"ماذا تفعلين هنا؟!"
أطلق جواد تلك العبارة وهو ينظر بشك ناحية وسن التي ارتبكت قليلا وكادت أن تفضح نفسها لولا..
"هل وجدتِ الكرة يا وسن؟"
انقع أخوها ناحيتها سائلاً ذلك السؤال فحمدت ربها وقالت:
- كلا! لقد بحثت عنها في كل مكان ولم أجدها.
تابع مازن دوره قائلاً:
- ستشترين لي واحدةً جديدة!
تطلعت اليه بغضب خفي ورأت شبح ابتسامته الخبيثة والتفتت ناحية جواد وقالت:
- آسفة, ستذهب الآن.
تطلع اليهما جواد ولم تخلو عيناه من الشك فدخل للمنزل بينما اتجهت وسن وشقيقها لغرفتها حيث جهاز الحاسب الخاص بها وأخرجت تلك الاسطوانة من جيبها وهي تقول:
- يبدو بأن مسلسل الاستعارة لن ينتهي اليوم..هيه..
قال مازن بجدية مصطنعة:
- لقد تلطخت أيدينا ولم يعد بإمكاننا الرجوع.
قالت وسن وهي تقوم بادخال الاسطوانى داخل قارئ الاسطوانات بجهازها:
-تقولها كما لو أننا حصلنا على سر كبير.
توقفت عن الحديث وهي تنظر إلى شاشة الحاسب إلى تلك الكلمات والرموز الغريبة لتي بدأت تظهر وتنتشر متحركة من جميع الجهات كما لو كانت تقوم بعمليات بالغة التعقيد قبل أن يظهر مجلد وحيد.
قامت وسن بالدخول اليه لتجد برنامجا صغيرا وما ان قامت بتشغيله حتى ظهر لهم ذلك العالم الذي كان بالجريدة.
كان يتحدث والطابعة بجواره موجهاً حديثه للمشاهد والذي توقع الاثنان ان يكون والد هند. كان يتحدث عن أمور بالغة السرية وذكر أموراً تتعلق بشركة أو منظمة أجنبية تقوم بدعمهم. أما البقية فلم تستطع وسن بلغتها الانجليزية الركيكة والبدائية أن تفهمه. ولكنها شرحت لأخيها بأن الامر مهم وخطير.

ظهرت أيقونة جديدة لهما وكتب تحتها بالعربية, "بدء تشغيل نظام مهمة التعقب"
ترددت وسن ثم قامت بالضغط... وتغير كل شيء..
أختفت الغرفة التي كانا فيها لتظهر تلك الألوان المحيطة بهم وكانت تدور كدوامات ملونة وأنوارها تكاد تتسبب لهم بالعمى.
كانت وسن ومازن يصرخان من هول المفاجأة إلا أنهما سمعا صرخات أخرى في نفس الوقت ميزت من خلالهم صوت هند وصوتين آخرين.

مر بعض الوقت قبل أن تهدأ الأمور ويغوص الجميع في غيبوبة..
وغاصوا اكثر واكثر في بحر الألوان ذاك..
متجهين لمصير غامض..
وخطير..