قصة شاب قال انني ملحد !!!

[إسلام 2006]

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

قال صلى الله عليه وسلم (أيها الناس إن منكم منفرين ....) الحديث

للأسف هناك طائفة ممن يسلكون طريق الإلتزام يشعرون في داخلهم بأنهم اصبحوا فوق الجميع حتى وان لم يدركوا هذا الإحساس، لكن تصرفاتهم تعكسه بالفعل، وهذا فعليا لقلة علمهم الشرعي، ولقد رأيت بعيني من يأخذه هذا الإحساس الى الأعالي حتى يظن نفسه علامة او شيخا موقرا بإمكانه انتقاد العلماء أنفسهم، فتجده بعد فترة بعد ان كان يستمع لعلماء المسلمين الذين لم تنجب الأمة مثلهم يأتي في يوم ويقول انه لا يعجبه هذا العالم لأنه قال كذا، وربما كلمة تؤول بمعنيين او ان هذا الشيخ لم يقصدها او ان الكلمة لا بأس بها اصلا كأن يمزح مثلا، لكن اخانا هذا لم يعجبه ان هذا الشيخ يمزح ويداعب فيأتي وينتقده لهذا السبب التافه ويكف عن سماعه

ومع مرور الوقت تجد هذا الشخص اصلا قد اعتزل الشيوخ ولم يعد يثق إلا بنفسه ورأيه فقط، وتجده متشدد في امور فيها رخص واختلف العلماء في وجوبها او استحبابها، ومتراخ في اخرى يحرم الوقوع فيها

وفي النهاية تجده على مذهب وملة أخرى غير التي نعرفها أصلا وربما نصب نفسه شيخ هذه الطريقة فقط وبدأ يضم الناس اليه ويدعوا لمذهبه

نعم هناك العديد من الطوائف التي نشأت قد نشأت بهذه الطريقة بالفعل، فأسأل الله تعالى ان يثبتنا ويعيننا

حقا لا اهتم بمن ظن في نفسه مثل هذا العلم واتسم بهذا التكبر بسبب طاعة زائدة يفعلها ينظر من خلالها الى الناس بمنظار الدون وأنه افضل منهم

لكن المصيبة هي ان بعض من يحاول الإلتزام او هناك امل من دعوته وتجد في نفسه القبول عندما يلتقون بهؤلاء الأشخاص ينفر من الدين بسبب ظنه ان مثل هؤلاء هم من يمثلون الدين وقد تراه قد صرف نظره عن قضية الإلتزام ونكص على عقبيه بعد ان هداه الله والسبب مثل هؤلاء الذين يضرون الدين بأكثر مما ينفعونه ويسيؤون الى سمعته

نعم، والله لقد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما حدث، فأحاديثه مليئة بما يفعله العباد من مصائب يضرون بها انفسهم بأكثر مما ينفعون، ولو انهم انتقلوا من خانة العباد الى خانة العلماء او حتى طلبة العلم الحقيقيون لعلموا الصحيح والخطأ فيما يجب أن يفعلون ولكفوا انفسهم وغيرهم شر تعاملاتهم وفتاويهم، فالعبادة وحدها لا تكفي أبدا دون العلم، فالعلم هو ما يجنب الإنسان من وقوعه في البدع والإنحراف عن الطريق القويم ومعرفة وسائل الشيطان في التغرير بابن ادام حين ييئس من رده عن دين الله، فهو في هذه الحالة ياتيه من جانب العبادات بالفعل، فإن لم يكن طالب علم ولم يكن ممن يلازم علماء المسلمين ليستفيد منهم ويعرف ويفهم فإنه بلا شك يقع في مصائب كبيرة

حقا هذا الموضوع أثارني لعدة مواقف رأيتها قبلا تسببت في مصائب، نعم مصائب وليس مشاكل عادية، اخرها شخص يدعي الإلتزام يضرب امه ويرفع على أخيه قضية ويقسم انه سيسجنه، ولا يتكلم معه بل يوليه ظهره قبل ان يرد عليه، لدرجة ان اخاه بدأ يقول، انا اكره الملتزمين حقا بسبب تصرف اخيه هذا وزوجته الذان يفترض بهما أن يكونا ملتزمين ويكونا قدوة لغيرهما

أشياء تثير النفس غيظا وتضر الغير قبل النفس ولكن:

لقد اسمعت لو ناديت حيا .... ولكن لا حياة لمن تنادي

جوزيت خيرا وعذار على الإطالة

بارك الله فيك على ما فعلته معه وجزاك الله عنه خيرا