~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
{{فكل من أحب شيئاً دون الله ولاه الله يوم القيامة ماتولاه،واصلاه جهنم وسائت مصيراً،فمن أ؛ب شيئاً لغير الله فالضرر حاصل له إن وجد او فقد، فإن فقد عذب بالفراق وتألم، وإن وجد فإنه يحصل له من الألم اكثر مما يحصل له من اللذة، وهذا أمر معلوم بالاعتبار والاستقراء، وكل من أ؛ب شيئاً دون الله لغير الله فإن مضرته أكثر من نفعته، فصارت المخلوقات وبالاً عليه، إلا ماكان لله وفي الله، فإنه كمال وجمال للعبد، وهذا معنى مايروى عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: ((الدنيا ملعونة ملعون مافيها،إلا ذكر الله وما والاه))}}
المجموع{1/29}
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
{{العبد كلما كان أذل لله وأعظم افتقارً إلي وخضوعاً له، كان أقرب إليه، وأعز له، وأعظم لقدره، فأعظم الخلق أعظمهم عبودية لله.
وأما المخلوق فكما قيل: احتج إلى من شئت تكن أسيره، واستغن عمن شئت تكن نظيره،وأحسن إلى من شئت تكن أميره..
[CENTER]فأعظم مايكون العبد قرداً وحرمة عند الخلق إذا لم يحتج إليهم بوجه من الوجوه،فإن أحسنت إليهم مع الاستغناء عنهم،كنت أعظم ما يكون عندهم،ومتى احتجت إليهم ـ ولو في شربة ماء ـ نقص قدرك عندهم بقدر حاجتك إليهم،وهذا من حكمة الله ورحمته، ليكون الدين كله لله،ولايشرك به.
ولهذا قال حاتم الأصم: لم اسئل:فيم السلامة من الناس؟ قال: أن يكون شيئك لهم مبذولاً،وتكون منشيئهم آيساً.}}
المجموع{1/39}
المفضلات