سبحانه الله أرتدت بي الذكريات
إلى الوراء كثيرا كنا متحلقات فسألت الفتيات :
أيا أخيات آآآآ لدي سؤال !
فرمقتني الأعين والأبصار .
فرطبت ريقي وتنحنحت :
آآ هل أنتن تساءلتن من أنتن ؟
فبدى التعجب على السحنات فقلت يا ويلات ليتي ما طرحت الإستفهامات .
فقفزت إحداهن :
حتى أنا هل أنا أنا ؟
فاستبشرت خيرا وكشرت بشرا .
واستحالت الوجوه نيره والكل يخبرنا بما في خاطره ..
إحداهن قالت :
-لو ما أنا أنا ونهضت في زمان ما أتى لأكيلن على أسرتي أشد العقاب ..
فقلنا :
ما دهاك ؟
فقالت : خصومات وسأنتقم .
فقلنا :
والله فكرة ولو كنا لسنا (إنا) لفعلنا ما تفعلين ولكلنا من العذاب الأليم .
وطال النقاش بين الضحك والمزاح فعدت أدراجي بسؤالي .
فكرت ماذا عساني أجدني فتشت في سجل الميلاد :
فصيلة الدم :---
الوزن :---
الأمراض الوراثية : ----
البصمة : ---
الجنسية :-----
...إلخ
فأغلقته بحنق وجعلت فجأة أقلبه نعم نعم ربما كتبوا شيئا كـ
الفطرة : ---
وما وجدت شيئا فصار السؤال سؤالين .
إلا ما هي الفطرة فأخذت أفكر فطرة أين أجدني الآن قبلها أو بعدها ..
فاحترت واستخرت وما خبت إن سألت ..
سرت في الزقاق قرب بيتنا .. أوه نعم بيتنا هرولت أبحث عني لا
سبق وقتلته بحثا وما وجدتني حتى قوقل ما (قوقلني)
فأكملت المسير بين الدكاكين فوجدت رجلاً يعمل نشيطاً :
سألته ما هي الفطرة ؟
-بدك فطيرة .
فضحكت سخرية .وتنهت :
-شكرا يا عم .
وأكملت الطريق وإذا بعجوز وقور في نهاية الطريق :
-يا خالة ما الفطرة ؟
- نعم .
حتى لم ترفع ناظريها وأخذت تكمل الحياكة .
- الفطرة الفطرة ما معناها ؟
فأجالت ناظريها ثم أشارت .. وإذا بأطفال يتلاعبون .
فسرت ناحيتهم :
-آآآ .
فأطبقت فيّ إلا الأطفال فما لي نحوهم احتمال .
- يا أطفـ...
فاستدركت واستفهمت :
- فطرة ؟
فأجابني طفل صغير .
-ماذا تريـ (ط) ين ؟
فخمنت هذه بوادر الفطرة الله أكبر .
-فطرة ما هي العجـو..
فباغتني ضحكهم :
- فطر في التلفاز يأتي كل ....
فاستغفرت الله وتذكرت حال معلم الغلمان وترحمت على الحال وعدت إلى سؤالي الأول ذي الجواب المحال
أما الفطرة فما عدت أعرفها .
في طريق عودتي لمحت العامل النشيط وقد انقبض قلبي يأكل الفطرة أوه نعم فطيرة غضضت الطرف
واحترت عند من أجدني عند من عاينت الوراق فهرولت نحوه باشتياق :
-يا وراق من أنا ؟
وإذا به يقلب الأوراق فلعله يبحث عنه أو عني أو عن كلانا .
-يا وراق هل وجدتني ؟
- للأسف انتهت الكمية .
فرفعت صوتي :
-لا لا أقصد هل لقيتني ؟
-آآآه حقوق الطبع محفوظة .
فقرصت أذني وفركت جبيني وأكملت :
-لا أنا هل أنا أنا ؟
-تقصد هذا سيوفر بعد ساعة .
فقرعت أصابعي وتململت وتمايلت أنتظر الساعة وأرقب الأبواب تراني
من أي باب ألج من أي باب وماذا أقول لي إن رأيتني ؟
ومضت الساعة وكأنها الساعة .
-يا وراق من أكون ؟
فأشار نحو الأرفف وأخذ يهذر :
-عاينِ أيها شئت وارجع للمراجع لعلك تجدي بغيتكِ ما لبثت .
فقلت :
-لبثت في العذاب الأليم ..ما لي عندك مأرب أوراق بلا ألباب أعوذ بالله أن أساوي التراب .
فخطر لي نحوي معروف ذهبت أبتغي جوابه :
- من أنا ؟
فطأطأ رأسه ورمقني رمقه ثم أنشد :
- وذو ارتفاع وانفصال أنا هو وأنت والفروع لا تشتبه .
فسلمت عليه وقلت :
-اشتبهت جزاك الله خيرا..
فقال :
ألإعراب بغيت ؟
فقلت :
هات هات .
فشرع :
ضمير منفصل ...
فاستغفرت الله وأكملت الطريق
حيث عالم إحياء معروف وقته في البحث مصروف :
- أأ من أنا ؟
-أنــت؟
فاستهللت وهززت رأسي أن نعم.
-من أين أبدأ ...حسنا اسمعيني أنت مجموعة خلايا والكروموسومات...
فسددت أذني وهربت وأنا أقول :
-شكرا شكرا وجدتني وجدتني.
