الوزير الأعلى: سنبدأ جلستنا هذا العام لتعيين رمزا الحب الأسطوري !
وأشار قائلاً ..ابدأ أيها الثور وأرنا ما عندك ..
الثور : أنا غارق في غياهب الحب ! عشقت بقرة ولا كأي بقرة..بقرة سوداء فاقع لونها تسوء الناظرين !
الوزير في دهشه : ومالذي حملك عليها إذن ؟
الثور : إلا أنها انفردت بشئ ميّزها ، ولا يفرك مؤمنة مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي منها آخر
بقرتي هذه موظفة والأموال تهطل من خلالها فوجب عليّ تحمل قبحها .. ولن تبلغ المجد حتى تلعق الحذاء !
الوزير : قم عنّي يابن ال...! . أنت عالة على الحب ، أمثالك تملئ أفواههم بالتراب !
اخرج ..
وأشار الوزير إلى العضو الثاني .. تفضل أيها القرد وأسمعنا ما لديك
القرد : انا يا أستاذي أعمل طباخ .. وقلبي يخزني كلما تذكرت ملامحها ..طيفها يلوح في ذكرياتي ،،أراها بمخليتي كل وقت..في ذهابي وإيابي..في أعمالي ..حتى في الحمّام !!
إنها مي ( أنثى القرد ) ..أتعلم لماذا معالي الوزير ؟
الوزير : لماذا بربك ؟
القرد : بسبب أنفها الطويل ! لها أنف سادت منه الأنوف ..تنام في البيت وفي السوق يطوف !! ولاحتى في أي نسل من أنسال القرود..!!
الوزير : ألا قبحكم الله معشرة القردة الخاسئين
وأشار إلى الثالث : أنت يا دب .. تفضل !
الدب : أنا يا معالي الوزير انسان عاطفي ، قلبي مفتوح عالأخضر واليابس ، لا أرى امرأة
إلا وأوقعتها في شبكة حبي ..وقد تواعدت بالزواج ما يقارب 10 جهيزات ( أنثى الدب إن صحت العبارة ) .. فقل لي مالحل بربك ؟
الوزير : يا عيني وليّلي ..عشرة إناث دفعةً واحده .. ألا تعلم أن الشرع أعطى لك الحق في 4 فقط ؟
الدب : كلنا شركاء في الجريمة..أنا عاطفي وهن مجنونات ..لكن فكرة جميلة قضية الأربع ..
سأقتني أربع والبقية بعد فترة..هكذا سأوفي بوعدي للكل..وآية المنافق ثلاث إذا وعد أخلف
وإذا حدث كذب وإذا أؤتمن خان !!
قاطعه الوزير : لا حياك ربي .. إخرس إلى الأبد وإلا أبعدتك إلى ما وراء الشمس !
أشار إلى الزرافة..قائلاً ماذا لديكِ يا ذات الرقبة الطويلة ؟
الزرافة : يا سيدي حالتي ربما لم تسمع بها إلا في أساطير ألف ليلة وليله !!
مشكلتي غريزتي زائغة للإناث أمثالي .. ما أرى أنثى إلا واهتز وجداني ..
قاطعها الوزير قائلاً : لا نريد أن تحل علينا لعنة قوم لوط بسبب شبه عاهراتِ أمثالك يا شبيهة النساء ..
وأشار للعضو الأخير .. أرني مالديك يا هذا..وقل ما اسمك
أجاب : اسمي حمــار !
تفضّل يا حمــار وقل ما معك ..
الحمار : أنا عاشق شريف..عشقت أتان وعشقتني حد الجنون ..طار عقلي وتمزق وجداني وانفطر قلبي بها !!
لقد وقعنا في اللعنة..إنها نيران العشق الملتهبة التي تقتحم الأسوار دون سابق انذار ..ولتلعنّي أفواهكم إلى يوم التغابن إن رمت غير ذلك !! رقبتي فداءً لقدميها .. إكراماً لها فقط
وقالت تلك ال ( الحمارة ! ) : معالي الوزير ..لا يهمنا تعيينك ولا اجتماعك ..نريد نهاية لهذا الهاجس الذي يراودنا ..هل من إكسير يمزّق هذا العشق القاتل ..؟
الوزير : يالك من حمـــار حقا .. لم أرى حبّا نقياً كهذا أبداً قد مزقت قلوبنا أيها العاشق وأفطرت قلوبنا..
الحمار : ليس شرطاً سيدي أنا بن كلــب أقصد ابن حمـار ..
وكل عاشقٍ حمارٌ وليس كل حمارٍ عاشق ..
انبهر معاليه من هول ما أرى وعينهما رمزا للحب كي تكون رواية تفوق جمالها رواية رميو وجوليت !
تفرق الجميع ،، انفضّ المجلس تماماً كلّ ذهب لمستقره ..
ما إن وصلت "الحمارة " منزلها وفتحت الماسنجر حتى خرجت نافذة بإسم أسير الغرام ..قائلاً " هاي قلبوو .. وينك هلأ " أجابت "هايات حياتو !! فقط كنت مشغولة وهاقد عدت لك" أتت نافذة ثانية بإسم بطيخ الحب
والثالث والعاشر والمئة ..
أما بالنسبة للحمار فما إن فتح "موبايله " حتى توالت المكالمات والرسائل ..الأولى "وينك ليه جوالك مغلق " أجاب من فوره "أحبك !..ياللإجابة"المكالمة الثانية انتهت بأعشقك والثالثة والمئة..
ظل يردد كلمات ممجوجة ومغلوطة دون مرتكز لها ..أحبك أعشقك ..أذوب فيك ..وأنا وأنتِ ونفسي والهوا..والشيطان رابعنا !! هذا مفهوم العشق من بُعد مختلف
هي فكرة عابره التقطها أذني فجسدتها بأسلوب قريب من أسلوبها الأصلي ،، لنقل أنها خاطرة سافرة
تمر مرّ السحاب..أو ورقة أضفتها إلى كشكولي ..أما مالغرض من الموضوع ومالقصد وبقية التساؤلات فهذا سأتركه لك يا قارئي الذي اخترتك لتكون حكماً وافهمها كما شئت..وقد حاولت أن أحسّن الأسلوب وأنتقى ألطف العبارات حتى خرج واستوى على سوقه في نظري المحدود وأتمنى أن يعجب القرّاء ..
المفضلات