السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته ...

سلاما إليكم أيها الأحباب في كل أرض ... سلاما إليكم من قلب مشتاق ...

هي كلماتٌ جُمِعَتْ كيما تقارب شيئا من الشعر مع العلم أننا لا نفقه في الشعر إلا قراءته ، و لكن قَدَّرَ الله أن تُكتَبَ هكذا فلترأفوا بها و لترحَمُوا حَالَهَا .


يقولون يومُ الحُبِّ يومٌ واحدٌ ... و أقول كُلُّ يومٍ هوَ يومٌ للحُبِّ ...


لكِ في يومِ الحُبِّ يا ساكنةَ القلبِ سلامٌ و تحيةٌ و عِشقُ مُتَيّمِ

ما في الفؤادِ و لا في الحشا شِبرٌ لم تسكنهُ اليومَ ظبيةُ العُربِ


أُزجِيهَا اليومَ بعضاً من شِعرِي و أحاول أنْ أقارِبَ النَّثْرَ بالشَّبَهِ


هيَ الجمالُ مُمَثَلٌ على الأرضِ أو هِيَ الحُلْمُ حِينَ يُحَالُ الطِّفلُ للنّومِ


أو لعلّها أصْلُ النَّقَاءِ مُرَسَّخٌ يَستَقِي عَذبُ الزُّلالِ بعضَ ما فِيهَا


تَبدُو كما كانَتْ و كَمَا أُريدُ و لعَلَّ العَيْنَ تُبصُرهَا فتَبْدُو كما تُصَوِّرُهَا


حُلوَةٌ لطيفةٌ جميلةٌ لا يعكِّرُ صَفْوَ حُضُورِهَا كَدَرٌ و لا يَفُضُّ سرَّها أحدُ


أقبَلْتُ عليهَا مُتَهَلّلاً مُتَبَشِّرًا أُناجِيهَا أحَابيهَا و أرجُو نَظْرَةً مِنْ مآقيهَا

أقُولُ لَهَا أولستِ بِنْتَ العُربِ يا هذِي أولستِ مَنْبَعَ الشَّوقِ و الحُبِّ

فكَيْفَ تُعرِضُ مَنْ كانَتْ للهَوى أَثَرًا و كيفَ نَستَقِي الحُبَّ و النَّهرُ قَدْ نَضِبَا


أشَاحَتْ بِذاتِ الوَجْهِ مُعْرِضَةً و كأنَّهَا قَدْ ثَارَهَا مِنِّي بَعْضُ مَا أَصِفُ

بادَرْتُ قَبْلَ العِتَابِ بالأُسْفِ مُعْتَذِرًا لستِ مِنهُم و لَسْتُ بالذِي يَزِرُ

فَاضَتْ بالدَّمْعِة عَيْنَاهَا و قَامَتْ كي تَقِفَ و كأنَّ الدَّمْعَ فِيهَا لؤْلؤٌ يَرِثُ

أفْصَحَتْ بالقَولِ عَاتِبَةً و هَلْ كُنْتُ فِي الأَرْضِ إلا دُرَّةً تَتَلألأُ ؟

و هَلْ كانَ عُشَّاقِي فِيهَا يوماً فِي العَامِ ، و كُلَّ العَامِ تَكْتَنِفُ و تَرتَجِفُ ؟

ليسَ في هَذا اليومِ قَدْ أصْبُو و لستُ بالتِي يُقالُ لهَا حَسْنَاءُ فَتَلْتَفِتُ

إنْ كُنْتَ تَبْغِي مَا أرَدْتَ فَاخْتَرْ لِنَفْسِكَ دُونَ القَومِ مَا أَجْرِي

و ما أَجْرِي حُمْرَةٌ تُهْدَى و لا وَرْدَةٌ تُقْطَفُ مِنْ سُقْيَا مَاءٍ كَذِبِ

إنَّمَا الحُبُّ دِمَاءٌ تَسْقِي الأَرْضَ يا هَذَا و رِجَالٌ لأَجْلِ المَوتِ قَدْ نَزَفُوا

أي الحُبِّ تَبْغِي وَهُوَ الذي مَا لَهُ طُرُقُ بل هو القَذْفُ مِنَ اللهِ فِي القَلْبِ

هُوَ القَطْرُ مِنْ فَوقٍ إلى الأَرْضِ هُوَ النَّبْتُ مِنْ الأَرضِ إلى فَوقِ

هُوَ ذَرَّاتُ التُّربِ في الأرضِ تُداسُ اليَومَ و غَدًا تَضُمُّك كَيفَ مَا كُنْتَ

هُوَ تَرْبِيتُ الأبِ على رأسِ الطّفلِ هُوَ حَنَانُ الأمِ ما بَيْنَ الأَمْرِ و النَّهْيِ

هُوَ البُكَاءُ حِينَمَا يُفْقَدُ اليَوْمَ مِنَّا فَرْدٌ هُوَ الشَّهَامَةُ حِينَ تَصْرُخُ امْرَأةٌ بالذي تَشْكِي

هُوَ الذي قَالَ فيهِ نُوحٌ يا ربِّ إنَّهُ وَلَدِي هو الذي جَعَلَ الخَلِيلَ يُنادِي والأهلُ يا سَنَدِي

أطْرَقْتُ بَعْدَ القولِ عَلّي أَسْتَبِينُ مَا تَهْذِي أو أنَّنِي أنَا الذي بِالقَولِ قَدْ يَهْذِي

أدْرَكْتُ أنَّ الحُبَّ لا يُهْدَى و لا يُشْرَى أدْرَكْتُ أنَّ الحُبَّ أصْلاً هُوَ القَلْبُ

عَلِمْتُ ، و دَرِيتُ فَصِحْتُ بِكُلِّ مَا أَجِدُ لأجْلِكِ يا حُبّي و الله لنْ أَهُنِ

سأبْكِي اليَومَ كُلَّ مَنْ مَاتُوا لأجلِ حُبِّكِ و أقسِمُ أنَّنِي سأغدُو لأجلِكِ كُلَّ ما أرْبُو

لأجلكِ أنتِ يا بِنْتُ ، لأجْلِ الحُبِّ و الأمَلِ لأجلكِ أنتِ يا قُدْسُ لأجْلِ العِزِّ و الشَّرَفِ

وضعتها بناءً على طلبٍ من أخٍ حَبِيبْ . و أرجو أن تنال إعجابكم .


مُحِبُّكُمْ ... ابْنُ الفَاتِحْ .