فطل من منزله شيخ أشيب وهتف :
-أرخميدس ؟
فتوقفت وقلت لعلي أسأله لعله فيزيائي عارف :
-من أنا ؟
فأدار ظهرة ومشى خطوة خطوة ثم التفت وكأنه على مسرح:
-أنت .. أنت المادة تشغل حيزاً في...
-الفضاء الفضاء إلى اللقاء إلى اللقاء .
فعدت أدراجي لكن معي خفي حنين !!
ووجدت ناحية طريقي أديب لبيب أريب سألته :
-من أنا ؟
- أنا الذي ..
- لا لا لا أنا أنا
-أنا ابن جلا...
-لا لا أقصد أنا نفسي .
-نفسي تؤمـ...
فبترت بيته , وأنشأت :
-لخولة أطلال صال دلها أبيت اللعن لا أبا لك فاسأمي
فحدجني بعينين ترمي بشرر .. فتركته ليحترق بلهبه.. لا أنوي سوى بيتنا الذي ما وجدتني فيه.
فاستلقيت على السرير وقلبي ضرير وعيني كعينا أبي بصير
فتناولت كتاب كارل لعله طبيب لا فاشل
فقلبت غلافة ( الإنسان ذلك المجهول )
وإذا بي وجدتني في الصفحة اليسرى أسفلها في سطور
قصار ثلاثة ليست بالطوال (الإنسان ...) نعم أكمل يا كارل
(رغم كل البحوث ورغم سبر العلماء لأغوار العلوم والكائنات ورغم براعة الأدباء ونباهة الألباء وفصاحة الخطباء
وسيطرة الإنسان على العالم إلا أنه ما عرف نفسه )
فأغلقته لأكتم سرده بين دفتيه قذفته وركلته لم أجدني أين
أكون ؟
هل أنا السكون ؟
أم خيال فلا أكون ؟
أم فكرة وأزول ؟
تحسست نفسي .
فإذا بي مستقرة قائمة القوام
وهل يلمس الخيال .
حككت رأسي نعم سأجدني عندها .
قصدت المرآة فوجدت ...من ؟
-يا أأأ من أنا ؟
عبست وبسرت وانهلت بقبضة أحالتها كالهشيم .
لم أجدني حتى فيّ تبصرت كما تبصر نيرسس في الماء
فغرق .. لا زلت لم أغرق .. أين أكون أين أنا من أنا هل أنا أنا ؟
فتحت نافذة الغرفة لعلي أفكر بعمق وأغوص فأخرجني وأعرفني
أغمضت عيني .. وأطلت الإبحار ..فإذا بالإبهار ..تسلل لأذني
صوت عبد الباسط : " لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم "
-هاه أنااا..إن إن إنسان نعم هل وجدتني أكمل يا عبد الباسط
ابتهلت لله ألا تغلق جارتنا المذياع .
-"إلا الذين آمنوا "
فارتعدت وانتفضت وسرت نحو مسجد الحي أخفيت في
ردائي مصحفا من مصاحفهم وعدت لأقرأ ليس كالأجوبة السابقة
أليس كذلك يارب من أنا ؟
"وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا"
"إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ"
"خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ"
"خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ"
وإذا بي بين الصفحات أجدني هل أنا هذا ؟ وأقبض على قلبي
هل رأيتني ؟
"وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا "
" وَكَانَ الْإِنْسَانُ قَتُورًا"
"وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا "
"أَوَلَا يَذْكُرُ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا"
فارتعت وخفت أنا من لا شيء أنا مِن هو وهو مِن هو ...إلخ وهو كان لا شيء .
أخذت أتقيأ جهلي المطبق وأكمل جلي الغمام
" إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ط
"إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا"
" إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا"
" قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ (17) مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ (18) مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ (19) ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ (20) ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ (21) ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ (22) كَلَّا لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ "
وأكملت عبس وأنا أجمع الضمير المنفصل بت ألقاني..
" يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ "
فدهمني جواب الخطاب -رضي الله عنه - : "الحمق يا رب الحمق "
فبهت لحماقتي أخذت أتعوذ منها.
"لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ"
"اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5) كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى"
فعدت لأٌقرأ :
قرأت الفاتحة شرعت في البقرة ثم في الآية 30
"وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ
خَلِيفَةً "
فصعقت وتصاعدت أنفاسي وفاضت بعد أن أغاضت فغسلت عن وجهي السفه
والجهل وعرفت أني خليفة أنا أنا وجدتني يا رب كيف تكفر عني :
" نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ"
فشهقت وغشي علي .
نهضت بعد أن قاسيت عثوري علي لوحدي ووجدتني أخيرا
التفت لأنظر إلى الطريق لكم غشيته العتمة بصيص أنوار
هنا وهناك لكني ما بصرتها لمه ؟
تناولتني الآن وارتديتني عرفتني وبت أعتني بي وأعرف مبتغاي
ومأربي وبين الفينة والأخرى أعفر نفسي بالطيب
وأجتنب الكير والمنكر والفعل الرذيل لأني خليفة
صرخت :
أيها العالم أخبروا العالِم والعالم أني وجدتني ..
ا.هـ قولي رحمني الله وهداني وأصلحني.
-------------------------------------------------------------------------
ياللهول هذا رد لم أكن أقصد أختي لكن هذا قرع أناملي على اللوحة
صارت كحذوة الفرس على النقع يخالها الرائي لا تلامسه من شدة العدو ..
حسنا ربما هذه سيرة ذاتية أو تعبير خرج مسترسلاً ..
شكرا لك .
المفضلات