتلى عليهم في يوم أحد. فشق عليهم أن يدفنوا كل ميت في قبر. فاستأذنوا النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في دفن الرجلين والثلاثة في القبر الواحد فأذن لهم وكان ـ صلى الله عليه وسلم ـ يشرف على الدفن. فكانوا إذا جاؤوا بالأموات سأل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( أيهم أكثر أخذاً للقرآن ؟ )
    فإذا أشير إلى أحدهم أمر بتقديمه. (رواه البخاري)، وأما تقديمه وعلوه في الآخرة. فيشهد له قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( يُقال لصاحب القرآن : اقرأ وارتق ورتل فإن منزلتك عند آخر أية تقرؤها )
    ( رواه أحمد )

    فهذا القرآن سهل قراءته. سريع حفظه. ميسر فهمه، قال تعالى :
    ( وَلَقَدْ يَسَّرْنَا القُرْآنَ لِلذِّكْرِ)(القمر: 17)
    فماذا سيكون حالنا
    و إلى أي درجة نرتقي إن قدّر لنا الارتقاء
    سؤال يحتاج منّا وقفة للتدبّر
    وفقني الله و إيّاكِ أختي الفاضلة لنكون من أهله و خاصته أهل القرآن




صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...