بعد سقوط الدولة الاموية بالاندلس , تفرقت كلمة المسلمين وانقسموا الى دويلات وصل عددها الى احدى وعشرين مملكة . وكان حكامها والذين يسمون بملوك الطوائف يقاتل بعضهم بعضا. وكان من اشهر هؤلاء الملوك هو المعتمد بن عبّاد حاكم اشبيلية وقرطبة .
هذه القصيدة من اشهر القصائد ومؤلمة جدا وتصف حاله وحال بناته بعدما زال ملكه, ابكت الكثيرين , ولما قراتها وقفت عندها كثيرا من حزنها والعبر التي فيها
والقصة كالتالي ,,, لما جاءته بناته في العيد يزرنه وهو في اسره ورأى حالتهن وبؤسهن قال هذه القصيدة
فيما مضى كنت بالأعياد مسـرورا ,, وكان عيـدك باللـذات معمـورا
وكنت تحسب أن العيـد مسعـدةٌ ,,, فساءك العيد في أغمـات مأسـورا
ترى بناتك فـي الأطمـار جائعـةً ,, في لبسهنّ رأيت الفقـر مسطـورا
معاشهـنّ بعيـد العـزّ ممتـهـنٌ ,, يغزلن للنـاس لا يملكـن قطميـرا
برزن نحـوك للتسليـم خاشعـةً ,, عيونهـنّ فعـاد القلـب موتـورا
قد أُغمضت بعد أن كانت مفتّـرة ً ,, أبصارهـنّ حسيـراتٍ مكاسيـرا
يطأن في الطين والأقـدام حافيـةً ,, تشكو فراق حذاءٍ كـان موفـورا
قد لوّثت بيد الأقـذاء اتسخـت ,, كأنها لـم تطـأ مسكـاً وكافـورا
لا خدّ إلا ويشكو الجدب ظاهـره ,, وقبل كان بمـاء الـورد مغمـورا
لكنـه بسيـول الحـزن مُختـرقٌ ,, وليس إلا مـع الأنفـاس ممطـورا
أفطرت في العيد لا عادت إساءتُـه ,, ولست يا عيدُ مني اليـوم معـذورا
وكنت تحسب أن الفطـر مُبتَهَـجٌ ,, فعـاد فطـرك للأكبـاد تفطيـرا
قد كان دهـرك إن تأمـره ممتثـلاً ,, لما أمرت وكـان الفعـلُ مبـرورا
وكم حكمت على الأقوامِ في صلفٍ ,, فـردّك الدهـر منهيـاً ومأمـورا
من بات بعدك في ملكٍ يسـرّ بـه ,, أو بات يهنـأ باللـذات مسـرورا
ولم تعظه عوادي الدهر إذ وقعـت ,, فإنما بات فـي الأحـلام مغـرورا
رد مع اقتباس

-flowers0" class="inlineimg" />


المفضلات