السلام عليكم
هذه هو الجزء الأخير ^_^
في اليوم التالي قررت أن اتصل وأخبرها بصدق أنني احبها...هي بكل تأكيد تعر أنني أحبها ولكن الكلمة لها وقع مختلف وتأثير آخر عندما تقال مباشرة...بصراحه كنت سأقول لها هذا لكي اخفف عنها من الالم ايضاً فنصف الألم أو أكثر يكون نفسي خصوصا في هذه الامراض...ردت والدتها وللأسف أيضا أخبرتني أنها نائمة فالمرض اشتدت عليها...
كنت قد اعتدت على هذا الأمر ولم أضع في بالي أي شئ...
وفي اليوم التالي انشغلت بشدة ولم استطع الاتصال
في الصباح التاي كنت جالسة وحدي أدرس...كانت امي واختي الوحيدتين في المنزل والبقية في المدرسة او الجامعه...وكنت أدرس إستعدادا لإختبار اللغة الإنجليزية ...
رن الهاتف وأجبت أنا...كانت إيمان..
انا:موني...كيف حالك...لماذا تتصلين في هذا الوقت...أم انك انهيت الدراسة وتريدين تعطيلي لتحصلي على علامات اكبر...وضحكت بقوة..
قاطعتني إيمان...رقية...
أنا:نعم..
إيمان:ماتت خلود ظهر الامس
أنا:...ماذا...هذا...حسنا..حسنا...الله يرحمها سنذهب لتعزية والدتها في المساء..واغلقت الهاتف..
نمت إلى جانب أختي عالسرير وقد أستيقظت هي من صوت الهاتف وسألتني من المتصل؟؟ قلت لها إيمان.. لقد ماتت خلود...شهقت وجلست فجأة وهي تضع يدها على وجهها وتقول لا حول ولا قوة إلا بالله...كانت مصدومة وصوتها عالي...فسألت أمي...مذا هناك؟؟أجابتها أختي...ماتت خلود يا أمي...شهقت أمي أيضا وترحمت عليها وسألت أختي عني فأجبتها انا هنا يا أمي...لم أكن في هذا الوقت أشعر بأي حزن...حتى أنني ذهبت وواسيت أمي التي كانت متأثرة بشدة وبعد دقائق أخبرتها أنني سأذهب للنوم لأستطيع تعزية والدتها في المساء..
نمت...ولأول مرة أنام بدون أن أبقى مدة طويله عالفراش مستيقظه..وضعت رأسي عالوسادة وغطت في نوم عميق وفظيع...منذ أن كنت صغيرة لم أحلم بكوابيس ولكن في هذه المرة راودني كابوس غريب...بل عدة كوابيس لا اذكرها جيدا لانها كانت مختلطة وغريبه...
سمعت صوتاً اعرفه جيدا واحبه يناديني...كانت أختي الصغرى..وبدأت اتيقظ وسمعت احداً يبكي وتنبهت لأجد أنني أنا من يبكي...كنت أبكي بشدة ودموعي تملأ وجهي وعندما افقت كلياً دفنت وجهي في الوسادة وتابعت البكاء بشدة...كنت أشعر أن العالم..ضيقا..ضيقاً جدا..وحقير.....في لحظات تموت صديقتي ولن أراها...لن آراها أبدا إلى أن شاء الله واجتمعنا في الجنة...تجمع كل اخوتي من كل الغرف على صوت بكائي وجائت امي ورفعت رأسي وأجلستني وحضنتني بقوة وواستني وأنا مازلت أبكي...ركعت أختي الصغرى على ركبتها وبكت هي الآخرى...هكذا هي دائما تبكي لبكائي...وذهبت أختي الصغرى الآخرى وبكت في احدى الغرف ودخل أخي...كان في الخارج لم يكن يعلم ماذا هناك...اقترب مني وواسني هوالآخر وبدأ يذكربعض نكاته الظريفة ليضحكني ...لم أكن أعلم أنه طيب هكذا...كنت دائما أظن أنه أناني ولا يبالي بمشاعري بالرغم من أنني أحبه جدا...بدأت أهدأ تدريجياً..لم أكن هادئة من داخلي ولكن المشهد كان صعبا.. الجميع حولي وامي بدأت هي الآخرى في البكاء...فقررت أن استجمع قواي ولا أحزنهم اكثر من هذا...
كان العصر قد مضى..توضيت وصليت وجلست اقرأ بعض القرآن...ثم انفجرت مرة أخرة في البكاء... كنت اشعر انني في دوامة...لا أصدق...هل ماتت خلود حقاً...سمعت احدى اخواتي تقول لأمي...امي رقية تبكي...فمسحت دموعي بسرعه وتابعت القراءة...فعندما جاءت امي اطمأنت ااني بخير وتابعت ما كنت تفعله...
تغديت وأكلت كثيييييييييراً...فأنا لست ممن يمتنعون عن الطعام عند الحزن...بل العكس تماما...فيوم ان آكل كثيراً يعرف من حولي ان هناك شئ ما...
بعد الغداء اتصلت بصديقتي واخبرتها عن الميعاد الذي تنتظرني فيه لكي نذهب لتعزية ام خلود...
