ما من كــاتب إلا سيفنى :: ويبقى الدهر ما كتبت يداه
فلا تكتب بكفك غير شىء :: يسرك يوم القيامه ان تراه
بين كل واحد منا وقلمه علاقة ما ..
تختلف حسب الشخص نفسه ..
فمن كان طيّبا فإن قلمه سيكتب خيرا..
ومن كان شريرا فلن يكتب قلمه إلاّ سوءا..
ومنا من لم يمسك قلمه يوما..
ومنا من افترق عن قلمه رغما عنه..
وهذه بعض العلاقات التي سطرتها لكم ها هنا
العلاقة الأولى:علاقة ندم
عندما نَرى الكاتِبَ يركُضُ خلْف قلمه معاتبا
بالله عليك ماذا فعلت بي يا قلم! .. لقد فضحتني وكشفت لي أسرارًا وهمومًا
كنتُ أحاول كتمانها لسنين عِدّة .. ما عساني أفعل بها الآن وأنا أعيد قرائتها؟ ..
فيُجيبُهُ القلم بكل روِيّةٍ ووقار .. لا تقلق أيا كاتبي ..
فعلتَ الصواب .. بإخراج ما كان مكنونا في أعماقك..
ألا تذكر أنني خَفَّفتُ عنك وقتها ..
ألا تذكر أنكَ كِدْتَ تنفجر لو لم تُمسكني بين يديك .. وتفرغ همومك مع كل قطرة حِبْر مني؟
حقيقة: أحيانا يكتب الشخص في لحظة غضب أو يأس.. ما يألمه و يجرحه من الداخل
لكن كلما قرأ كلماته .. ندم وتمنى لو أنه لم يبح جراحه لقلمه..
فلعله ينسى الألم ما لم يكن هناك ما يُذكره به..
أو قد يندم لأنه كتب شيئا جارحا في لحظة غضب ..
العلاقة الثانية: علاقة توبيخ
هنا يحدث الكعس .. القلم هو من يركض خلف الكاتب صارخا في وجهه
ايها الوقح .. ماذا فعلت بي؟؟؟
لقد جعلتني أسبُ فلانا و أغتابُ آخر ..
ما تركتَ من أحد إلا وفضحته أو قبّحته أو عايرته..
جعلتني آكل لحم البشر أيها الشقي!
قبحك الله .. بئس الكاتب أنت .. بئس الكاتب أنت!
حقيقة:أشخاصٌ (هداهم الله) .. جعلوا من القلم سلاحا فتاكا .. يفتكون به أعراض الناس
فلا يكتبون إلا كل سيء و قبيح..فاحرص أن لا تكون منهم
العلاقة الثالثة:علاقة جفاء
نرى القلم قابعا فوق الطاولة مكسوًا بطبقة غبار ..
يتسائل في نفسه لما اشتراه هذا الشخص؟! ..
فهو ليومنا هذا لم يستخدمه ..
فيطلق من داخله صوت انين خافت :أيا أنت .. خذني واكتب بي شيئا حتى ولو كانت كلمات متقاطعة..
أو اترك شخصا آخر يأخذني بين يديه فقد اشتقت إلى دفئ يدِ أحدهم..
لكن لا حياة لمن تنادي ..
فصاحبه هناك جالس أمام شاشة التلفاز أو شاشة الكمبويتر .. يلعب و يشاهد
حقيقة: نرى أناسا شغلهم الشاغل هو اللعب أو مشاهدة ما لا ينفع
لا يتكبدون عناء كتابة أي شيء ..يستوردون المعلومات ولا يصدرون .. هم خاملون ولا يصلحون لشيء!
العلاقة الرابعة: علاقة حسرة
هنا نجد الشخص جالسا يتأمل في قلمه ويتألم .. مشفقا على حاله
فالقلم أمامه و الورقة كذلك والأفكار في رأسه تريد أن تخرج .. لكنه للأسف لا يستطيع فعل شيئ!
فهو لا يعرف كيف يمسك قلما ويكتب به
هو أُمِيٌّ لم يدخل المدرسة يوما..
يبكي حُرْقتًا و حسرتًا .. يريد أن يكتب الكثير والكثير مما يجول في خاطره
يريد أن يكتب ليسعد أُناسا آخرين..
يريد أن يكتب لينصر إخوانا له قد ظُلموا..
يريد ويريد .. لكن لا أمل منه
حقيقة: تخيل لو كنتَ أميّا .. لا تستطيع ان تكتب ما تشاء و وقتما تشاء
فاحمد الله أنه وههبك نعمة التعلم والقدرة على الكتابة .. فبعضهم قد حُرِّم منها.
العلاقة الخامسة :علاقة حب وانسجام
هنا نرى الكاتب والقلم ينسجمان في كل شيء
القلم سعيد بكاتبه الذي لا يكتب إلا الخير
والكاتب فرح بقلمه الذي يساعده في خط أجمل الكلمات وأصدق العبارات
حقيقة : هناك من يستغل قلمه ليكتب به كل ما هو جميل
فينشر الخير .. أو يطرب آذان الآخرين بأعذب الكلام
العلاقة السادسة : علاقة اشتياق
حيث نرى دموع قلم حزين .. واقفا هناك ينظر إلى كاتبه خلف الزنزانة مكبول اليدين
كاتبه الذي لاطالما كتب به مقالات ومقالات للدعوة إلى الله
يتذكر كم تاب على يديهما الكثير ..
يبكي حرقة واشتياقا لفقده يدا لا تخاف في الله لومة لائم
لكنها كُبِّلت بالأصفاد .. ومُنِعت من الكتابة
حقيقة: هناك أناسٌ غرس الله في قلوبهم حب الدعوة و قول الحقّ مهما كان..
لكن ذلك ادى بهم إلى السلاسل و السجون..
فما هي علاقتك أنت بقلمك يا ترى؟؟
لا تحرمونا من ردودكم
المفضلات