جميلٌ جدًا!
(1)
جفَّ حلقُها وبيدها قواريرُ الماء ، ومازال هتافها الحاد مسموعًا : ماءٌ بارد .. ماءٌ بارد
أحسَّتْ بالتعب والإعياء ، فتوجهت إلى أمها المتكئة على جدار السوق
وقبل أنْ تُسلِّمها القوارير .. قالت : أمي لمَ لا نكونُ مثل هذه التي تُرمى بالنقود وهي جالسة ؟!
قالت الأم : احمدي الله مادام بإمكاننا بيعُ هذا الماء .. بدلًا عن ماء وجوهنا ، هاتِ القوارير !!
أرواح تملأها عزة النفس تفضل الموت
على مد اليد !
(2)
أمْسكَ بريشته .. وعدَّل اللوحة .. وهيَّأ الألوان أمامه
بدأ برسم البحر وشاطئه .. فلما وصل لرسم الشمس ؛ تردد كثيرًا
أيزيد اللوحة بالألوان الفاتحة فتُشرق ، أمْ يُغرقها بالألوان الداكنة فتغرُب ؟
وبعد حينٍ هدأت نفسُه وقرَّر أن يحذف الشمس !
ربما جواب الحيرة.. بعدم
اتخاذ كلا الخيارين!
وهذا ما سيجلب الهدوء للنفس! (:
(3)
لا يعرفُ السباحة ، ويرمي بجسده في وسط النهر .. ويستغيثُ صارخًا : أنقذني !
ارتميتُ بنفسي ملبيًا لاستغاثته .. وأخرجتُهُ حيًا يضحك ،
وقال لي : شُكرًا لك .. فرمى بنفسه مرة أخرى !
هو يتمنى أن يجد يدًا تُمد إليه!
ليعلم أنه لا يزال في هذا العالم
يعيش .. وأن العالم حوله تراه
وتسمع صوته..
وسيستمر ليضحك كثيرًا كثيرًا!
في أمان الله!
رد مع اقتباس

المفضلات