أصرت أمي أن تأتي معي...أخبرتها أنني بخير وأنه لا داعي لذلك ولكنها اصرت...كم أنتي حنونه يا أمي...وأنا التي كنت أظنك قاسية أحيانا
لبسنا ونزلنا.. وفي الطريق...كانت امي ممسكة بيدي وعندما أحاول إفلاتها تشد عليها..وحذرتني بأن لا أرفع صوتي إن بكيت...أخبرتها أنني لن أبكي...
قابلت صديقتي وتعانقنا بقوة...ثم ذهبنا إلى منزلهم...في هذه المرة شعرت ان منزلهم قديم وحقير وانه على وشك الانهيار...دخلت إلى الشقة الفاخرة...كان الأثاث غير موجود تقريبا..فعلى جانبي الصالة الكبيرة ترتص الكراسي الخشبية وعليها تجلس نساء من كل شكل ونوع مرتديات الاسود...كان هناك شئ واحد يدل على أن هذه الصالة التي دخلتها من قبل...التلفاز...هذا التلفاز الذي طالما أثار إعجابي ودهشتي...ولكنه كان مفتوحاً هذه المرة على قناة المجد القرآنية والشيخ يتلو أحد السور الكريمة...بحثت بين الوجوه عن والدة خلود فوجدتها جالسة وتنظر للأرض تقدمت منها ووقفت امامها فرفعت بصرها وقلت لها...أنا رقية..
_قامت بحركة فجائية وسريعه...حضتني وقبلتني عدة قبلات..وبدأت في البكاء...وتصافحت هي امي وواستها امي ثم جلست انا إلى جانبها...استمر الصمت والقرآن يتلا...بعدة فترة قصيرة زمنيا ..طويلة معنويا...لم أكن أعلم ماذا علي أن أقول في هذا الموقف....سألت والدة خلود ...متى ماتت.؟؟ قالت لي ظهر الامس..دفناها في مسجد(....)...ثم صمتت دقيقة ثم اتجهت بوجهاا إلى وقالت اتعرفين....كانت تقرأ في المصحف ألذي أهديته لها قبل موتها بساعات....يا إلهي...إنها المرة الأولى في هذا اليوم التعيس التي اشعر فيها بالفرح...بقينا دقائق اخرى ثم أشرت إلى أمي بأن نرحل....لم أكن أحتمل المزيد...الجو كئيب جدا...نهضنا وسلمنا على والدة خلود التي بكت مرة اخرى عندما صافحتني...وعندما صافحت أمي شدت على يدها قائلة:أرجوكي..أرجوكي إعتني برقية إعتني بها جيداً...إحرصي على سلامتها...إحفظيها في عينك...إنهن غاليات...غاليات جدا...وقالت...لم أبكي اليوم إلا عندما رأيت رقية...ذكرتني بخلود...كانت تحبها جدا ولا تكف عن الحديث عنها...قلت وأنا أحبها أيضا...فليرحمها الله...انتهى الحوار الكئيب ورحلنا...لم أبكي بعدها على خلود إلى مرة كنت أشاهد برنامجاً وكان هناك فاصل إعلاني عن مستشفى مرضى السرطان...فبكيت لأنني تخيلت خلود وهي في هذا المشفى...بالرغم من أنني أذكرها كثيرا ولكنني لم أبكي عليها...فلن أبكي للأبد...ولكن خلود ستبقى في قلبي للأبد...كانت حادثة مؤلمة...أكثر الحوادث إيلاماً لقلبي...ولكنني خرجت منها بكثير من الإفادات...تيقنت أنه ما من أم إلا وكانت حنونه...مهما كانت قسوتها في بعض المواقف...فحتى خلود رحمها الله كانت تشتكي لي من والدتها كثيرا على أنها قاسيه...فماذا لو رأت حالتها يوم وفاتها...هل كانت ستقول نفس الكلام...علمت حقاً كيف يحبني اخوتي وصديقاتي...ففي المرة الأولى التي رايت فيها نهى بعد موت خلود حضنتني وبكت...وكنت أعلم أنها تحب خلود ولكن ليس لهذه الدرجة وعندما هدأت أخبرتني انها تبكي من أجلي...عندما أخبرتها أمي في أحد المرات التي اتصلت بي فيها عن حالتي يوم موت خلود...بكت من اجلي...ليس حتى من أجل صديقتنا المتوفاه...تغيرت كثيربعد هذه الأيام...أصبحت حنونه أكثر مع أمي...لا أريد أن أضايقها أبداً...أصبحت نظرتي لها مختلفه...مهما قست عليي أحيانا....أعرف أن هذا لمصلحتي..أدركت بعد وفاة خلود أن هذا لمصلحتي...لم أعد أغضب عندما تقسو عليي...إزداد حبي لإخوتي..أكثر مما كنت أحبهم...لا أريد أن أضايقهم أبدا...فربما يفقودني في أحد الأيام..وأريد أن تكون ذكرايي طيبه
إنها قصة حب...قصة حب بكل ما تحملة كلمة قصة من عبر وعظات ,احزان وطرفات وبكل ما تحمله كلمة حب من مشاعر وأحاسيس...
إنهيت J


رد مع اقتباس

المفضلات