في تلك اللُّجة العاتية , و بين رماد الأشجار المحترقة , سمعت صوت خرفشة بين الحشائش أصغيت ثم أصغيت ثم أبصرت ...

فإذا هو ملك الغابة , تسمّرت مكاني , ارتعدت فرائسي , لم أدر ما أفعل...
بدأ يفتح فمه ...

عندها أغمضت عينيّ وبدأت أنطق بالشهادة ... انتظرت زئير الأسد , ذلك الصوت المخيف ذلك الصوت المهول الذي لا يسمعه أحد إلا انخرط مكانه وربما مات قبل موته ...
فجأة إذا بي أسمع صوت مواء قطة !!!
تعجبت...!! أين الزئير؟؟
فتحت إحدى عينيّ لأنظر ...
فإذا بالأسد يموء كالهرة !!!
تبسمت ابتسامة ساخرة ...
حاولت كتم ضحكتي لم أستطع ...
فخررت على الأرض من شدة الضحك !!!
عجب الغضنفر من ضحكي !
فلم يملك نفسه هو الآخر وبدأ بالضحك ..
دخلنا في موجة ضحك أنا وهو استمرت لدقائق ...

إنها حقاً أهزوجة ساخرة !!!
نظرت إليه بتهكم , ثم وليّت مدبراً ...
صاح بي الليث - وهو يموء - : مم تضحك أيها الدخيل ؟
التفت إليه بهدوء ثم قلت : هه دخيل !! مواؤك هذا لا يخيف الفأر !! تريد أن تخيفني به؟ يالك من أخرق ...
ثم تبسمت ابتسامة المغضب ثم قلت :كنت أتساءل ماالذي جرَّأ الكلاب ؟؟ فأذلوا لبواتك وشرّدوا أشبالك !!!
وقد اتضحت لي الصورة الآن يا عباس ...
اغرورقت عيناه بدموعه وطأطأ برأسه قائلاً بصوت خافت : إنّي حائر!! ماذا أفعل ؟ كيف أصنع ؟؟

صرخت به : عد إلى زئيرك يا جعفر , عد إلى زئيرك يا جعفر ...


تحية صيــفــيّــة ...