ربَّاه..
أشياؤهُ الصّغرى تعذّبني..
فكيفَ أهربُ من الأشياءِ ربّاهُ..
هُنا جريدتهُ في الرُّكنِ مهملةٌ..
هُنا كتابٌ معاً.. كُنّا قرأناهُ..
على المقاعدِ بعضٌ من سجائرهِ..
و في الزّوايا..
بقاياً من بقاياهُ..
مالي أُحدّقُ في المرآةِ أسألُها..
بأيّ ثوبٍ من الأثوابِ ألقاهُ..
أأدعي أنني أصبحتُ أكرهه ؟
و كيف أكرهُ من في الجفنِ سكناهُ ؟
و كيف أهربُ منهُ إنهُ قدري !
هل يملكُ النّهرُ تغييراً لمجراهُ ؟
أحبُّهُ.. و لستُ أدري ما أحبُّ بهِ..
حتَّى خطاياهُ ما عادتْ خطاياهُ..
الحُبّ في الأرضِ بعضٌ من تخيّلنا..
لو لم نجدهُ عليها لاخترعناهُ..
ماذا أقولُ لهُ لو جاء يسألني..
إن كنتُ أهواه..
إني ألفُ أهواه !
---------------------نزار قبّاني..