أولا أشكرك على حسن تقبلك، فلا شك أنكِ ممن يتحرى الصواب ولستِ ممن يُكابر كما يفعل البعض .
أما بالنسبة لسؤالك فيا أختي أنا لا أستطيع أن أجيبك عنه لأني لستُ بمفتي ، ولكن إسألي كبار أهل العلم في بلدك ممن يُعرفون باتباع السنة وتحري الدليل وبالعقيدة السليمة والمعتقد الصحيح، فهم أدرى بحال بلادكِ وأحوالها وهم سيجيبونك إن شاء الله تعالى، فإن كنتِ من مصر مثلا عليك بالشيخ أبا إسحاق الحويني أو محمد إسماعيل المقدم أو غيرهم من المشايخ الأ فاضل هناك .
وأود توضيح نقطة فيما يخص بالمذاهب ، لأن أصحاب المذاهب قد تبرأوا ممن يتعصب لهم ، ودعوا إلى تحري الدليل من الكتاب والسنة فلا يجوز التعصب لاي مذهب كان، وإنما الدليل الدليل ، وهذا هو مذهب المحدثين عدم التقيد بمذهب معين وإنما اتباع مما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم وقد أحسن من قال:
أهل الحديث همو أهل النبي وإن---لم يصحبوا نفسه أنفاسه صحبوا
فهذا هو المنهج الصحيح وهو التمسك بالسنة الصحيحة لأن بعض أقوال المذاهب قد خالفت السنة الصحيحة لعدة أسباب قد ذكرها العلماء في أسباب اختلاف الفقهاء ومنها أن يكون حديث عند إمام يبني عليه الحكم ولا يكون عند الإمام الآخر فيبني الحكم على القياس أو غيره.
وأصحاب المذاهب وأقصد الأئمة وليس المتعصبة اليوم من الجهلة ، فالأئمة كلهم متفقون على وجوب التمسك بالسنة والرجوع إليها، وترك كل قول يخالفها، مهما كان القائل عظيما ، فإن شأنه صلى الله عليه وسلم أعظم وسبيله اقوم.
ومن المفيد أن نسوق هنا بعض الكلام ، لعل فيها عظة وذكرى لمن يقلد أصحاب المذاهب الأربعة ، بل يقلد من دونهم بدرجات تقليدا أعمى ويتمسك بمذاهبهم وأقوالهم كما لو كانت نزلت من السماء، والله عز وجل يقول: { اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم. ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلا ما تذكرون}
يقول الإمام ابو حنيفة النعمان رحمه الله: " إذا صح الحديث فهو مذهبي" " لا يحل لأحد أن يأخذ بقولنا ما لم يعلم من اين أخذناه" "وإذا قلت قولا يخالف كتاب الله وخبر الرسول صلى الله عليه وسلم فاتركوا قولي"
يقول الإمام مالك بن أنس رحمه الله : "إنما أنا بشر أخطئ وأصيب فانظروا في رأيي فكل ما وافق الكتاب والسنة فخذوه ، وكل ما لم يوافق الكتاب والسنة فاتركوه"" ليس أحد بعد النبي صلى الله عليه وسلم إلا ويؤخذ من قوله ويترك إلا النبي صلى الله عليه وسلم "
يقول الإمام الشافعي رحمه الله:" ما من أحد وإلا تذهب عليه سنة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتعزب عنه، فمهما قلت من قول ، أو أصلت من أصل فيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خلاف ما قلت، فالقول ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قولي" " أجمع المسلمون على أن من استبان له سنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يحل له أن يدعها لقول أحد" " إذا وجدتم في كتابي خلاف سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقولوا بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعوا ما قلت" " أنتم أعلم بالحديث والرجال مني ، فإذا كان الحديث الصحيح فأعلموني به أي شيء يكون: كوفيا أو بصريا أو شاميا،حتى أذهب إليه إذا كان صحيحا" " كل مسألة صح فيها الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عند أهل النقل بخلاف ما قلت فأنا راجع عنها في حيلتي وبعد موتي"
يقول الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله: " " كان يكره وضع الكتب التي تشتمل على التفريع والرأي ولذلك قال: " لا تقلدني ولا تقلد مالكا ولا الشافعي ولا الأوزاعي ولا الثوري وخذ من حيث أخذوا" " رأي الأوزاعي ورأي مالك ورأي أبي حنيفة كله رأي ، وهو عندي سواء، وإنما الحجة في الآثار" " ومن رد حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو على شفا هلكة"
العفو.
وفقنا الله وإياكم لكل خير.



المفضلات