{{العبد كلما كان أذل لله وأعظم افتقارً إلي وخضوعاً له، كان أقرب إليه، وأعز له، وأعظم لقدره، فأعظم الخلق أعظمهم عبودية لله.
وأما المخلوق فكما قيل: احتج إلى من شئت تكن أسيره، واستغن عمن شئت تكن نظيره،وأحسن إلى من شئت تكن أميره..
[CENTER]
فأعظم مايكون العبد قرداً وحرمة عند الخلق إذا لم يحتج إليهم بوجه من الوجوه،فإن أحسنت إليهم مع الاستغناء عنهم،كنت أعظم ما يكون عندهم،ومتى احتجت إليهم ـ ولو في شربة ماء ـ نقص قدرك عندهم بقدر حاجتك إليهم،وهذا من حكمة الله ورحمته، ليكون الدين كله لله،ولايشرك به.
ولهذا قال حاتم الأصم: لم اسئل:فيم السلامة من الناس؟ قال: أن يكون شيئك لهم مبذولاً،وتكون منشيئهم آيساً.}}
المجموع{1/39}
المفضلات