هذا أنا …






هذا أنا …
محكوم بالأعمال الشاقة
محكوم بالإعدام …
متهم بخرق القانون
متهم بالعمالة للقانون …
برئ ومتهم
أدان ولا أدان …
في ساحة القضاء
دفاع وإدعاء …
في مسرح الجريمة
قاتل ومقتول
وضحية بريئة …

هذا أنا …
عاشق مأسور
لم تر عينيّ طيور السماء
ولم يغازل قلبي قمر المساء …
بين جدران الكون
مسجون مطلق السراح …
على بوابات الأرض
معلقة مشانقي
وبنجوم السماء
حفرت مقابري …
لا أشعر بالحب
أحيا دوماً على الحرمان
مدان بعشرة آلاف
ولست بمدان
بين أصحاب الدين
قلوب عاشقة
أنا من كتب لها
أنا من أعطاها
أنا من بذل لها
لكن …
إنتهى الأمر أن أكون المدان
هذا أنا …
متمرد بطبعي
كفرت بكل الشرائع
لم يتبقى ما أؤمن به
آمنت بالحب …
كان الأقوى
كان الحاكم
لكنه …
سقط بإنقلاب
فكفرت به
آمنت بالإنتقام
كانت شريعة الأقوياء
فهو من قاد الإنقلاب
بات الأقوى
لكنه …
صلب على أغصان الذل والهوان
فتركته لغيره
وكفرت به
فلم أجد أمامي
سوى أن أؤمن بالبؤس والشقاء
لدي الضمان …
أن لا إنقلابات ولا صلبان
ولا حتى إعتقالات أوسجون
إنما فقط …
بؤس وشقاء سرمدي أبدي
فجاء الإعلان
أيها الأثرياء ..إدخلو النار بسلام
أما أنتم أيها الفقراء
فقد عانيتم وقاسيتم
عشتم الذل والهوان
أيها البؤساء ..أيضاً إدخلو النار بسلام
والآن هذا أنا …
بائع غجري متجول
زرت البلاد كلها
عبرت الأحياء كلها
ومعي بضاعتي …أعرضها مغبره
لم يشتروا مني أي شئ
إنما فقط يقلبونها ثم يلقونها بوجهي
لم تكن بضاعتي سوى
دموع ..
آلام ..
كلمات ..
قصائد حرية وأغانٍ ثورية
دموع خوف ودموع حب
آلام ضرب وآلام ضرب
لا تباع بضاعتي
قالوا:رديئة بضاعتي
فلا آلامي كالآلام
ولا كلماتي كالكلمات
حتى دموعي سلبت من أنثى تمساح
فهذا أنا…
ولا تسلني كثيراً عن كلامي
فسريالية قصائدي
أبحث فيها عن ذاتي
أنمق فيها حلمي
أرسم فيها واقعي
ولا أحد يعرف معناها غيري
فحاول أن تبحر معي
في غور بحري
وإبحث عن معنى كلمي
ولا تسلني ..حاول ألا تسلني
فهذا أنا …
قاتل ومقتول
قاضٍ ومحكوم
سجان ومسجون
متهم بخرق القانون
متهم بالعمالة للقانون
متمرد لا أبحث عن الظهور